يــاسيــــن الهاشـــمي
كتب المحامي / سركوت كمال علي
كوردستان – العراق


اول رئيس وزراء عراقي يمنع المآتم الحسينية في العراق

هو ياسين حلمي بن السيد  سلمان بن احمد بن السيد علي بن السيد حسن  وهو أحد بناة الدولة العراقية الحديثة والمهيمنين على سياستها في عهد نشأتها حيث ترك السيد احمد الموصل واستقر في بغداد وانجب سلمان الذي عاش في محلة البارودية وتزوج من  آمنة التي تنتسب الى عائلة متوسطة الحال من عائلاتها فانجبت له شفيقة وهي البنت الكبرى ثم داود وهو الاكبر فياسين وطه وزينب .

ولد في بغداد عام 1884. في حي شعبي من احياء بغداد يعرف باسم البارودية ونشا في اسرة متواضعة وكان ابوه السيد سليمان مختارا لذلك الحي يعتقد توفيق السويدي ان اصل الهاشمي من كفري او من جوار طوزخرماتو بينما تؤكد صبيحة ياسين ابنته ان والدها علوي النسب كانت تسمعه يردد امام العائلة انه اقرب الى الامام زين العابدين من الملك فيصل اما عن صلته بكفري فتقول ابنته انها جاءت من زوجته رفيقة عبد المجيد ابنة عائشة خالة ياسين وهي عربية من الموصل متزوجة من كردي من اهل السليمانية كان مديرا للمخبز العسكري العثماني في الموصل وعم زوجته مصطفى افندي الذي تزوج بواحدة من بنات الاغوات وسكن كفري وعاشت عائلته هناك. فيما تقول تقارير الاستخبارات البريطانية ان اسرة ياسين الهاشمي جاءت من جوار كركوك وقد تكون من سلالة تركية سلجوقية. دخل ياسين مع شقيقه الاكبرداود الكتاتيب وتعلم على يد الشيخ حسن الافغاني وامضى سنتين حفظ خلالهما ايات من القران وبعضا من قواعد اللغة العربية واصول القراءة والكتابة  ثم انتقل الى المدارس الحكومية لتكملة دراسته  ثم الرشيدية العسكرية ذات الخمسة صفوف متفوقا على اقرانه 
وقد سافر ياسين بعد ان اكمل دراسته الاولية الى إستنبول وتخرج من المدرسة العسكرية ضابطا عام 1902وبعد ان تخرج فيها ضابطا اشترك في الحروب التي نشأت قبيل الحرب العالمية الاولى ولاسيما في حرب غاليسيا.

ثم تخرج من كلية الأركان عام 1905 تعرف خلال دراسته في كلية الأركان على عدد من الضباط مثل عزيز علي المصري الذي أسس حزب العهد وانضم اليه الهاشمي بل وأسس فرعا له في الموصل كما تعرف على مصطفى كمال أتاتورك وعلي جودة الأيوبي ونوري السعيد وجميل المدفعي وغيرهم.  وهناك برزت مواهبه العسكرية وبراعته في المسائل التعبوية فيقول أخوه طه ان ياسين كان قد كرس اكثر وقته خلال هذه السنين لقراءة المواضيع العسكرية مركزا على تلك المواد التي تضمن له تقدما ملموسا في الحقل الذي تخصص فيه  فاصبح ملما في العلوم المالية والاقتصاد ومحيطا بالقانون الدولي والتاريخ الأوروبي وكان مناقشا صعبا وخاصة في موضوع القومية وحركات الاصلاح وحرص على حضور دورات اضافية كانت تنظمها كلية الاركان في موضوعي الهندسة والتكتيك .

والتحق بالجيش التركي في بغداد, بعد تخرج ياسين الهاشمي في كلية الاركان عاد الى العراق فعين في قيادة الجيش السادس وانيطت به مسؤولية ادارة وتنظيم الوحدات العسكرية يرافقه في هذه المهمة سليم الموصلي وعلي جودت الايوبي وقام بجولات تفتيشية في شمال وجنوب بغداد لتنظيم وتنسيق الوحدات العسكرية وقدم بذلك تقارير وافية استحسنتها قيادة الجيش  وبقي يمارس عمله هذا حتى عام 1908 وهي السنة التي قامت بها جمعية الاتحاد والترقي بانقلابها ضد السلطان عبد الحميد الثاني حيث استبشر الهاشمي وزملاؤه من ذلك خيرا ونظر الى هذا العهد الجديد بتفاؤل واضح ورفع الى وزارة الحربية التماسا طلب فيه رفع الغبن عنه ومنحه رتبة ركن فجاءه الجواب بدون تاخير من وزارة الحربية بمنحه اللقب وترفيعه الى رتبة ( قول اغاسي) التي تعادل رائد ركن.ولما لم يكن في بغداد منصبا شاغرا لضابط ركن صدرت الاوامر بنقله الى الشام للعمل في الجيش الثامن. الا انه بقي في بغداد بشكل مؤقت لانهاء بعض الاعمال التي وكل اليه انجازها.وحينما وصل ناظم باشا الوالي الجديد في بغداد واعرب له الهاشمي عن رغبته في البقاء في بغداد  وتم له ما اراد وبقي مديرا لشعبة الحركات العسكرية في فرع الجيش السادس في بغداد وكلفته قيادة الجيش بمهمة اجراء مسح نهري لتقريب المسافة بين سوريا والعراق عن طريق تكوين اسطول نهري لما له من خبرة هندسية وانجز مهمته ورفع تقريره بعدم صلاحية نهر الفرات للملاحة بشكل مستمر وذلك لكثرة تعاريجه وشدة انحداره. . وفي سنة 1913 نقل الى الفيلق الثاني عشر في الموصل بوظيفة رئيس اركان حرب الفيلق ورفع الى رتبة مقدم. وفي الموصل اظهر ياسين الهاشمي نشاطا بارزا في التنظيم القومي وصار مسؤولا عن فرع جمعية العهد التي اسسها عزيز علي المصري في استنبول  ونشاطه السياسي حتى قيام الحرب العالمية الاولى حيث نقل فيلقه الى سوريا وجعل مقره حلب ثم نقل الى دمشق رئيسا لاركان حرب الجيش الرابع ومنها نقل الى استنبول حيث استبسل اثناء الحرب في الحفظ على مضيق الدردنيل ثم ارسل الى الجبهة الأوروبية اذ أبدى استبسالا في جبهة غاليسيا رقي بعدها الى رتبة زعيم ركن( عميد ركن) فقد تسلم في منتصف آب 1916 مواضعه الى جانب القوات النمساوية قائدا للفرقة 20 وكان الى يمينه الفرقة 26 النمساوية والى يساره الفرقة 19 التركية وحينما تعرضت الفرقة النمساوية يوم 19 آب لهجوم روسي شديد نجحوا خلاله من اسقاط دفاعاتها الاولى والثانية كانت فرقة الهاشمي الـ 20 تبدي صمودا بوجه القوات الروسية التي اضطرت الى التراجع بخسائر فادحة امام قوات الهاشمي مما أدى بالامبراطور الالماني غليوم الثاني الى تهنئة الهاشمي وتقليده  الوسام الحديدي كما كافأته الحكومة النمساوية بتقليده وسام الصليب النمساوي ومنحته قدما ممتازا مرتين فيما قلدته القيادة التركية وسام الكفاية الذهبي .
وفي الثورة العربية التي قادها الشريف حسين وحينما شنت جيوش الجنرال البريطاني ( اللينبي) هجومها الكاسح ارتدت القوات التركية على أعقابها انسحب ياسين الهاشمي الذي كان يقاتل مع القوات التركية الى دمشق لكن الجيش العربي دخل الشام ظافرا في أول تشرين الأول 1918 فاستدعي الهاشمي وعين رئيسا لاركان حرب حاكم سوريا العسكري في حكومة الامير فيصل ثم رئيسا للوزراء.

ومن أعمال الهاشمي في الموصل انه اصبح عضوا في المجلس البلدي ولكونه حاصلا
على رتبة ركن وله المام بالرسوم الهندسية والتخطيطات المعمارية قام بوضع تصاميم مستشفى الغرباء في باب سنجار وخطط مدرسة الصناعة واشرف على البناء من الناحية الفنية  يساعده امين افندي الافغاني.كما انه حصل على مؤازرة بعض العناصر المدنية من اهل الموصل مثل سعيد الحاج ثابت وابراهيم عطار باشي وداود الملاح وحبيب العبيدي وكانت بعض الاجتماعات تعقد في بيت ياسين الهاشمي او مولود مخلص او في دار شريف الفاروقي العمري .

في عام 1917 نقل ياسين الهاشمي الى جبهة الشام ليكون مقره فلسطين حيث جدد اتصالاته بالعاملين في الحركة القومية في دمشق التي استقر فيها هو وعائلته.حيث ساهم في نشاط الثورة العربية فقد استقر في سوريا وارسل على اسرته المؤلفة من زوجته وكريماته الثلاث فجاءوا من استنبول عن طريق حلب الى دمشق وسكنوا بيتا مستاجرا في احدى احياء دمشق وهي محلة عرنوس ثم بنى دارا قريبة من هذا البيت في احد البساتين.  في آب 1919 وكان على اتصال دائم بعائلته في بغداد. رزق ياسين الهاشمي بولده الوحيد يحيى وكانت فرحته وزوجته لا توصف خاصة وانه جاء بعد ثلاث بنات الا انه توفي  سنة 1924 على اثر اصابته بمرض التيفوئيد حسب تشخيص طبيب الملك سندرسن الذي تبين له فيما بعد انه كان مصابا بذات الرئة  وليس بالتيفوئيد وان العلاج الذي تناوله لم يكن في صالحه ودفن في مقبرة باب المعظم.وقد سبب وفاة يحيى الكآبة والانطواء لياسين الذي لازمه حتى وفاته في 21 كانون الثاني 1937.

كان يقود المعارضة في مجلس النواب العراقي وكان من أحد السياسيين في العراق ابان العهد الملكي حيث شغل منصب رئاسة الوزراء مرتين بعد سقوط الحكومة الفيصلية في سورية بقي الهاشمي يعمل تاجرا ولم يوفق فتركها إلى العراق عام 1922.

بسبب طبيعته القيادية ونزعته القومية صار يتدرج في المناصب حتى تسلم وزارة المواصلات عام 1922 ا
انتخب نائبا عن بغداد عام 1924 وشكل حكومته الأولى عام 1924.

وزير الخارجية أصالة من 24/11/1924 إلى 26/6/1925


شغل منصب رئيس الوزراء لمدة 10 أشهر وأصبح عبد المحسن السعدون رئيسا للوزراء من بعده.
شغل مناصب حكومية مختلفة لمدة عشر سنوات حتى أصبح رئيسا للوزراء للمرة الثانية عام 1935. اشتهر بمعارضته للأنظمة الإسلامية والحجاب. ويتهمه بعض الشيعة بأنه اول رئيس وزراء عراقي يمنع المآتم الحسينية في العراق.

وفي من رسالة بعثها ياسين الهاشمي لناجي شوكت يقول الشدة التي استعملت في بغداد ، حيث لم يخرج أحد ، ولا يوجد موكب عزاء واحد في هذه السنة بل عُملت القرايات في مسجد الخلاني والكاظمية في الصحن نفسه ومرت أيام محرم على بغداد وكأن محرم لم يمر عليها ), هناك سببين جعل من الهاشمي كرجل وطني :
الاول: مواقفه ضد الانكليز ومعارضته معاهدة 1930 . والثاني: النهاية المحزنة التي انتهى اليها وخروجه بالقوة بنتيجة انقلاب ووفاته بعيداً عن الوطن وليس بمقدور احد ان يتكهن بما كان سيسجله التاريخ عنه لو امتد به الاجل وعاد الى العمل السياسي.

عرف الهاشمي طوال الفترة التي عاشها داخل الحكم او خارجه بمواقفه الايجابية ولولا تلك المواقف لما انتهجت حياته بذلك الشكل المحزن بعيدًا عن وطنه واهله.. ويروي الدكتور منير بكر جانباً من هذه المواقف.. عندما كان الهاشمي متصرفا (محافظا) للواء المنتفك كان على اتصال برجالات الحركة الوطنية يبادلها الرأي ويستشيرهم في قضايا عدة وقد وقعت واحدة من هذه الرسائل بيد مدير الامن العام آنذاك اسماعيل حقي الصفار وكانت موجهة الى رشيد ابو التمن جاء فيها: بلغ تحياتي الى جعفر جلبي واخبره بانني بانتظار أوامره وادعو الله ان يوفقنا لطرد المحتلين.. وقد نقل كوكس والمس بيل هذه الرسالة الى الملك فيصل الاول وكانت المس بيل منفعلة حين خاطبت الملك بعنف ووقاحة مدعية بانه لايمكن السكوت والتغاضي عن مثل هذه المراسلات مطلقا فرد الملك عليها مبرراً موقف ياسين (ان ستمائة سنة من العبودية لم تفسح له المجال الكافي له ولغيره من التصرف كأحرار حتى انا افعل الشيء نفسه لو كنت مكانه)..

يذكر ان الهاشمي بعد سقوط وزارته الاولى شكل حزب الشعب وضم بين صفوفه عدداً من الشخصيات التي عرفت بمواقفها البطولية والوطنية كالشبيبيين محمد رضا ومحمد باقر وعبد اللطيف الفلاحي وكان شعار الحزب ملائماً لتطلعات الشعب (الخلاص والتضامن والتضحية غاية اسعد للشعب وتأمين الاستقلال التام والسعي لانماء القوى الوطنية).. وقد تبنى الحزب الدفاع عن القضايا الخاصة بالامة العربية والوطن العربي وكان لزعيمه الهاشمي الفضل الاكبر في مواصلة النضال وتوجيه الشعب بما كان يكتبه في جريدة الحزب (نداء الشعب).

اشتهر ياسين الهاشمي بكونه أول رئيس وزاء عراقي يتم الاطاحة به عن طريق انقلاب عسكري حيث قام بكر صدقي بانقلابه الشهير عام 1936, ففي صبيحة 29 تشرين الاول 1936 استيقظ الناس في بغداد ليشاهدوا طائرات ترميهم بمنشورات تخبرهم بحادث خطير هو ان الجيش طلب من الملك غازي اقالة حكومة ياسين الذي استجاب لطلب الملك غازي المغلوب على امره ولم يغادر دست الحكم فقط بل ان الهاشمي غادر العراق الى بيروت.ثم تشكلت الحكومة من قبل حكمت سليمان وكانت جماعة الاهالي وراء الانقلاب المذكور حيث شغل كل من كامل الجادرجي وجعفر ابو التمن من ابرز جماعة الاهالي في وزارة الانقلاب الذي قاده الفريق بكر صدقي حيث شغل الاول وزارة الاقتصاد والثاني وزارة المالية اذ كان بكر صدقي يرى انه احق من العميد طه الهاشمي بمنصب رئيس اركان الجيش وهكذا سقطت حكومة الهاشمي. نتيجة لهذا الانقلاب فر الهاشمي إلى سوريا .
لقد نجح ياسين الهاشمي خلال مسيرته السياسية الطويلة ان يحقق للعراق مكاسب كثيرة كانت في ذلك العصر تعتبر انجازات ضخمة وكبيرة فحقق انجازات على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي  فنجح في تخليص العراق من الموظفين الاجانب توفيرا للميزانية وتعزيزا للروح الوطنية والقومية. كما نجح في تحميل العراق للمسؤليات الادارية والعسكرية والمالية.كذلك انقذ العراق من الديون العثمانية واسس المصرف الزراعي والصناعي واصدر اول قانون للعمل ونفذ قانون التجنيد الاجباري بعد ان عجزت الحكومات المتعاقبة عن تطبيقه خوفا من التمرد لتنفيذه  ووضع قانونا لبورصة التجارة .

اما على الصعيد القومي فقد كان ياسين اسبق من غيره الى الاهتمام بالقضايا العربية فقد مد ثورة فلسطين عام 1936 بالمال والسلاح والرجال
لكن ما يؤخذ على ياسين الهاشمي كما يقال انه قام بوضع قوانين عديدة عندما كان وزيرا للمالية في عدة وزارات خدمت اول ما خدمت مصالح كبار الملاكين والاقطاعيين ابرز هذه القوانين قانون ضريبة الاراضي لسنة 1927 وقانون حقوق وواجبات الفلاحين لعام 1932 الذي ربط الفلاح بالارض وعادت عليه هذه القوانين بفوائد ومكاسب لانه اصبح نفسه ملاكا فقداستولى على اراضي كثيرة نصب فيها عدد من المضخات وشارك اطرافا عديدة  اذ يقول عبد الرزاق الحسني ان معظم الاراضي الزراعية في العراق كانت بورا ولم تجد من يزرعها فاعطت حكومة الهاشمي التسهيلات وامتيازات للزراع فاعطت الاراضي لهم بدون مقابل واعفت الفلاحين من الضريبة لمدة اربع سنوات كل ذلك في سبيل اقبال الفلاحين على الزراعة فلا غرابة ان راينا ياسين وغيره يقبلون على امتلاك بعض الاراضي البور لزراعتها .

صباح يوم 21 كانون الثاني 1937 وردت من بيروت الى بغداد برقية تنعي وفاة ياسين الهاشمي نتيجة نوبة قلبية شديدة لم تمهله غير لحظات فوقع الخبر وقع الصاعقة المحرقة بل اشد تاثيرا  فقد كان الفقيد زعيما كبيرا وسياسيا حكيما وبطلا من ابطال العراق المؤسسين لدولته الحديثة.


وعلى اثر هذه الكارثة ابرق العميد طه الهاشمي شقيق الفقيد الى الملك غازي يخبره بالوفاة ويرجوه الموافقة على ارسال الجثمان الى بغداد ليدفن فيها واخبر القنصل العراقي العام في بيروت بذلك  الذي اخبر العميد بموافقة بغداد بشرط ان لا يكون طه مع الجثمان ثم اشيع ان حكومة بغداد سوف تجري مراسم الدفن سرا وفي غسق الليل  بل ان الحكومة العراقية القت القبض على القائمين بمراسم الاستقبال في بغداد وهم صادق البصام وداود السعدي وصادق حبة في ذلك الوقت ارسلت سوريا وفدا الى بيروت لاستقبال رفاة  الهاشمي ودفنه في مرقد صلاح الدين الايوبي في باحة المسجد الاموي بدمشق بناء على رغبة الحكومة السورية  ولما رفضت حكومة بغداد استقبال الجثمان اصبح لا مناص من من دفنه في مقبرة صلاح الدين الايوبي حيث جرت له مراسم تشييع مهيب شارك فيه كافة طبقات الشعب وأبنته الصحافة السورية تابينا مؤثرا مشيدة بفضله ومواهبه الكبيرة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Fox Egypt News Magazine 2014 © جميع الحقوق محفوظة © تصميم الموقع : مجدي البروفسير