الانهـيـــــــار
(الجزء الثاني)
كتب / المحامي سركوت كمال علي
كوردســــــــتــان العــــــــــــــــراق
ثانيا:
الانهيارات العسكرية:
واسباب الانهيارات
العسكرية : اسباب الانهيارات العسكرية للجيش بالعشرات وربما تكون بالمئات ولكنني سأقتصر
على ذكر اهم الاسباب ومنها:
1- بعد غزو العراق من قبل امريكا وقوات التحالف قام
الحاكم المدني بول بريمر فورا بحل الجيش العراقي على الرغم من اعتراض الكثير من الدول
على هذا وكان هذا الجيش يضم في صفوفه اربعمائة الف جندي مدرب ارقى انواع التدريب وكان
هذا القرار الامريكي من اكبر الاخطاء الذي وقع فيه الامريكان.
وبعد مرور ثلاثين
يوما اصدر بريمر قرارا اخر يقضي بتاسيس جيش جديد للعراق.
وبعد ان حل الجيش
القديم تعرض الضباط الكبار في صفوفه اما الى الاعتقال او الاغتيال ومنهم من استطاع
ان ينفذ بجلده ويهرب من العراق.
وكثير من الضباط
السابقين من مختلف الرتب اما تم اغتيالهم او هروبهم من العراق واهم اسباب اغتيال الضباط
السابقين هو لاشتراكهم في حرب الثماني السنوات مع الدولة الفارسية فايران وبعد ان هزم
امام هذا الجيش ولم يستطع من تحقيق اي انتصارات
عليه استغل فرصة الغزو لينتقم وعن طريق عصاباته من الميلشيات الشيعية من هؤلاء الضباط
وخاصة عن طريق تصفيتهم ومنهم العشرات من ضباط القوة الجوية العراقية.
فبعد الغزو وبعد
ان تم الاستيلاء على الالاف من الوثائق الذي يخص الجيش العراقي والذي تم التوصل من
خلاله الى عناوينهم تم تجنيد الالاف من الشباب في بغداد ومختلف المحافظات الشيعية عن
طريق الاحزاب الشيعية التابعة لإيران وكانت مهمة هؤلاء هو تصفية كل من شارك في حرب
الثماني سنوات واغلب الاحيان التصفية كانت تشمل الضابط وافراد اسرته.
2- بعد قرار بريمر بتأسيس جيش جديد وبسبب الظروف الاقتصادية
الذي يمر به معظم الناس اضطر الالاف من شباب الشيعة للتطوع في هذا الجيش والذي عرف
بالحرس الوطني واقتصر تدريبهم على استخدام البندقية والمسدس ولمدة اسبوعين او ثلاثة
وكذلك الامر بالنسبة للمتطوعين في صفوف القوات الامنية.
3- القوات الامريكية بالدرجة الاولى كانت مسيطرة على
الامور العسكرية فالضباط والجنود العراقيين كانوا يتلقون اوامرهم من الضباط الامريكيين
وحتى من ضباط صفهم.
وبدا الشيعة الانتقام
من السنه وذلك بعمل الكثير منهم كجواسيس وكمرشدين للقوات والاستخبارات الامريكية ومن
خلال التقارير والمعلومات الكيدية الذي كانوا يقومون بتزويدها للقوات الامريكية ضد
السنه من اجل تحقيق هدفين الاول هو الحصول على بضعة مئات من الدولارات والثاني هو الانتقام
من السنه.
وكان الامريكان
يقومون باقتحام البيوت ليلا واعتقال الشباب الابرياء من تلك البيوت اضافة الى قيامهم
بسرقة المصوغات الذهبية والنقود من تلك البيوت بحجة التفتيش عن الاسلحة وكان هذا من
اهم اسباب بدا المقاومة ضد القوات الامريكية والعراقية فألاف الشباب من السنه تم اعتقالهم
بدون سبب وفي السجون كانوا يتعرضون لشتى انواع التعذيب وحتى الاغتصاب ولم يقتصر الاعتقالات
على الرجال والشباب فقط بل شمل ايضا النساء والفتيات الصغيرات وسجن ابو غريب خير دليل
على قولي هذا وبدا المئات من الشباب ومن ضباط الجيش السابقون ومن فدائيي صدام ومتطوعي
الحرس الجمهوري والحرس الخاص بالانضمام الى صفوف المقاومة المسلحة وكذلك انضم اليهم
خيرة المهندسين والخبراء العاملين في التصنيع العسكري وبدات المعركة مع القوات الامريكية
وخسر الامريكان الالاف من ضباطهم وجنودهم فالسياسة الخاطئة للامريكان هي التي دفعت
الى تكوين الخلايا الاولى للقاعدة في العراق والذي كان يتزعمه في البداية ابو مصعب
الزرقاوي والذي اختلف سياسته او نهجه عن نهج اسامة بن لادن مما دفع ابو مصعب الزرقاوي
الى تشكيل النواة الاولى لتنظيم داعش في العراق.
وبدات الاوضاع
يوما بعد يوم يسوء وخاصة عندما قامت ايران بتفجير مرقدي العسكريين في سامراء في عام
2006 لاشعال الحرب الطائفية بين الشيعة والسنة وفعلا في يومها قامت الميلشيات الشيعية
التي كانت قد تلقت اوامرها مسبقا من ايران بحرق المئات من المساجد ووصل الامر الى حرق
المئات من المصاحف وبدؤا بعمليات عشوائية لقتل المئات ان لم يكن الالاف من شباب السنه
واستخدموا ابشع انواع طرق القتل من الحرق حيا والدريل حتى انهم بدؤا بابتكار اسلحة
وطرق جديدة للقتل فكل سلاح كان له اسمه الخاص ومن هذه التسميات فاطمة الزهراء والحسن
والحسين والى اخره واكثر من اشتهر في ارتكاب
جرائم القتل الميلشيات التابعة لبيان صولاغ وابو درع احد قادة جيش المهدي اضافة الى
قيس الخزعلي وهادي العامري وغيرهم من الذين ارتكبوا ابشع الانواع من الجرائم ضد الانسانية.
وكان الهدف الاول
من هذه العمليات هو اشغال مقاتلي السنه عن مقاتلة الامريكان ، وعندما ارادت امريكا
لهذه الحرب ان تنتهي قام بإنهائها بين ليلة وضحاه ومعظم قادة المليشيات الشيعية ومن
المجرمين هربوا الى ايران ومنهم ابو درع ...
فقد قامت الولايات
المتحدة بالتحالف مع بعض العشائر السنيه في محافظة الانبار بتشكيل قوات الصحوات لمحاربة
تنظيم القاعدة في العراق ، وفعلا نجحت امريكا في اضعاف القاعدة والمقاومة المسلحة
....وهناك نقطة مهمة وهي ان امريكا وقبل انسحابها من العراق قامت بأطلاق سراح المئات
من الذين تم اعتقالهم بتهم الارهاب ، وهناك ملاحظة مهمة ان الامريكان وعلى الرغم من
امتلاكهم لارقى جيش وارقى الاسلحة الا انها لم تتمكن تحقيق اي انتصارات على المقاومة
المسلحة الا بعد تحالفت مع بعض العشائر السنية وقامت بإغراقهم بملايين الدولارات وتزوديهم
بالأسلحة الخفيفة لمقاتلة تنظيم القاعدة.
4- تم منح المئات من اعضاء الاحزاب الشيعية رتب عالية
في الجيش وهو ما يعرف بضباط الدمج والذين لا يحملون اي شهادات وليس لديهم اي خبرات
عسكرية وهو يعتبر جريمة كبرى ارتكبتها تلك الاحزاب ضد العراق.
5- ضعف الاستخبارات العسكرية وذلك لعدم وجود ضباط اكفاء
يشرفون على هذا الجهاز اضافة الى ندرة المصادر وذلك لصعوبة تجنيد اشخاص من مناطق السنه
ليعملوا كجواسيس مع الشيعة ضد ابناء جلدتهم.
6- وبعد انسحاب الامريكان وتولي المجرم الاول بحق العراق
نوري المالكي السلطة قام بتشكيل العشرات من التنظيمات الامنية والتي كانت بالدرجة الاولى
والاخيرة تعمل لخدمة المالكي وليس لخدمة العراق وحتى تحول الجيش الى جيش خاص به وهو
ما كان يعرف بجيش المالكي الذي قام بمنح الرتب العالية والمناصب القيادية في الجيش
لاقربائه ومن الموالين له ومن الذين ليس لهم اي خبرة عسكرية او قتالية اللهم فقط كان
خبرتهم بقتل وباعتقال فلقد كان المتحدث العسكري لجيش المالكي يعلن في مؤتمرات صحفية
عن قيامهم بقتل 50 او 100 ارهاب او اعتقال 100 ارهابي والواقع لم يكونوا من الارهابيين
الا نادرا ما وهذا ما اعترف به اقرب الناس الى المالكي عزة الشابندر.
7- تم القضاء على الجيش في زمن المالكي فلقد كان هذا
الجيش يضم اسميا في صفوفه الالاف من المتطوعين ومن الذين يصرف لهم الميارات وبينما
في الواقع لم يكن هناك غير بضع مئات من المتطوعين الحقيقين والذين تطوعوا بالدرجة الاولى
من اجل الراتب وليس من اجل العراق.
8- الاستعراض العسكري لجيش المالكي اصبح عبارة عن
خليط من استعراض عسكري ومجللس للطمية وهناك العشرات من الصور والافلام المنتشرة على
اليوتيوب وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من المواقع الذي يؤكد صحة كلامي.
9- تم استيراد الالاف من اجهزة الكشف عن المتفجرات
والتي كانت غير صالحة للاستخدام والذي لم يكن اسعارها تتجاوز الثلاثين دولارا وتم احتسابها
على الحكومة العراقية بالاف الدولارات وبعدما تم الكشف عن هذه العملية تم التغطية عليها
مثلما تم التغطية على الالاف من ملفات الفساد وعلما بان العراق لم يشهد حتى هذه اللحظة
محاكمة الاشخاص الذين تسببوا في انهياره.
10- كانت سيطرات الجيش يتم وضعها لابتزاز الناس والاعتقال
العشوائي للناس من اجل ابتزازهم وبالتالي لا يتم الافراج عن المعتقل الا ان يوقم بدفع
الاف الدورات ، وهناك الكثير من الاسباب الاخرى لانهيار الجيش ولكنني اقتصرت فقط على
بعض الاسباب الرئيسية لانهيار هذا الجيش.
0 التعليقات:
إرسال تعليق