الملكـــــة
عاليـــــة....ملكــــة العــــراق
الميلاد: ١٩ ديسمبر، ١٩١١.
الوفاة: ٢١ ديسمبر، ١٩٥٠.
الـزوج:
المـلك غــــــازي (١٩٣٤–١٩٣٩)
الابناء: الملك فيصل الثاني.
الوالدان: نفيسة بنت عبد الله، علي بن حسين
الأشقـــاء:
عبــد الإله بـن علــــي الهاشمــي .
كتب / المحامي سركوت كمال علي
كوردستان - العراق
لم تحصل امرأة
على لقب (ملكة) في تاريخ العراق المعاصر سوى الملكة عالية التي حصلت عليه بعد زواجها
من ابن عمها الملك غازي في اليوم الخامس والعشرين من كانون الثاني عام 1933 والملكة
عالية ليست زوجة ملك فحسب وانما من عائلة مالكة فابوها هو الملك علي بن الحسين وعمها
الملك عبد الله والملك فيصل الاول وجدها الشريف حسين اما اخوها فهو الوصي عبد الاله
الوصي على عهد العراق ما بين (1939 ـــ 1953) وهناك ابنها الملك فيصل الثاني..
عندما وصل الملك
علي بن الحسين إلى العراق في 11 مارس 1925. وبعد ثلاثة أشهر من وصوله دعا الملك فيصل
الأول الأمير عبدالإله وعائلته إلى المجيء إلى بغداد كي يكونوا بالقرب من والدهم. وفي
بغداد اختير للملكة عالية ولشقيقاتها معلمات عراقيات اختار بعضهن عمهن والبعض الأخر
والدتهن التي لم تبخل طيلة حياتها في تدريسهن وانشائهن النشأة التي تليق بالعربيات
الكريمات.
منح فيصل أخاه
مقاطعة زراعية في مدينة الصويرة. وكانت تلك المقاطعة صحراوية في غالبيتها ولكن باستعمال
مضخات الري وجرارات الحراثة وألات الحصاد التي استخدمت آنذاك حديثا غدت تلك المقاطعة
ذات قيمة ولقد كان الملك علي وزوجته وولده وبناته يمكثون هناك أياماً بقصد البحث في
تحسينها ولقضاء بعض الوقت في أجواء مغايرة لأجواء المدينة.
في 25 ديسمبر عام
1934 تم زفاف الملكة عالية لابن عمها الملك غازي الأول ملك العراق. وأذاع مجلس الوزراء
العراقي بياناً بهذه المناسبة جاء فيه:
بمنته تعالى لقد
تم قران صاحب الغازي الأول على حضرة صاحبة الملكة عالية بنت عمه الملك علي ملك الحجاز
السابق في القصر الملكي العامر في عاصمة ملكه العراق.
ولقد اقتصر حضور
الحفل على أقارب العروسين حيث كانت حالة الحداد معلنة بمناسبة وفاة الملك فيصل الأول.
وقد تم الزفاف ببساطة واكتفى العروسان بدعوة رؤساء الوزارات السابقين وأعضاء الوزارة
القائمة آنذاك وبعض الشخصيات لتناول العشاء على مائدة الملك ووزعت النقود على الفقراء
والمحتاجين في سائر أنحاء العراق.
وبعد زواجها انتقلت
الملكة عالية إلى مقرها الجديد في قصر الزهور حيث أخذت تتلقى دروسا في العلوم والثقافة
والآداب من قبل مدرسين ومدرسات أكفاء.
في الساعة الثامنة
والنصف من صباح يوم الخميس 2 مايو 1935 ولدت الملكة عالية ابنها الوحيد فيصل وقد كرست
الملكة عالية نفسها لتربية طفلها الوحيد فيصل فكانت العين الساهرة عليه لاتتركه بعيدا
عنها قط وكان فيصل من طفولته المبكرة يناديها بكلمة (ستي) أي سيدتي كما يخاطب مربيته
بكلمة (ماما) ورغم حبها الجم لابنها ألا إنها منذ الأيام الأولى لولادته أصرت على ان
يعامل ابنها كأي طفل أخر دون خضوع له من المقربين حواليه.. وقد حدث مرة وان خاطبه أحد
المرافقين بكلمة جلالتكم وحين سأل لماذا استعمل هذه الكلمة أجاب المرافق لأنك أنت مليكي..
واعتاد خدم القصر
الملكي في ايام العيد ان يتسلموا الهدايا وكانت الملكة عالية تقوم بهذه المهمة ومنذ
بلوغه الخامسة من عمره ظنت عالية ان الوقت قد حان لكي يقوم فيصل بنفسه بتسليم الهدايا.
وبعد ان أتم فيصل هذه المهمة وانصرف الخدم قال فيصل لامه
((أهذا ما يفعله
الملك؟)).
وعندما وقع انقلاب
بكر صدقي في صباح يوم الخميس 29 تشرين الاول عام 1936 حضر الدكتور سندرسن الى قصر الزهور
في صباح ذلك اليوم في الساعة العاشرة وكان يعتقد ان الملكة عالية على علم بذلك حيث
يذكر سندرسن انها كانت على علم بالانقلاب اذ لم يظهر عليها الكثير من القلق لكن اتضح
لي وانا اعلم الكثير عن وضعها بانها كانت مدركة لكل ذلك وانها انضمت الى غازي مرتين
خلال لحظات قلائل في الشرفة حيث كان يراقب منها الوضع بالناظور ذي الميدان القوي..
وعندما اصطدمت سيارة زوجها الملك غازي بعمود الكهرباء قرب القصر في ليلة الرابع من
نيسان عام 1939 وادى الحادث الى وفاته كانت الملكة عالية صابرة وهادئة وواجهت الموقف
برباطة جأش.. وقد تم الاتصال بالدكتور سندرسن بالفور فوصل القصر بسرعة ويذكر الدكتور
سندرسن: ولكني لدهشتي وجدت القصر في ظلام شامل وحين سالت قالوا لي ان الحادث الذي وقع
للملك ادى الى انقطاع الكهرباء.. وكان يحيط بالملكة عالية اخرون من افراد العائلة المالكة
ومن ورائهم حشد من المتابعين وجمع من الخدم الباكين.. وحين اعترفت لها بشدة الجروح
طلبت الي ان ازرقه بحقنة على امل ان يصحو بما يكفي لكي يقول بانه يخول عبد الاله سلطة
الملوكية.. مادام فيصل الثاني
لم يبلغ سن الرشد
بعد.. نفذت ما طلبت مني لكن دون جدوى.. وكانت عالية جريئة جدا غير
ان التابعين النائحين
كانوا يضيفون اليها المزيد من الاسى ولقد اصرت على ان تغلق الابواب وان توضع حراسة
على كل باب منها.. وفي غضون عشرين دقيقة من وفاة الملك غازي عقد مجلس الوزراء جلسة
طارئة ادلت فيها الملكة عالية والاميرة راجحة ابنة الملك فيصل
الاول افادة مشتركة
جاء فيها:ان جلالة الملك سبق له ان ذكر امامنا في مناسبات عديدة سابقة بانه اذا طرأ
على حياته حادث فان الامير عبد الاله يكون وصيا على نجله.
ويذكر الوزير علي
الشرقي فيقول: ان نوري السعيد اوعز الى الملكة عالية ان ترفع كتابا الى مجلس الوزراء
المنعقد للنظر في اقامة وصي على العرش تشهد فيه ان زوجها الملك غازي قد اوصى اليها
بذلك.. وعندما قامت حركة مايس 1941 تم قطع الاتصال الهاتفي عن الملكة عالية وبقية العائلة
المالكة ومنع الزوار من الاقتراب اليهم في حين سمح للخدم بالمجيء الى القصر والقيام
بواجباتهم وقد اتخذت الاجراءات التي تتضمن سلامة الملك الطفل بوالدته وقررت حكومة الدفاع
الوطني التي شكلت عقب قيام الحركة نقل الملك فيصل الثاني الى اربيل بصحبة الملكة عالية..
بعد هروب الامير عبد الاله الى الخارج خشية ان يتعرض القصر الملكي للقصف بالطائرات
البريطانية التي كانت تغير على بغداد في تلك المدة ونزلت العائلة في منزل الملا افندي
والد النائب عز الدين الملا ومكثوا اسبوعا واحدا ثم عادوا جميعهم الى بغداد في الثالث
من حزيران عام 1941 بعد فشل الحركة..
وعندما قامت الحرب
العربية الصهيونية عام 1948 ودخلت القوات العراقية الى فلسطين ذهبت الملكة عالية مع
بقية نساء الاسرة المالكة الى جبهة القتال لأول مرة واسهمن في اقامة الاسواق الخيرية
ووحدات الهلال الاحمر وقد تأثرت القوات العراقية بالغ التأثير كما سر الجرحى لوجود
نساء العائلة المالكة بينهم يقدمن لهم المساعدة ويسهمن في معالجة الجرحى..
صفاتها وعاداتها:
كانت الملكة عالية
نحيفة القوام ذات عينين واسعتين ووجه بيضوي هادئة الطبع مرحة وذات حلاوة في خلقها وفي
نطقها وتجدها باسمة دوما كما كانت ذات ذكاء نادر وحساسية ملحوظة وهي متعلقة بوالدتها
الملكة نفيسة منذ الصغر ولم تفارقها في حياتها وكانت تحبها وتحترمها كثيرا.. كما كانت
الملكة عالية تحب الورد فهي التي ادخلت لأول مرة الى العراق وردة (انيثينا) واطلقت
عليها اسم( الاميرة ) لنضارتها وكبريائها وطلبت من امانة بغداد ان تعممها بين هواة
الورد.. كما كانت الملكة عالية ذات تأثير على الملك غازي وهي مستودع ثقته وكان يعهد
اليها بكل اسرارها.. كانت امرأة نبيلة وزوجة مخلصة واما مدهشة وكانت مصدر حكمة سياسية
ملحوظة الى درجة ان الامير عبد الاله كان لايقل عن ذلك مع بقية افراد العائلة المالكة
بعد نصيحتها الصائبة وكان يراها يوميا كلما استطاع الى ذلك سبيلا ويبحث معظم مشاكله
معها.. ولقد زهدت في ريعان شبابها من بهرجة الحياة والملك وكرست كل جهودها
بالسهر على طفلها
وتربيته لإعداده اعدادا صالحا للملك.. ولم تشغل طرفة عين عن هذا الواجب.. حتى في شدة
وطأة الداء عليها وقد وجهت نصيحتها الى فيصل
((يا ابني اسمع عليك ان تحضر واجباتك المدرسية بنفسك لأنني مريضة وقد يطول مرضي او
يحين اجلي فليس لي وانا في هذه الحال ان ارشدك كل ساعة عما يجب ان تفعل.. فأوصيك باغتنام الفرصة لتعليم نفسك وتثقيفها"..
كانت لا تنسى قط
ان تشكر كل من يقوم لها بخدمة مهما كانت ضئيلة حتى انها لم تنس ان تشكر طبيبها الخاص
ووصيفتها في اللحظات الاخيرة من عمرها وهي بين الوعي والاغماء..
اللحظات الاخيرة
من حياة الملكة عالية كما يرويه الدكتور كمال السامرائي حيث يقول:
في حدود الثامنة
صباحاً استدعيت على عجل الى حجرة الملكة وعند بابها رأيت أم عبد الإله مضطربة ووجها
شاحب وفتحت لي الوصيفة عزة باب الحجرة وهي تحمل بيمينها المصحف الكريم وبادرتني بهلع:
ستي الملكة .. ولم تزد على ذلك، كانت الملكة حين إذ في حالة بين الوعي والإغماء وأشارت
إلي بيدها أن أقترب منها وقالت بصوت خافت متقطع: أنهضني، فعاونتني عزة وأسندناها بأيدينا
لتنهض على الوسائد في فراشها وشكرتنا بعينيها وتمتمت بالشهادة، ثم سمعتها تقول: لا
أريد أن يشهد دكسن فرث وفاتي فأنا مسلمة والله ربي ومحمد نبيي والقرآن كتابي، وفي هذه
اللحظة تقيأت وقذفت ما في جوفها على صدرها فأخذت المنشفة التي كانت دوماً موضوعة في
متناول يديها ومسحت بها فمها وصدرها ولم تنسى حتى في هذه اللحظة أن تشكرني وهي في حالة
شديدة من الإعياء، ثم أسدلت جفنيها برهة وهي تطلب مني أن ترى أمها نفيسة التي كانت
عند مدخل الحجرة وربما سمعت بطلب الملكة فدخلت ووقفت الى جانب سريرها فمدت الملكة يدها
ببطء وجذبت يد أمها الى فمها وقبلتها وجهاً وقفا وقالت: اغفري لي يا أمي إذا كنت قد
غلطت معك يوماً، ولم ترد عليها أمها بل انحنت وقبلتها وانسحبت بعجل وغادرت الحجرة.
وبعد أن التقطت
الملكة أنفاسها طلبت مني رؤية أختها عابدية، فدخلت عابدية ووقفت قريبة من مخدع الملكة،
فطلبت منها الملكة أن تقترب وقالت تخاطبها: إنكِ يا أختي كثيرة الأفضال عليّ في تربية
فيصل وأنا أطلب منكِ أن تبقي أمه بعد وفاتي كما كنتِ أمه دوماً، فسكتت قليلاً وقالت:
أريد أن أرى مقبولة، ودخلت مقبولة وقبلت أختها المريضة، وقالت لها: أوصيكِ يا أختي
أن تعني بزوجكِ فهو رجل طيب كما أنت طيبة، وأرادت أن تقول شيئاً آخر إلا أن مقبولة
انسحبت خرجت متعثرة من الحجرة، بعد ذلك بدت الملكة وكأنها صحت من كابوس ودب فيها قدر
من النشاط وطلبت رؤية أخيها عبد الإله فجاءها بعجلة وارتمى على قدميها دون أن ينبس
بكلمة فسحبت الملكة رجليها وهي تقول: أستغفر الله ، ورأيت عبد الإله يشير إلي بعينيه
أن أخرج من الحجرة أو هكذا خيل لي فنهضت لأخرج إلا أن الملكة أسرعت لتقول: لا أنا أريد
أن يبقى دكتور كمال شاهداً على ما أقوله لك أمام الله يا أخي عبد الإله، كان فيصل يتيم
الأب وعما قريب سيكون يتيم الأم أيضاً فعدني أن تكون له أباً وأماً لأغفر لك كل ما
مضى، وأراد عبد الإله أن يقاطعها إلا أنها ردته بحزم عدني أمام الدكتور فهو شاهدي في
دار البقاء عدني يا عبد الإله، وكررت ذلك مرتين فتمتم بالوعد وخرج من الحجرة وهي تشيعه
بنظرات باردة ، ثم سمعت الملكة تسأل نفسها قائلة: هل أطلب فيصل لأراه؟ .. لا فقد يكون
نائماً وطلبت مني أن أناولها صورته الموضوعة في إطار فضي عند رأس سريرها فقبلتها بحنان
وبسطتها على صدرها وأجهشت تبكي بارتياح أعقب ذلك اضطراب في تناسق أنفاسها وهو أول علامات
الاحتضار وبعد نصف ساعة لفظت أنفاسها الأخيرة وكان ذلك في الساعة العاشرة والربع من
صباح يوم الخميس المصادف 21 كانون الأول سنة 1950، ولما خرجت من حجرة المتوفاة كان
يقف قريباً من بابها كل من نوري السعيد وتحسين قدري والشريف حسين وناظر الخزينة الملكية
سعيد حقي ولم يكن معهم عبد الإله، وبان لي أنهم أدركوا ما حدث للملكة من قسمات وجهي
الحزينة فلقد آلمني أن تموت هذه المرأة بين يدي فلا أستطيع أن أفعل شيئاً.
توفيت الملكة يوم
الخميس : (وفي صباح يوم الجمعة المصادف 22/12/1950، خرجت مئات الألوف من جموع الأهلين
لتوديع الملكة . وفي الساعة العاشرة صباحاً، حمل جثمان الملكة على مدفع جلل بالسواد،
فارتفعت أصوات البكاء، وتعالى العويل، وكانت الدراجات البخارية تتقدم الموكب المهيب،
وخلف الدراجات سارت سرية من خيالة الحرس الملكي، فموسيقى الجيش، وثلة من الجنود، ثم
رجال الدين، فنعش الفقيدة العظيمة يحف به أمراء الجيش، فمرافقوا الملك، فحملة الأكاليل،
ثم الوصي عبد الإله مرتديا حلته العسكرية، فأفراد الأسرة الهاشمية الكريمة، فمعالي
وزير مصر المفوض مندوبا عن جلالة الملك فاروق، ثم رئيس الوزراء ورئيس مجلسي الأعيان
والنواب والوزراء، ورئيس الديوان الملكي، ورئيس التشريفات الملكية، وناظر الخزينة الخاصة
ورؤساء الهيئات الدبلوماسية، ورؤساء الوزراء السابقون، والسفراء العراقيون، وهيئات
الأعيان والنواب، والوزراء المفوضون العراقيون، وهيئة أركان الجيش، وهيئة كبار ضباط
الشرطة، وهيئة محكمة التمييز، وديوان التدوين القانوني، ومجلس التمييز الشرعي، وقاضيا
بغداد، والمديرون العامون، وكبار موظفي الدولة من الصنف الأول فما فوق، وقناصل الدول
الأجنبية، وأعضاء الجاليات الأجنبية، وهيئات الكليات الرسمية، وأعضاء مجلس أمانة العاصمة،
ومجلس اللواء العام، ومجلس إدارة اللواء، والوجوه والأشراف، يتقدمهم أمين العاصمة،
وأعضاء نقابة المحامين، وهيئات الأحزاب السياسية، وجمعيات الأطباء والصيادلة والمعلمين،
وأعضاء غرفتي التجارة والزراعة، وهيئات المصارف وأصحاب الصحف، ثم كتيبة خيالة من الجيش،
فكتيبة مدفعية، فخيالة من الجيش، فخيالة من الشرطة.
وقد كان بانتظار
الجثمان الكريم في مدخل المقبرة، ولدها الملك فيصل الثاني، وعمها الملك عبد الله، وعندما
وصل موكب الجثمان إلى المقبرة الملكية، قام أفراد و ضباط الجيش بحمل جثمان الراحلة،
ووضعوه في المجلس المخصص لأداء صلاة الجنازة ، وقد صلى على الجثمان الطاهر ولدها الملك،
وعمها الملك عبد الله، والوصي، وولي العهد عبد الإله، وأفراد العائلة المالكة، ثم قام
أمراء {هكذا} وضباط الجيش بحمل الجثمان الطاهر
مرة أخرى، وأودعوه مقره الأخير، وأطلقت مائة طلقة وطلقة مدفعية، تحية وداع للراحلة
الخالدة) .
0 التعليقات:
إرسال تعليق