الغــازيـــة.... والعبيـــط .. !!

مقال بقلــم: يــاسـر عـــامـــر



العمل الدرامي والقصصي له اصول واسس حتى يكون مقاله او قصه أو مسلسلا تلفزيونيا ، او  حتى فيلما سينمائيا تدرس في الكليات والأكاديميات والمعاهد المتخصصة، وهذا لا ينفي وجود الموهبة فلولا وجود الموهبة في أي عمل ما كان إبداعا ولكن يصبح مجرد شيء جامد لا روح فيه، وتذكري عزيزتي القارئة وأنتي تطبخين أكله معينه فانتي تعلمين جيدا أنه هناك فارق كبير بين التي تطبخ لحبها في الطبخ نفسه فهي تستمتع بالطبخ وتستمتع بالأكل وتستمتع بأراء الذين يسعدهم الحظ ويتناولون طعامها ، والأخرى التي تطبخ لمجرد الواجب أو الفرض أو الاضطرار فهو طعام اي نعم ولكنه ليس شهي ولا ممتع ، هكذا هي الكتابة مع الموهبة والكتابة مع الدراسة والاضطرار كأن تكون مهنة لأكل العيش فقط ، وفي دراستنا للقصة فيها عناصر واسس مثل المقدمة والعقدة فلابد أن يكون هناك عقده تحل اخر القصة وما يعرف بالحبكة الفنية ، وإذا كنت مشاهدا جيدا للأعمال المصرية بالذات فأنت عزيزي القارئ ستجد أن أغلبها تتلخص عقدتها.


في زواج البطل والبطلة إذا كانوا غير متزوجين أو طلاقهما إذا كانوا متزوجين، ولو لاحظت تجد الشخصيات المساعدة التي تسمي كومبارسا إما دور شخص عبيط الذي لا يخلو منه عمل فني مصري تقريبا، أو شخصية الغازية أو الراقصة أو العبيط والراقصه معا في عمل واحد والراقصة... لها دور مهم جدا فهي التي تحل المشكله للبطل وتتستر عليه وبحكم مهنتها فهي واصله للي فوق وبالتالي تقوم بكل المعجزات والاعمال الخارقة للبطل، فهي تجمع المعلومات له ولا احسنها ضابط مخابرات ، كما أنها تقوم بإحضار جواز السفر المزور لزوم الهروب للبطل، وايضا هي في أغلب الأحوال تمتلك الشاليه البعيد في الإسكندرية أو الساحل الشمالي ومفتاحه جاهز تحت أمر البطل، المشكلة ان البطل بيروح يلاقي ما شاء الله التلاجه عمرانه وفيها تفاح احمر وفراخ محمرة إزاي ؟متعرفش ..


 رقاصه بقي وواصله ويتفاني المؤلف في إظهار الشهامة والامانة والفضيله نفسها متمثله في شخصية الراقصه تلك لا ادري السبب في ذلك ويجعلك تتمني ان تكون كل معارفك من الراقصات التي ستغير لك حياتك، وانا لا انفي الشهامة عن الراقصات ولي اصدقاء من الوسط واحترم جميع المهن التي تحتاج قدرات وتدريب وموهبة ما عدا مهنتين القمار وتجارة المخدرات لانها تقضي على أسر بالكامل، ولكني ألوم على الكتاب الذين يجعلون حل مشاكل البطل في يد الراقصه وليس على يد صديق  مثلا للبطل، والملاحظة الثانيه هي العبيط أوالمجذوب والعبيط دائما له وظيفتان اساسيتان إما قول الحق على اساس أنه لا يستطيع قول الحق إلا عبيط طبعا في هذا المجتمع، وعلى أساس انه لا يقوي على تبعات قول الحق ألا مجذوبا أو عبيطا .

والوظيفة الثانية للعبيط أن تكتشف اخر الفيلم أنه هو الضابط الذي يقوم بمراقبة العصابة الشريرة ويطلع هو الضابط الوحيد اللي في الفيلم هو العبيط والمحقق والنيابة وكله  وفي الغالب يكون مهما أيضا ليحن عليه البطل إما يرمي له فتات الطعام أو يبعد عنه الأطفال الذين يضايقوه فيظهر لك البطل الشرير اللي لسه قاتل وشارب خمره ومخلف في الحرام أنه يا ولداه حنون وبيعطف على العبيط على أساس أنه لا يستحق العطف والحنان حتى لو كان من بلطجيا الا العبيط، فهو الوحيد الذي يحرك قلب وعاطفة المجرم أو البلطجي ، وفي اعمال درامية كثيرة يقوم المؤلف بتزويج العبيط لأخت بطل الفيلم ويحل المشكله أو ليتستر علي فضيحتها على اساس ان الشرف غالي واحلي من الشرف مفيش، والإندماج في تلك الأفلام يجعلك تتخيل أن حل جميع مشكلاتنا المستعصيه في ايدي الغازيه او الراقصه وتتمني ان يكون المجتمع كله راقصات مع احترامي للمهنة، ويرسخ فكرة ان  قول الحق صعب ومن يستطيع قول الحق هو إما عبيطا أو مجذوبا، وإذا كان غير ذلك فمجرد قوله الحق فيدخل في عداد العبط والمجانين، فمن يواجه الظالم أو المفتري بكلمة حق ليس بعاقلا وربنا ما يحرمنا من العبيط والغازية .

2 التعليقات:

  1. كلام تمام بس مين يفهم

    ردحذف
  2. للاسف هو ده حالنا الان يكفيك شر العوالم

    ردحذف

 
Fox Egypt News Magazine 2014 © جميع الحقوق محفوظة © تصميم الموقع : مجدي البروفسير