قـاســـــم
سليمـــاني....بطــل من ورق
كتب / المحامي سركوت كمال علي
كــوردســــــتان العــــــراق
قاسم سليماني
(11 مارس 1955 -) هو قائد عسكري إيراني وقائد فيلق القدس وهي فرقة تابعة لحرس الثورة
الإسلامية. يصنف من قبل أمريكا كإرهابي.
ولد “سليماني”
في قرية جبلية متواضعة تدعى “رابور” تقع في شرق ايران. وكسائر الفلاحين الاخرين في
تلك الفترة، فإن والد “سليماني” الصبي كان قد حصل على قرض زراعي من حكومة الشاه. كان
والده مديناً للدولة بمبلغ 900 تومان-تعادل 100 دولار في وقتها- ولم يستطع سدادها.
كتب “سليماني” في سيرة ذاتية مختصرة ذكرياته عن الليلة التي ترك فيها منزلهم بصبحة
قريب له يدعى احمد سليماني وكان يمر بظروف مشابهة، كتب: “لم استطع النوم ليلتها، كان
الحزن يغمرني وانا افكر بمنظر ابي إن تعرض للاعتقال على يد رجال الحكومة”.
سافر مع
احمد الى كيرمان، وهي اقرب المدن اليهم في سعي لتأمين دين عوائلهم. لم تكن وجهتهم الجديدة
مضيافة على الاطلاق، كتب واصفاً ماحصل: “كنا في الثالثة عشر من العمر انذاك، وكانت
اجسامنا ضئيلة ولذلك لم نمنح اي فرصة للعمل، تغير هذا الوضع يوم منحنا فرصة العمل كعمال
بناء في موقع بناء مدرسة في شارع خاجو، الواقع في نهاية المدينة وبأجرة يومية بلغت
2 تومان انذاك.” كان ما جمعاه بعد 8 اشهر كافياً للعودة لمنازلهم وسداد الدين، ولكن
حصل ان الثلج كان قد سقط بكثافة ذلك الشتاء. نصح الاهالي الصبيان بالاستعانه بسائق
من تلك المنطقة يدعى بهلفان وتعني بالفارسية “البطل” وكان رجلاً شديد القوة يقدر على
رفع بقرة او حمار بإستخدام اسنانه فقط. كان ليقوم برفع السيارة في حالة غمرها الثلج
وازاحتها لمكان يقدر منه متابعة الرحلة. يذكر “سليماني” ان بهلفان كان ساخطاً بشده
على الشاه، حيث قال للصبيين:” سحقاً لهكذا حياة، جعلت صبيين بهذا العمر يعملان في البناء
في مدينة غريبة، في حين انه عمر يحق لكما فيه الراحة واللعب فقط”. وصف “سليماني” ماحدث
حين وصلا القرية وكيف حصل هرج ومرج عندما انتشرت اخبار عودتهما.
أطاحت الثورة الشعبية
الاسلامية بقيادة روح الله الخميني بالشاه في ١٩٧٩، انضم سليماني الذي كان يبلغ من
العمر 22 عام آنذاك وهو في فورة الدين والثورية إلى الحرس الثوري، وهي قوة عسكرية أسستها
القيادة الدينية لمنع الجيش من القيام بإنقلاب ضدها. ترقى بسرعة شديدة رغم كونه لم
يحصل على تدريب متقدم، ربما لا يتجاوز تدريبه ٤٥ يوما. تم ارساله في تلك الفترة الى
شمال غرب ايران حيث ساعد في قمع إنتفاضة الاكراد انذاك.
وعندما كانت الثورة
في شهرها الثامن عشر، قام صدام حسين بإرسال الجيش العراقي لإجتياح كامل الحدود العراقية
الايرانية، آملاً بالإستفادة من الفوضى الداخلية في ايران. ماحصل كان العكس، حيث ان
الغزو قوى قيادة خميني ووحد البلد خلف فكرة المقاومة، مشعلاً حرباً دفاعية طاحنة. أُرسل
“سليماني” حينها في مهمة بسيطة مدتها 15 يوماً في الخطوط الامامية وهي تأمين امدادات
المياه الى الجنود، ولم يعد لبقية زمن الحرب. فيقول “دخلت الحرب في مهمة امدها خمس
عشرة يوما ولم اغادر الى نهاية الحرب”. تظهره صورة فوتوغرافية من تلك الفترة واقفاً
ببزته الخضراء العسكرية بدون رتب عسكرية، بعيونه السوداء شاخصة نحو الافق. قال “سليماني”
في مقابلة عام 2005عن تلك المرحلة: “كنا جميعنا بمرحلة الشباب و ورغبنا بخدمة الثورة”.
وفي عام 1998،
سمّي سليماني على رأس “فيلق القدس” حيث تولى قيادة جهاز كان قد بنى لنفسه تاريخاً دموياً:
يعتقد المسؤولون الأميركيون والأرجنتينيون أن النظام الإيراني ساعد “حزب الله” على
تنظيم تفجير السفارة الإسرائيلية في بيونس أيرس في العام 1992 والذي أدى إلى مقتل
29 شخصاً، والهجوم على المركز اليهودي في المدينة نفسها والذي أدى لمقتل 85 شخصاً.
وحوّل سليماني “فيلق القدس” إلى تنظيم ذات باع طويل وفروع متخصصة بالاستخبارات، التمويل،
السياسة، التخريب والعمليات الخاصة. ومع مركز القيادة الذي اتخذه في مبنى السفارة الأميركية
السابقة في طهران، يملك “فيلق القدس” ما بين عشرة وعشرين ألف عنصر، ينقسمون بين المقاتلين
وأولئك الذين يشرفون على تدريب وإدارة الفروع الخارجية. ويتم اختيار عناصره من بين
أصحاب المهارات وولائهم لعقيدة الثورة الإسلامية، (كما في بعض الأحيان بسبب انتماءاتهم
العائلية). واستناداً إلى صحيفة “إسرائيل اليوم” يتم تجنيد المقاتلين من جميع أنحاء
منطقة الشرق الاوسط، ويتم تدريبهم في مدينتي شيراز وطهران، وتلقينهم العقيدة في “جامعة
عملية القدس” في مدينة قم، ثم يرسلون “لشهور طويلة في مهمات إلى أفغانستان والعراق
ليحصلوا على خبرة في العمل الميداني”. ويسافرون عادة تحت ستار عمال بناء إيرانيين.،
وكان هدف فيلق القدس منذ العام 1979 هو القضاء على اعداء ايران وتعزيز نفوذ وتأثير
ايران في الشرق الاوسط.
في 24 كانون الثاني/يناير
2011 ارتقت رتبة عسكرية قاسم سليماني من اللواء إلى رتبة الفريق بيد المرشد الأعلى
للحكومة الإيرانية علي خامنئي.
ولمدة تزيد على عقد من الزمن. قامت وزارة المالية
الامريكية بإدراج اسم سليماني في قائمة الحظر على ضوء دوره في دعم نظام الأسد، ولإسناده
الإرهاب. ولكن بالرغم من ذلك لا يزال مخفيا عن اعين غالبية العالم الخارجي، حتى عندما
يدير عملائه ويوجهم الى تنفيذ العمليات. “سليماني هو اقوى عنصر امني في الشرق الأوسط
اليوم” بحسب ما قاله ضابط السي آي آى السابق
في العراق جون ماكوير ، “ولا احد سامع به”.
عندما يظهر سليماني
امام الملأ، وغالبا ما يكون ذلك في مناسبات المحاربين القدامى او في لقاءاته مع خامنئي،
فهو لا يحاول ابراز نفسه، ولا يعلي من صوته، ويتصف بما يسمونه العرب “الخلب”، او الكاريزما
الكيّسة. “هو قصير القامة، ولكن لديه حضور،” حسب ما افاد به لي مسؤول عراقي سابق رفيع
المستوى. “سيكون هناك عشرة اشخاص في الغرفة، وعندما يدخل سليماني فهو لا يجلس معك.
سيجلس في نهاية الصالة، بمفرده، بطريقة صامتة جدا. لا يتكلم، لا يعلق، مجرد يجلس ويستمع.
وبالطبع الكل بالهم مشغول به.”
يقال عن سليماني
عن واقع انه قائد فيلق القدس انه " ليس قائد فيلق (موجود بالاسم ولا مهمات له)،
" بل هو مسؤول العلاقات الخارجية السرية لإيران، بمعنى أنه يدير مشروع التمدد
الإيراني في العالم بأسره، وليس في المنطقة العربية وحدها،
وساعد سليماني
في الأعوام الثلاثةالأخيرة الرئيس السوري بشار الأسد على قلب المكاسب التي حققها المقاتلون
المعارضون في سورية بعدما بدا ان النظام السوري على وشك الانهيار، وذلك لأن سورية تشكل
نقطة أساسية في محور طهران - بغداد - دمشق - بيروت، في مواجهة نفوذ القوى الغربية في
المنطقة.
التقى قائد فيلق
القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي الجنرال قاسم سليماني مع الأمين العام لحزب الله
حسن نصرالله بعد يومين من الهجوم الإسرائيلي على القنيطرة وبعد لقاء حسن نصرالله توجه
إلى روضة الشهيدين حيث وضع اكليلا من الزهور على ضريح عماد وجهاد مغنية وقرأ سورة الفاتحة.
في سنة 2008م و
في ذروة مشاكل الصدريين مع الحكومة و توجس الامريكان من السفير الإيراني ببغداد ذلك
الوقت (حسن كاظمي قمي) من كونه عضو في قوات القدس ، دخل وزير من حكومة المالكي (علي
الدباغ) على قائد القوات المشتركة آنذاك (ديفيد بيتريوس) لينقل اليه رسالة نصية على
الهاتف النقال خاصته من قاسم سليماني قائد قوات القدس والتي نصها :
" ايها الجنرال
بتراوس: إعلم اني، أنا قاسم سليماني، أدير سياسة ايران في كل ما يتعلق بالعراق، لبنان،
غزة وأفغانستان ، السفير الحالي لايران في العراق هو رجل قوات القدس، ومن سيحل محله
سيكون رجل قوات القدس كذلك".....
قال رئيس منظمة
بدر هادي العامري : «لولا مساندة إيران وتواجد قاسم سليماني في العراق, لكانت حكومة
حيدر العبادي الآن خارج العراق.».
مجلة "نيوزويك"
الأميركية على غلاف عدد من اعدادها ، صورة لقائد "فيلق القدس" قاسم سليماني،
بعنوان "إله الانتقام: قاتل أميركا.. والآن يسحق داعش"، وهو تقرير أعدّته
محررة شؤون الشرق الأوسط في المجلّة جانين دي جيوفاني .
أشار رئيس الحكومة
العراقية حيدر العبادي خلال كلمة القاها في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس بشكل
خاص إلى قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني بوصفه حليفا ضد تنظيم
داعش وفرض مجلس الأمن الدولي على سليماني حظر سفر دولي وتجميدا للأصول قائلا: عندما
سئل عن الدور الذي لعبه سليماني في القتال ضد الارهاب "نحترمه والمؤسسة الإيرانية."
اتهمت أمريكا سليماني
بالتدخل في العراق وزعزعة الأمن فيه كما وصفته صحيفة واشنطن بوست من أهم صناع القرار
في السياسة الخارجية الإيرانية.
ومن التصريحات
الشهيرة لقاسم سليماني ما صرح به حول العراق فقال: قواتنا متواجدة في بغداد وبالعراق
بشكل عام ولن نسمح بسقوط النظام العراقي الحليف للجمهورية الاسلامية الإيرانية وأستبدال
الحكم بأخر سني متطرف ” ونحن لانخجل من وجودنا في العراق وسوف نقاتل بكل محافظات العراق
حتى نتمكن من قتل أخر ارهابي يهدد المصالح الإيرانية بداخل العراق.
ولقد وصف تقرير
اخباري بريطاني قاسم سليماني بما يلي :”إن قائد فيلق قدس الإيراني، الجنرال قاسم سليماني،
يشرف على “عمليات تطهير” ضد السنة في العراق. وأضاف التقرير أن “المسؤول الأول عن الميليشيات
الشيعية المقاتلة في العراق، المتهمة بارتكاب جرائم ضد السنة في العراق، هو الجنرال
سليماني”، مشيرة إلى أن “سليماني أشرف على تحويل القوات العسكرية والأمنية في العراق
إلى ما يشبه حزب الله في لبنان “.
نشرت الغارديان
في 29 يوليو 2011 خبرا قالت فيه إن نفوذ سليماني في العراق كبير «إلى حد ان البغداديين
يعتقدون انه هو الذي يحكم العراق سرا». وهو يُعتبر من أفضل القادة العسكريين الذين
يتمتعون باستراتيجية قتالية عالية.
وفي 28-3-2015
قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) جون برينان إن قائد فيلق
القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، يعقد المهمة الأمريكية
ضد الارهاب في العراق.
أضاف برينان أن
سليماني يعمل على زعزعة استقرار الوضع هناك.وصرح برينان لقناة "فوكس نيوز صنداي"
أنه "لن يعتبر إيران حليفا الآن داخل العراق."
ويقدم سليماني
المشورة للميليشيات الشيعية العراقية في معاركها ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وكان آخرها
في معركة لاستعادة تكريت.
كان رئيس هيئة
الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي صرح منذ أيام أن الولايات المتحدة تخشى أن يتحول
رجال الميليشيات الشيعية في نهاية المطاف ضد العراقيين السنة والأكراد، مما يفاقم من
زعزعة استقرار البلاد.
وطبقا للسفير الأمريكي
السابق في العراق رايان كروكر فان " الحرب العراقية الإيرانية بالنسبة لسليماني
لم تنتهي أبدا" مضيفا " أن هدفه الاستراتيجي هو تحقيق نصر صريح على العراق
، وإذا لم يكن ذلك ممكنا فهو خلق وتكوين ضعف في البلاد".
وفي اخر تصريح
لرئيس وزراء العراق حيدر العبادي في 16-4-2015 واثناء زيارته للولايات المتحدة الامريكية
فلقد اعتبر العبادي -في ندوة بمشاركة خبراء في السياسة الأميركية بمعهد واشنطن على
هامش زيارته للولايات المتحدة- أن وجود قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في العراق
كان فكرة سيئة.
ولقد سقط أسطورة
قاسم سليماني في معارك تكريت الاخيرة عندما فشل الميلشيات التي يقودها في اقتحام تكريت
الا بعد تدخل طائرات التحالف في المعركة. اضافة الى قيام تلك المليشيات القذرة بأبشع
الجرائم بعد دخولها الى تكريت.
وفشله الذريع في
قيادة معركة الحوثيين ضد التحالف العربي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق