معــــــــروف
جيــــــــــاووك
من مؤسســـــي
الدولــــة العراقيــــة الحديثــــة
كتب المحامي / سركوت
كمال علي
كــــوردســـــتان العـــــــــــــــــراق
معروف جياووك هو
معروف بن علي اشعر أفندي ولد في بغداد سنة (1885) وكان والده موظفاً لدى الدولة العثمانية
وأمه كانت بابانية وينتمي الى عشيرة بالك وأصلهم من قرية جياووك القريبة من قرية سريشمه
التابعة لناحية خليفان ومن أسرة (مام لاس)، اكمل معروف جياووك دراسته الابتدائية والاعدادية
في بغداد سنة 1902 ثم ذهب الى عاصمة الدولة (اسطنبول) لاكمال دراسته واثر الدخول الى
المسلك الوظيفي والدراسة في وقت واحد، غير ان الاحداث التي وقعت في اسطنبول بعد الانقلاب،
الدستوري سنة 1908 القت بظلالها على مسيرة جياووك فقد وقف موقفا عدائيا من اصحاب الانقالاب،
حزب الاتحاد والترقي، وانضم الى حزب الاحرار الذي اسسه الامير صباح الدين، احد المستائين
من الانقلاب لكونه من اسرة الخليفة العثماني.
وعندما قامت العناصر
المناوئة للاتحاديين بحركتها التي سميت بالحركة الرجعية سنة 1909 بدأ الاتحاديون بتصفية
خصومهم وملاحقتهم فاختفى جياووك في دار زوج عمته (يوسف باشا العلوي) وكان عضوا في مجلس
المبعوثان، واستمر اختفاءه ستة اشهر بعد ان علم ان السلطة قررت تقديمه للمحاكمة، وعندما
اعلن العفو العام عن السياسيين، غادر الاستانة بسرعة، لعدم ثقته بالاتحاديين فعاد الى
وطنه واستقر ثانية في بغداد، واكمل دراسة الحقوق في مدرستها، وقد ذكر بعض مترجميه انه
اصدر جريدة سياسية باسم (الحقوق) سنة 1912 ولكن لم اجد عنها خبرا في كتب الصحافة العراقية.
عاد الى الوظيفة
ثانية وهو يحمل شهادة عالية، فعين مديراً لناحية (تدمر) في سورية (1912) ثم مالبث ان
عين معاونا لمدير دار المعلمين في البصرة سن 1913 وعندما اندلعت الحرب العالمية الاولى،
انخرط في حركة المجاهدين لمحاربة الانكليز غير ان السرعة التي احتلت بها بريطانيا منطقة
البصرة بسبب عدم وجود مقاومة عثمانية حقيقية، اوقعت معروف جياووك اسيرا بيد الانكليز،
فنفي مع مجموعة من الاسرى من العسكريين والمدنيين الى (بورما) في انحاء الهند الصينية،
وبقي في الاسر زهاء الخمسة اعوام، اصيب خلالها بمرض (الحمى الدماغية) وظل طريح الفراش
زهاء العامين.
وفي عام 1919،
اطلق سراحه واعيد الى وطنه محطما، هزيلا لا يقوى على المشي وفي بغداد، استعاد معروف
جياووك صحته، ومعها استعاد نشاطه الفكري، فعمل في المحاماة ثم دخل ساحة القضاء حاكما
في كركوك سنة 1923 واربيل سنة 1924 والديوانية 1925 والحي سنة 1926 والمسيب سنة
1927 ومنذ ان قامت الدولة العراقية، اخذ جياووك بدعم مواقفها بمقالات سياسية كان لها
الشأن الكبير والاقبال الواسع، وعندما طرحت قضية الموصل تجلت وطنيته بابهى صورها، فكان
قلمه شديداً على المزاعم التركية فدحضها واثبت زيفها، وقد جمعت بعض تلك المقالات في
كتابه الموسوم (القضية الكردية) انتخب نائباً عن اربيل سنة 1928 ولعل اشهر مواقفه في
هذا المجلس معركته الكلامية مع رئيس الوزراء عبد المحسن السعدون ومن مواقفه الطريفة
في مجلس النواب هجومه على لابسي (السدارة) المصنوعة في ايطاليا، ودعوته الى لبس السدارة)
العراقية المصنوعة من (الجبن) وظل يرتديها الى النهاية.
اعيد تعينه حاكما
في كربلاء سنة 1931 وكركوك سنة 1933 ومفتشا عدليا سنة 1936 ونائب رئيس محكمة بداءة
الحلة سنة 1936 ثم مفتشا عدليا ومدعيا عاما سنة 1938 ومدونا قانونيا سنة 1941 وعضو
محكمة التمييز سنة 1942 وفي سنة 1944 صدرت الارادة بتعيينه متصرفا للسليمانية حتى احيل
الى التقاعد في اذار 1946 غير انه اعيد الى الخدمة مديرا عام لانحصار التبغ في آب
1946 الى ان اعتزل الخدمة في كانون الثاني 1947.
كان من محبي عائلة
البارزاني وعندما قام عدد من مثقفي كردستان بتأسيس الجمعية الكردية بتأييد من جميع
الوطنيين الكرد، ورفعت الجمعية المذكورة مذكرة طويلة برقم (719) في (1922) الى مجلس
عصبة الأمم وكان واحداً من الموقعين على المذكرة وقد قام بنشر عدد من المقالات في جريدة
(المفيد) التي كانت تصدر من قبل ابراهيم حلمي العمر وجلبت تلك المقالات انظار اعضاء
لجنة التحقيق عن حقائق اوضاع كردستان من جميع الاوجه مما حمل مطبعة الاستقلال البغدادية
جمع تلك المقالات في كتاب بعنوان القضية الكردية وعلى نفقته الخاصة ولم يتم انتخاب
اسماعيل بيك رواندزي ومعروف جياووك للمرة الثانية لبرلمان العراق بسبب تقديم التماس
الى عصبة الأمم مع بقية وطنيين الكرد. أسس معروف جياووك نادي (سه ركه وتنى كورد) في
بغداد وكان مقر النادي في داره ولمدة ثلاثة عشرة سنة من (1930-1943) دون الحصول على
اجازة تأسيس النادي بصورة رسمية رغم مراجعة معروف مراراً الى وزارة الداخلية وكان وزير
الداخلية آنذاك جميل المدفعي مما اضطر اخيراً الى مراجعة السفارة البريطانية لغرض الحصول
على الاجازة المطلوبة وفي سياق حديثه مع السفير البريطاني قال له السفير انتم الكرد
تقصدون تشكيل دولة كردية ونحن لا نذكر اسرارنا لأحد الا انه انتم متواجدون في اربعة
دول (وبالاحرى كان المفروض ان يقول اننا وزعنا وطنكم على اربعة دول) ولسنا على استعداد
لنصب العداء لتلك الدول بسببكم وقال معروف سوف لا اخرج من هذه السفارة حتى توافق على
منحي الاجازة المطلوبة وطلب منه الاتصال هاتفياً بوزارة الداخلية فاتصل السفير مع جميل
المدفعي حول منح الاستاذ معروف اجازة تأسيس نادي (سه ركه وتن) بصورة رسمية وعند مراجعة
معروف الى الوزارة المذكورة استقبله هذه المرة بالترحاب خلافاً للمرات السابقة وامر
الوزير بمنحه الاجازة المطلوبة وبتاريخ (8/8/1930) قصد معروف جياووك وبرفقته جمال عارف
محافظ السليمانية لغرض جمع التبرعات للنادي وفي هذا الاثناء كان جعفر العسكري وزير
الدفاع ونائب رئيس الوزراء وميجر يانغ وكيل المندوب السامي وجميل المدفعي وزير الداخلية
وجمال بابان وزير العدلية كانوا قد قصدوا كردستان ايضاً وعقدوا اجتماعاً مع الجماهير
في كركوك حول شرح ابعاد الاتفاقية العراقية الانكليزية لتهدئة الاوضاع في المنطقة التي
تسببت في اشاعة الاستياء العام بين ابناء الشعب العراقي بما فيها كردستان وحدثت مظاهرات
جماهيرية صاخبة في المحافظات الجنوبية وبغداد والسليمانية فاتصل معروف في كركوك اولا
بالسيد حمد بك جاف في كلار ودعاه للحضور الى كركوك لغرض التباحث والتشاور حول الاوضاع
في كردستان بعد الاتفاقية المذكورة والتي هزت العراق وعمت الاستياء جميع الاوساط الشعبية
وايصال ما يدور بينهم الى جعفر العسكري وجماعته الموجودين حالياً في كردستان وبعد ذلك
توجه الى السليمانية فوجد فيها مظاهرة عارمة وغاضبة بوجه الوزراء الذين ذكرناهم سابقاً
ولم يلتفت احد الى معروف وزميله لذا رجعوا في طريقهم الى اربيل وذهبوا الى بيت ملا
افندي في باداوا وقام معروف مع احمد عثمان بارسال برقية الى صحيفة ( زيان) في السليمانية وبقية الصحف في بغداد وعبروا
فيها عن تأييدهم الكامل لمطالب الشعب الكردي المقدمة من قبل مواطني السليمانية حول
استقلال كردستان وان صحيفة ( زيان ) قامت بنشر البرقية فور استلامها ومن ثم رجعوا الى
السليمانية وفي هذه المرة حملوا معروف وزميله جمال عارف على اكتافهم في حين عاد جماعة
الوزراء الى بغداد بعد ان ايقنوا من فشلهم في مهمتهم وعدم تأثيرهم على شعور وافكار
الجماهيرالغاضبة رغم الوعود الكثيرة التي قطعوها على أنفسهم لهم وطلب معروف من الجماهير
وعقد اجتماع بقصد الطلب منهم بتوحيد كلمتهم ومطالبهم مع سائر ابناء الشعب الكردي في
كردستان حول المطالبة بالاستقلال والحصول على حقوقهم المشروعة وعاد هو مع معروف الى
بغداد
وقد توفي ببغداد يوم 21 / كانون الثاني 1958 ونقل
جثمانه الى اربيل – حسب وصيته – ودفن في مقبرة (الشيخ جولي) وترك من الاولاد: بوتان،
سامان، سوزان بيمان ، هوشيار.
وقد شق نعيه على
الكثيرين من عارفي فضله وقدره، فاقيم له احتفال تأبيني مهيب في بغداد، القيت فيه كلمات
الاساتذة: محمد الخال، محمد جميل، بندي الروربياني، عبد المجيد لطفي وغيرهم) ورثاه
عدد من الشعراء الكرد كالاستاذ محمد علي مدهوش، والشيخ
وترك لنا من المؤلفات
المطبوعة:
1- القضية الكردية:
طبع ببغداد سنة 1925 واعيد طبعه سنة 1939 .
2- نيابتي
1928 – 1930 طبع ببغداد سنة 1937.
3- هه زاربى زوبه
دامزراو وكو كرده وى، طبع ببغداد سنة 1938 .
4- الحقائق الثابته
في كراسة عن نوري السعيد، طبع ببغداد سنة 1948.
5- مأساة برزان
(بغداد 1954).
لقد طبعت بعض كتب
الاستاذ معروف جياووك ضمن مطبوعات (نادي الارتقاء الكردي) الذي حصل جياووك على اجازة
تأسيسه عام 1930 في بغداد وقد حضر حفل افتتاحه جمهرة كبيرة من وجوه المجتمع في بغداد
وكان شعاره يحمل صورة القائد صلاح الدين الايوبي، وقد اصدر هذا النادي عددا من الكتب
الخاصة بالثقافة الكردية ككتاب (ذكرى بيره ميرد) للاستاذ علاء الدين سجادي، وبعض كتب
جياووك.
بارك الله فيك
ردحذفرحم الله جدنا الاستاذ معروف جياووك. تاريخ نفخر به ولكل اجيالنا.
ردحذفزين شلون اعرف عمامي واني من سلاله معروف جياووك
ردحذفانا احمد مصطفى عبد الكريم احد اقرباء المرحوم معروف جياووك وقرابته لابي مصطفى عبد الكريم الباياني ابن عمته الوالدي كان داءما و الدي وعمامي يقولون المرحوم كان متصرفا للسليمانيه اتمنى ان اتصل باي احد من عاءلة الجياووك في السليمانيه
حذف