آلان الطفل الغارق هل تحيي القلوب بعد مواتها؟!
  
بقلم / سارة طـالـب السهيـل 

دخل في طمأنينة وسلام الي جنة خلد ؛لكنه يبقي رمزا للوجه القبيح لإنسانية إنسان الألفية الثالثة، ورمزا لكل طفل لاجئ اضطرته ظروف وطنه لدفع ثمن حروب الجيل الرابع والخامس التي تعصف بمنطقتنا العربية منذ اندلاع ما اطلق عليه ثورات الربيع العربي، وربما منذ لحظة الانقضاض على العراق واحتلالها .

فالطفل آلان الكردي الذي  يتباكي عليه اليوم المشاهير في العالم قد احتضنه البحر بأعماقه في حنان لم يصادفه لدى  بني البشر ولكنه سرعان ما قذفه على الرمال الدافئة ليعري بلاد الحضارة والديمقراطية الزائفة التي يتغني بها الغرب والشرق ويتشدق بها على طريق " يا ليل يا عين".

غرق الطفل  آلان وهو في براءة الملائكة يعكس فضيحة انسانية، خاصة وانه واحدا من مئات الآلاف من الأطفال السوريين اللاجئين، فبحسب منسق الأمم المتحدة للاجئين السوريين، بانوس مومتزيس في كلمة له بمعهد السلام الدولي في نيويورك مطلع يناير 2013، إن أكثر من نصف اللاجئين السوريين الذين فروا من الحرب في بلدهم إلى دول مجاورة هم من الأطفال وإن عدد الأشخاص الفارين قد يتضاعف خاصة وان ربع سكان سوريا حاليا  مشردون ، وقال مومتزيس "إننا نتحدث فعليا عن مساعدة ربع سكان سوريا، هناك واحد من بين كل أربعة سوريين يحتاج إلى مساعدة إنسانية وأخشى أن هذا العدد يتفاقم".

ويضيف، اللاجئون يتدفقون عبر الحدود بالنهار والليل، أكثر من نصفهم من الأطفال. هذه أزمة لاجئين أطفال. إنه لشيء يفطر القلب، مرجعا ارتفاع عدد الأطفال بين اللاجئين إلى أن الكثير من الأسر السورية لديها 8 إلى 10 أطفال.


مفــارقــــات القــــدر

 لعل مآساة الطفل آلان السوري وغرقه يعيد للذاكرة القريبة مأساة اطفال العراق عندما تم تهجيرهم، ومن مفارقات القدر ان تتحول سوريا من بلد يحتضن اللاجئين الي بلد يصدر اللاجئين، ففي شباط/ فبراير2009 – وصل الي سورية 1.5 مليون لاجئ عراقي فرارا من وطن  مزقته الحرب والصراعات وتجاهل توفير الأمن للأطفال ‏.

وسبق ذلك عام2007 أن فتحت اليونيسف وجمعية الهلال الأحمر العربية السورية خمسة أماكن ملائمة للأطفال ‏لسد احتياجات الأطفال اللاجئين العراقيين. وقد سُجل أكثر من 11.500 طفل عراقي في أماكن ملائمة للأطفال خلال عام 2008 ووفرت لهم أماكن ‏آمنة للعب والتواصل مع أقرانهم.

عــــود على بـدء

 وكما أعاد غرق الطفل آلان الينا مآساة أطفال العراق اللاجئين والمشردين، فانه اعاد فتح ملف موقف الاتحاد الأوربي من قضية اللاجئين والمهجرين، والموقف اللانساني الذي اتخذته دول الاتحاد الأوربي من اللاجئين باستثناء بعض دوله .

فالطفل آلان الملقي على وجهه بأحد شواطئ تركيا، يبدو في مشهد انساني فريد وكأنه يعطي ظهره للعالم الذي غرر بطفولته وبراءته ولفظ عمره وأمنه في لحظة كفرت بحقوق الأطفال في العالم، وكأنه وقت انكفائه على بطنه لا يريد ان يرى هذا العالم القاسي فيغمض عينيه في لحظة أبدية فرارا من ظلمات قلوب بشر تتشح بالقسوة والسواد ولاتعرف للرحمة طريقا .


ولكن براءتك يا آلان  فتحت نوافذ بعض قلوب بعض الغربيين من المسؤولين  لأن انا بحسب رأيي أن الشعوب الأوروبية لديها إنسانيه و تتميز بالرحمه إلا أنه يبدو أن الحكومات في كل مكان لا تشبه الشعوب بشكل كبير ؛فالمسؤولين هناك ممن   تبقي لهم بصيص من الإنسانية، ومنهم "باتسي لوبيث" مسؤولة بالحزب الاشتراكي الإسباني،  هاجمت سياسات الاتحاد الأوروبي بصحيفة "الموندو" الإسبانية ، "متساءلة هل كنا ننتظر رؤية الطفل السوري الغريق منكفئ على وجهه على شاطئ بتركيا  لكي لانستمر في إخفاء خجلنا أكثر من ذلك" ، ذلك الطفل السوري وجًه  لنا صفعة قوية لنفتح أعيننا على معاناة اللاجئين، مشيرة إلى تحول البحر المتوسط لمقبرة جماعية تحصد يوميًا المهاجرين اليائسين.

أتسائل انا هنا رغم أنني لست متابعه سياسيه إلا أنني متابعه انسانية. . أخشى أن تكون هذه الهجرات ممنهجة ومرتبه و هذه الدعايات ليست صادقه رغم ظاهرها الإنساني الرائع أخشى أن تكون ترويجا لإخلاء البلاد ..لماذا  لصالح من لست متأكدة  لكن أخشى أن يعيد الماضي نفسه و تتكرر الأحداث ولكن لن ألوم أحد وقتها سوى البلدان العربية و سياساتها و فاسديها الذين تسببوا بكل هذه المآسي واوصلوا  شعوبهم لهذا الحال و لأبغض  القرارات وهي ترك الاهل والوطن والجيران والاحبه و الذكريات و البيت الذي حوى الايام والأحلام و احتضن  الآلام وخفف الاشجان إلا أنهم وجدوا بعد اليأس من صلاح الحال و حصولهم على أقل الحقوق الطبيعية لأي مواطن من أمن و سلامة عيش كون الحياة أهم شيء لدى الإنسان و السكن الصالح والوظيفة التي تؤمن مأكل ومشرب وتعليم محترم وجدوا أن الهجرة أو حتى الغرق في المحيطات أهون من عيش الضنك وما يواجهونه من فقر و بطاله ناهيك عن الإرهاب والإرهابيين والجماعات المسلحة والطائفية والقتل على الهويه وما إلى ذلك من فشل في مؤسسات الدولة و ايضا ضعف في قلوب المواطنين كون المواطن تعرض لسياسات التجهيل مما جعله معرضا للحشو الفكري من قبل أي جماعه لها مشروع تريد تنفيذه وقد كانت الطائفيه المشروع الذي يسبق التقسيم الذي لقي رواجا بين الجهله و مروجي الفتن و بوق الفساد أخشى أن تستخدم كل هذه الإخفاقات بالترويج للهجرة و إخلاء الديار رغم أنني لا أنكر انها بديل يلجأ له أي إنسان يخشى على أسرته من القتل والضياع ..لكن تفكروا وانتبهوا  ما الذي وراء هذا؟؟؟؟

  
أزمــــة متـــواصلـــة

 لاشك ان استمرار الأزمة في سوريا يعني استمرار أزمة اللاجئين ومعاناة الأطفال، ووفقا لأحدث تقارير الامم المتحدة، فان عدد اللاجئين السوريين بسبب الحرب على سوريا تخطى أربعة ملايين يعيش معظمهم  في فقر ويحلم بعضهم بالاستقرار في أوروبا بعد فقدان الأمل بعودة سريعة الى الوطن.

وكشفت السنوات الخمس الأخير ان  الهجرة الجماعية من سوريا  تعد واحدة من كبرى عمليات الهجرات القسرية منذ الحرب العالمية الثانية فقد عبرالى أوروبا خلال سبعة أشهر الأخيرة، أغسطس 2015، نحو 340 الف مهاجر أغلبهم من السوريين في اسوأ أزمة هجرة تواجه القارة منذ الحرب العالمية الثانية فيما هلك المئات في عرض البحر ، وفر أكثر من 1,1 مليون لاجئ سوري الى لبنان ونحو 600 الف الى الأردن، بحسب الأمم المتحدة، بينما تقول المملكة  الأردنية أنها تستضيف 1,4 مليون سوري يشكلون 20% من عدد سكانها البالغ نحو 7 ملايين نسمة.


أما أطفال سوريا فيقيمون مع ذويهم في مخيم الزعتري للاجئين بالأردن يتحدون فقدان وطنهم بالعزم على استكمال تعليمهم و قد استقبلهم الجيش الأردني بالورود و أطفالهم بالألعاب . وتقدم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) التعليم للأطفال الذين يقيمون في المخيم منذ عام 2012.

يقول أندرو هاربر ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في الأردن إن ما يزيد على نصف اللاجئين في المخيم أطفال، مشيرا الي ان أكثر من نصف عدد اللاجئين الذين يعبرون من سوريا ودول مجاورة أطفال  يذهب نصفهم إلى المدارس.

وقالت شروق فاخوري مسؤولة تعليم الطوارئ في يونيسيف انه بعد ثلاث سنوات  من هجرة السوريين صار لدينا ثلاث مدارس تعمل بنظام فترتين وتخدم 17 ألف طفل تقدم لهم بيئة آمنة وتوفر لهم  التعليم، كما توفر "يونيسيف" فصولا دراسية ليلحق بها الأطفال الذين تخلفوا عن التعليم .

 آلان واستغلال الاعلام

كان لنشر صورة غرق الطفل آلان عبر الوسائط الاعلامية المتعدة أكثر من أثر نفسي وانساني في وجدان وعقول من شاهدها في دول العالم، غير ان استمرار بثها عبر المواقع الاليكترونية ووسائط التواصل الاجتماعي، جعل بعض الوسائل الاعلامية تستغلها لتحقيق أهداف رخيصة وحقيرة، وهي بث الرعب في قلوب السوريين من الهجرة والفرار من حجيم الحرب الدائرة في وطنهم، والا سيكون مصيرهم مصير آلان وهو الغرق في مصيدة البحر المتوسط .

وبعد تفاقم مشكلة اللاجئين السوريين وهروبهم من إلى دول اوروبا بحثا عن حياة آمنه، فقد ظهر الوجه الآخر للمشاهيرعلى مستوى العالم خاصة بعد حادث الطفل السوري الغريق آلان على شواطئ تركيا في مدينة بودروم واستفزت صورته مشاعر العالم، بينما تضامن بعض المشاهير سواء على المستوى السياسي أو الرياضي مع اللاجئين بأشكال مختلفة.

فشارك بعض المشاهير ووسائل إعلام ألمانية في برلين، في تظاهرات للإعراب عن دعمهم للمهاجرين، سعيا لتدارك ارتفاع الأعمال العدائية التي تطالهم، في ظل تدفقهم على البلاد الأوروبية ومن أهمها ألمانيا.

زيـف الشعــــارات

 لما كانت الدول الاوربية أكثر دول العالم اظهارا علي تبني حقوق الانسان، فان هذا التبني سرعان ما تعرى بعد فضيحة غرق الطفل آلان ، وكان لازاما علي هذه الدول ان تسارع الي الحفاظ علي صورتها امام العالم، فأطلقت أبواقها الإعلامية لتعلن عن دعمها للاجئين وتبرز صورا لاحتضانها للاجئين وهم يلعبون الكرة في الهواء الطلق كما هو الحال في الصحف الالمانية.

كما خصصت المانيا 6 مليارات يورو لتولي شؤون اللاجئين الذين يتدفقون اليها بأعداد كبيرة، كما أكدت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل أن هذا التدفق سيغير ألمانيا بطريقة ايجابية. وعبرت ميركل عن ارتياحها ان بلادها اصبحت بلدا يربطه الناس بالأمل، مشيرة في هذا السياق الي وصول حوالى عشرين الف لاجئ معظمهم سوريين نهاية الاسبوع الماضي لالمانيا. وربطت ميركل بين احتضان بلادها لهؤلاء اللاجئين وبين تاريخ بلادها الانساني .

لكن ميركل كشفت عن عورات  الاتحاد الاوربي الانسانية حين قالت : "لن ننجز هذه المهمة الا عن طريق التضامن الاوروبي".  وهو المعني الذي أكدته نائب المستشارة وزير الاقتصاد الاشتراكي الديمقراطي سيغمار غابرييل قائلة  : "لا يمكن ان تكون المانيا والنمسا والسويد الدول الوحيدة التي تستقبل لاجئين".





















(شكــــــرا ميـــريكـــــل)

 وكانت بريطانيا قد اعلنت العام الماضي استقبالها بضعة مئات من اللاجئين في إطار برنامج خاص لإعادة التوطين، لكن أحدث البيانات في هذا الشأن أظهرت أن 90 شخصا فقط وصلوا بريطانيا حتى الآن وفقا لإحصاء مجلس اللاجئين وهو واحد من أهم المؤسسات الخيرية في البلاد الذي يعمل مباشرة مع اللاجئين.

اللاجئون وحقوق الطفل

 تضاعفت مأساة اطفال سوريا اللاجئين ومن قبلهم أطفال العراق لتضع المجتمع الدولي أمام وصمة العجز والتخلي عن دوره حماية الانسانية، كما تضع قواعد القانون الدولي وحقوق الطفل علي المحك ، فقد أبرمت العديد من المعاهدات الدولية المهمة للاطفال اللاجئين وهي تحدد المعايير الخاصة بحمايتهم، وتحدد اتفاقية عام 1951 المعايير التى تنطبق على الاطفال، اذ اعتبرت أي طفل لديه خوف ما يبرره من التعرض للاضطهاد من جراء الأسباب التى أوردتها الاتفاقية يعتبر( لاجئا )، حيث نصت على عدم جواز ارغام أي طفل يتمتع بمركز اللاجيء على العودة الى بلد المنشأ .

كما تطرقت الاتفاقية ـ كما يذكر القاضي د. محمد الطراونة وهو  باحث في مجال حقوق الانسان، باحدي دراساته ـ لعدم جواز التمييز بين الاطفال والراشدين في مجال الرعاية الاجتماعية والحقوق القانونية، كما اقرت الاتفاقية أحكام خاصة بتعليم الأطفال اللاجئين.

وتعد اتفاقية حقوق الطفل لعام 1989، واحدة من المعاهدات التي تنطبق علي الاطفال اللاجئين، لان جميع الحقوق المنصوص عليها في هذه الاتفاقية تمنح لجميع الاشخاص الذين لاتتجاوز اعمارهم 18 عاما ، ودون أي نوع من أنواع التمييز، وتعتبر اتفاقية حقوق الطفل مهمة لجميع الأطفال اللاجئين لانها تحدد معايير شاملة فهي تغطي تقريبا كل ناحية من نواحي حياة الطفل.

وقد اكتسبت اتفاقية حقوق الطفل اهمية خاصة بالنسبة للاطفال اللاجئين بسبب المصادقة شبه العالمية عليها، كما تطبق مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين اتفاقية حقوق الطفل على أعمالها عن طريق استخدامها هذه الحقوق كمباديء توجيهية، وتنص سياسة المفوضية بشأن الاطفال اللاجئين على ان اتفاقية حقوق الطفل باعتبارها اتفاقية صادرة عن الامم المتحدة وتحظي باجماع عالمي عليها، فان تشكل اطارا مرجعيا لعمل المفوضية، كون من مبادي اتفاقية حقوق الطفل اعلاء مصالح الاطفال الفضلي الإعتبار الأول ، ومفردة الطفل الواردة في اتفاقية حقوق الطفل تشكل (الطفل اللاجيء) .

ومن اجل ذلك تبنت مؤتمرات القمة العالمية الخاصة بالأطفال بعض الأهداف أدرجت الاطفال اللاجئين بموجبها ضمن فئة الأطفال الموجودين في ظروف صعبة للغاية، وتشمل آليات حماية الاطفال اللاجئين، اعطاء الإجراءات الخاصة بالاطفال اللاجئين الاعتبار الاول لمصالح الطفل الفضلي.

اعطاء الطفل اللاجيء الحق بالاشتراك مع بقية افراد مجموعته في ان يتمتع بثقافته وممارسة شعائره الدينية، حق الطفل الذي يقع ضحية أي شكل من اشكال الاساءة او الاهمال في التأهيل البدني والنفسي واعادة الاندماج الاجتماعي.

كما دعت الاتفاقية لوجوب توفير الأمن والحرية الشخصية للطفل اللاجيء والوقاية من حالات الاعاقة وعلاجها. ووجوب التعاون بين الدول الأطراف من أجل حماية الطفل اللاجيء ومساعدته للبحث عن والديه وافراد اسرته .

حقـــوق ضائعـــــــة

ورغم ما تضمنته اتفاقية حقوق الطفل عامة واللاجئ بخاصة ، فانها تبدو حبرا علي ورق، ولعل ما يتعرض له اطفال سوريا ومن قبلهم اطفال العراق لهو أكبر دليل علي ان مصداقية هذه الاتفاقية على المحك، خاصة بعد تنامي عداء دول الاتحاد الاوربي للمهجرين ولفظهم، وفي ظل النقص الحاد في  الدعم المالي الكافي للمنظمات الدولية التى تتعامل مع قضايا اللجوء للقيام بواجباتها على النحو المنشود . وفي ظل أيضا عدم دعم الدول المستضيفه لاعداد كبيرة من اللاجئين .

استعــــادة  الانسانيــــة

وتبقي مأساة الطفل آلان نذيرا للبشرية قد تصحح من أوضاعها وانفلاتها الاخلاقي الناجم عن النظرة الضيقة للمصالح السياسية والتي جرت العالم لحروب الجيل الرابع والخامس .

فقد شاهدنا نجوم الفن في العالم يتبنون قضية آلان وكذلك مشاهير الكرة في العالم وتهتز مشاعرهم خوفا وحزنا، ولكن هل تستطيع مشاعرهم ان تحرك ساكنا في عالم السياسية الدولية القذر؟!! وهل تنجح جهودهم في دفع العالم للتعامل مع  قضية اللجوء كقضية انسانية بالدرجة الأولي تستوجب اصطفاف حكام وشعوب العالم لمعالجتها؟ اعتقد انه لا شئ مستبعد فقد يوقظ الله القلوب بعد غفلتها ويحيها بعد مواتها بفعل صورة آلان الغريق .


0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Fox Egypt News Magazine 2014 © جميع الحقوق محفوظة © تصميم الموقع : مجدي البروفسير