اسباب الانسحابات التكتيكية للجيش العراقي


كتب المحامي / سركوت كمال علي
كوردستان العراق 

في السادس من كانون الثاني 1921 تم تشكيل اول فوج والمعروف بفوج موسى الكاظم ويعتبر نواة لتأسيس الجيش العراقي. وتم تأسيس وزارة الدفاع الذي تراسها الفريق جعفر العسكري وتم تشكيل فرقتين الفرقة الأولى مشاة في الديوانية والفرقة الثانية مشاة في كركوك , في عام 1922، كان عديد الجيش 6183 رجل. وكان هذا أقل بكثير من 6000 رجل الذين طالب بهم الملك فيصل الاول ,وحتى أقل من الحد الذي وضعته بريطانيا وهو 5400 رجل. واعاقت الرواتب الضئيلة جهود التجنيد في وقت مبكر. في ذاك الوقت، وواصلت المملكة المتحدة الاستعانة بقوات الليفي المحلية التي كانت تدار بواسطتها مباشرة وبلغ عديدها 4984 رجل، وهو ما يفوق العدد الذي سمحت بريطانيا للجيش العراقي بتجنيده وهو 4500 رجل .



في عام 1924، نمى الجيش الملكي العراقي إلى 7725 رجل، وبحلول العام التالي، بلغ عديده ليصل الى 7500 رجل. وبقى على هذا العدد حتى العام 1933، وكان الجيش يتألف من ستة كتائب مشاة، وثلاثة أفواج فرسان، فوجين جبليين، وبطارية مدفعية واحدة.تبع ذلك تشكيل القوة الجوية العراقية عام 1931 ثم القوة البحرية العراقية عام 1937.

وتم تشكيل الجيش العراقي من الضباط الاكفاء الذين عملوا مع الجيش العثماني , واهم الضبط الذين قاموا بتأسيس الجيش العراقي هم جعفر العسكري وياسين الهاشمي ونوري السعيد وجميل المدفعي وغيرهم كثير.
وفي عام 1924 تم تأسيس المدرسة العسكرية ( الكلية العسكرية ) وفي عام 1928 تم تأسيس كلية الاركان  لتأمين ضباط ركن كفوئين لمناصب الركن والقيادة اضافة الى تأسيس الكثير من المدارس العسكرية لمختلف الصنوف في الجيش.

في تشرين الاول من عام 1936 اشترك الجيش العراقي في اول انقلاب عسكري بقيادة الفريق الركن بكر صدقي وتم تشكيل وزارة برئاسة حكمت سليمان.

وفي عام 1941 زاد الجيش بشكل ملحوظ. إذ زاد عدده إلى أربعة فرق مشاة من 60000 رجل. بكامل عدتهم، وكل فرقة تنقسم إلى ثلاثة ألوية. وكانت الفرقتان الاولى والثالثة متمركزة في بغداد. اضافة إلى اللواء الميكانيكي المستقلة الذي تكون تتألف من سرية دبابات خفيفة، وسرية سيارات مدرعة، وكتيبتين مشاة "ميكانيكية" بمدرعات ,وسرية رشاشات ثقيلة، ولواء مدفعية "ميكانيكية". وكانت الفرقة الثانية العراقية تتمركز في كركوك، وكانت الفرقة الرابعة تتمركز في مدينة الديوانية، على خط السكك الحديدية الرئيسي من بغداد إلى البصرة.




.

وفي 1 ابريل من عام 1941 حدث اول انقلاب عسكري لأغراض سياسية بقيادة رشيد عالي الكيلاني.

و في الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، بلغ عديد الجيش العراقي المشترك في حرب فلسطين من (15000 إلى 18000)رجل. موزعين على اثنتي عشرة لواء اضافة إلى 100 طائرة، ومعظمها بريطانية الصنع. في البداية ارسلت الحكومة العراقية حوالي 3000 رجل إلى الحرب موزعين على أربعة ألوية مشاة، كتيبة مدرعة واحدة. وكانت هذه القوات تعمل تحت إشراف أردني وخلال الهدنة الأولى زاد عديد القوة العراقية المشتركة بالحرب إلى حوالي  10000رجل . وفي نهاية الحرب، بلغت القوات العراقية من 15000 إلى 18000رجل.



وصلت أول القوات العراقية ليتم نشرهم في الأردن في نيسان 1948 تحت قيادة الجنرال نور الدين محمود. يوم 15 مايو ايار، حيث بنى المهندسون العراقيون جسر عائم عبر نهر الأردن وهاجم الجيش العراقي مستوطنة غيشر دون نجاح يذكر. بعد هذه الهزيمة تحركت القوات العراقية في المثلث الاستراتيجي نابلس - جنين - طولكرم، حيث عانت خسائر فادحة في الهجوم الإسرائيلي على جنين الذي بدأ يوم 3 يونيو، لكنها تمكنت من الابقاء على مواقعها. المشاركة العراقية الفعالة في الحرب انتهت فعليا عند هذه النقطة.



في مايو ايار 1955 انسحبت القوات البريطانية من العراق . اعلنت السلطات العراقية خلال المفاوضات انها ستشكل لواء مشاة آلية ، ومقره في قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني في الحبانية .

في العام 1958 كان الجيش العراقي يتألف من أربعة فرق مشاة: فرقة مشاة 1 في الديوانية وفرقة مشاة 2 في كركوك وفرقة مشاة 3 في ديالى وفرقة مشاة 4 في الموصل.

 وقام الجيش بتنفيذ انقلاب عسكري بقيادة عبد الكريم قاسم (ثورة 14 يوليو عام 1958).
وفي 8 شباط قاد عبد السلام عارف انقلابا عسكريا ضد عبد الكريم قاسم.

وفي 17 تموز من عام 1968 قاد الجيش انقلابا اخر بقيادة احمد حسن البكر.

وفي حرب الثماني السنوات وصل الجيش العراقي 1980- 1988. الذي خاضه الجيش العراقي ضد ايران بسبب الاطماع الايرانية في العراق ودول الخليج. و تضاعف حجم الجيش بشكل كبير، حيث بلغ تعداد الجيش 200,000 جندي في 12 فرقة و 3 ألوية مستقلة عام 1981، ثم إلى 500,000 في 23 فرقة وتسعة ألوية عام 1985.

و عشية حرب الخليج الثانية عام 1991 وصل تعداد الجيش إلى 1,000,000 فرد موزعين في 42 فرقة ما بين مدرعة ومشاة آلية وسبعة فيالق، و 20 لواء من القوات الخاصة، مجموعة في سبع فرق، بالإضافة إلى ستة فرق من الحرس الجمهوري العراقي.


وبعد سقوط صدام ودخول القوات الامريكية الى العراق قام بول بريمر بحل الجيش العراقي وتأسيس جيش جديد يتألف من 17 فرقة لكل فرقة 4 ألوية بالإضافة إلى القوات للبحرية والجوية والحرس الوطني.

وعلى الرغم من صرف مليارات الدولارات على هذا الجيش الا انه فشل فشلا ذريعا في اعادة الامن الى العراق.
لعشرات من الاسباب :

1-    تم تأسيس الجيش على اساس طائفي.

2-    اقتصر تدريب المتطوعين لهذا الجيش على الاسلحة الخفيفة.

3-    انتشار الفساد المالي والاداري في الجيش الجديد.

4-    صفقات الاسلحة الوهمية والتي اول من قام بها حازم شعلان وزير دفاع سابق.

5-    تعيين المئات من الاشخاص التابعين  للأحزاب الحاكمة كضباط برتب عالية, اي سيطرة المحاصصة على منح الرتب.

6-    اصبح الرتب العسكرية والمناصب العسكرية تباع وتشترى.

7-    التطوع في الجيش اصبح من اجل الراتب الذي يتقاضاه المتطوع وليس من  اجل الدفاع عن العراق.

8-    ولاء الضباط اصبح لقادة الاحزاب وليس للوطن.

9-    اما بالنسبة لضباط الجيش السابق فتم اما تصفيتهم او هاجروا خارج العراق ومنهم من انظم الى الجماعات المسلحة.

10-اصبح الجيش في زمن المالكي يلقب بجيش المالكي وذلك بسبب ولاء كل الضباط للمالكي وليس للعراق.

11-اعتماد الجيش العراقي على الاعلام الكاذب وعدم اظهار الحقيقة امام الشعب.

12-الفشل في الحرب النفسية التي خاضها ويخوضها الجيش ضد اعدائه.

13-سيطرة قادة الميلشيات على الضباط العسكريين والذين اصبحوا كالجنود يعملون تحت امرتهم.

14-تدخل رجال الدين في التخطيط للعمليات العسكرية , واستعانة الضباط الكبار بهم من اجل وضع الخطط العسكرية وهذا لا يحدث في دولة في العالم , فالضابط الحقيقي يكون له خبرة في الامور العسكرية اذا كان فعلا خريج الكلية العسكرية وليس ممن منح لهم الرتب مقابل اموال طائلة او من اجل التحزب , كما ان رجل الدين دوره معروف في نشر التوعية الدينية بين اتباعه وليس دوره عسكريا.



وقبل فترة قام وزير الدفاع بزيارة المراجع الدينية من اجل ان يضع له الخطط العسكرية وبعدها بايام قليلة سقطت الرمادي.

للاسباب السابقة ولاسباب اخرى لم يبقى للعراق ما يعرف بالجيش وفق المصطلحات العسكرية العالمية.
وكلما انسحب الجيش من مدينة ترك ورائه اسلحته وادعى بانه انسحاب تكتيكي فسقط اكثر من ثلث الاراضي العراقية وكلها كانت انسحابات تكتيكية.

بلغ خسائر جيش المالكي في سقوط الموصل وتكريت مليارات الدولارات.
اما في الرمادي فترك الجيش اسلحة تقدر قيمتها بمليارين دولار.
وما زال الانسحاب تكتيكيا.

وربما بعد عدة ايام وعندما تسقط بغداد ويهرب الجيش سيقولون هروبنا كان انسحابا تكتيكيا.
والانسحابات التكتيكية سيوصلنا الى مصير لا يعلمه الا الله, والخاسر هو الشعب العراقي الذي يدفع الثمن.

وربما وقبل ان انهي كتابة مقالتي هذا سيكون هناك انسحابا تكتيكيا اخر...













0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Fox Egypt News Magazine 2014 © جميع الحقوق محفوظة © تصميم الموقع : مجدي البروفسير