وسقـطـت
اقنعـــــــــة البــــــراءة
قصــــة قصيــرة
بقلم : يـاسر عـامــر
yasser.amer.98892@facebook.com : Facebook
نزلت نورا من بيتها شاردة انه الليل بعد صلاة العشاء
بقليل ليست ليلة شتاء ورعد وبرق وامطار ولكنها ليلة عاديه من ليالي الصيف الحار بعد
تقديم الساعة ستون دقيقه بالتمام ، غاضبة من زوجها كالعادة متذكرة ياسين كالعادة ايضا
حب الطفولة السعيده التي كانت تتمني ان يكون زوجها ووالد ابنائها ولكنها الدنيا التي
لا تعطي كل متمنيا امنيته ، هكذا قالت وما يزال شعورها مختلطا مضطربا الغضب مع الحسرة ثم زاد الخوف ايضا فمنذ اسابيع
كان احد يراقبها بعض افعال صغيرة من مجهول ترعبها رسائل غير مفهومة اتصالات من مجهول
، زوجها لم يعر الموضوع اهتماما ، ثم اليوم رسائل على تراب سيارتها التي تكتسي به دائما
انامل عبثت بترابها وكتبت لن اتركك ، ازداد الخوف بها ، تركت سيارتها وحاولت ان تسير
بمفردها سيرا على الاقدام كان النور مقطوعا كعادة المدينة في هذا التوقيت ولكن هذه
الليلة مظلمة اكثر .
شبح شخص هنا وهناك همهمات ضجيج احيانا لكنها تستطيع ان تميز صوتا
مختلفا ، وقع اقدام مرتعشة تحاول ان تضبط ايقاع سيرها مع اقدامها حاولت بجرأة غير معهودة فيها ان تخرج من الطريق
الرئيسي المزدحم قليلا بالمارة ما زالت تطاردها الاقدام اسرعت فاسرعت الاقدام خلفها
تسرع اكثر وتسرع الاقدام خلفها يعلو صوت انفاسها ويعلو صوت دقات قلبها ، لا تريد ان
تنظر تعتمد على احساسها فقط ، تخرج من الممر الضيق المليئ بالقمامة والقطط التي تتسارع
في الحصول على عشائها لتدخل الى جراج قديم اكثر قذارة تلف وتدور تحاول بجراة امتزجت
بالخوف معا ان تعرف من الذي يطاردها تتذكر ياسين حبيبها اين انت يا ياسين ؟
منذ عشرين
عاما وانا اذكرك كنت لتحميني من هذا، جرت احست بقرب الاقدام ورات خيال شخص على ضوء
دراجة بخاريه مسرعه ايادي تحاول الامساك بها شخص يرتدي كوفية تحيط بجزء كبير من وجهه،
يا إلهي من هذا؟
جرت ارتبكت وقعت ووقع الشخص بجانبها وعند ذلك سقط القناع فظهر وجهه
يا إلهي قالت لنفسها ما هذا؟ انت؟
اانت الذي يرعبني؟ وتلك الرسائل المبهمة منك انت؟
هل هذا معقول صرخت بصوت عالي ماذا كنت تريد مني تقتلني ام تسرقني ام تغتصبني؟
اين حبك؟ اين براءتك؟
كنت أفكر فيك سنوات طويلة قاربت ربع قرن اذكرك اانت
يا ياسين؟ نظر ياسين حبيبها لها نظرة المندهش بعد ان وقف ينفض التراب عن ملابسه
.... كنت اريدك منذ زمن ولكن هيهات لهذه الدنيا ان تعطي حقا للفقير المعدم ان يتزوج
بنت الامير انتي كنتي اميرة بالنسبة لي وانا ابن غفير لم تكن براءة تلك التي كنت اظهر
لكي بها ونحن صغار فانتي تسكنين القصر وانا اسكن العشش والعشوائيات لم يكن تفوقي عنك
دراسيا شافعا لي ولا عزاء ولا امل ولكنه كان وسيلة لرؤيتك ونحن نستذكر سويا ...
لم
تكن براءة عندما كانت تلامس يدي يدك وعندما كانت تلامس أرجلي ارجلك فلم تكن براءة ولكنها
رغبة .... لم تكن براءة تلك عندما كنت ادفع مرجوحتك لم أكن بريئا ولكنها رغبة لانظر
اليكي عندما ترتفع تنورتك ....
حتى المذاكرة ليلا ببيتك لم تكن براءة ولكنها رغبة ايضا
في الحصول على وجبة عشاء فاخرة ... والان تابعتك حاولت الحصول منك على شيئ لمسة قبلة
او حتى بعض نقود .... لم أكن بريئا يا اميرتي وقتها والان لم تسقط اقنعة البراءة لانه
لم يكن هناك براءة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق