الانبــــــــــار....الحلــــــــم المستــــحيـل
كتب / ســركوت
كمــال علي
العــــــــــــــــراق
بعد سقوط الرمادي
في 17-5-2015 بيد داعش, قبلها بأيام وبالتحديد في 11-5-2015 كان وزير الدفاع خالد العبيدي
قد تعهد للمرجع الديني السيستاني بعدم تكرار سيناريو سقوط مدينة الموصل الشمالية مؤكدًا
أنه يعمل على تولي قيادات عسكرية مهنية وشجاعة للعمليات الحربية ضد تنظيم داعش.
وكل العالم يعرف
ماذا حدث بعد ذلك وكيف سقطت مدينة الرمادي خلال ساعات قليلة وكيف هرب الفرقة الذهبية
والقوات الامنية والصحوات من الرمادي, والكل يعرف بان قوات الجيش والفرقة الذهبية والقوات
الامنية والصحوات كانوا يفوقون داعش عددا وعدة فقدرت قيمة الاسلحة التي تركت في مدينة
الرمادي باكثر من سبعة مليارات دولار ، وفي 18-5-2015 وصل هادي العامري مع قيادات من
الحشد الشعبي الى قاعدة الحبانية واعلن وقته مصدر امني بان الحشد الشعبي سيشن هجوما
مسلحا خلال الساعات المقبلة لاستعادة المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش.
وكانت المفاجاة
عندما شن داعش هجوما اخر على منطقة الخالدية وسيطرت على تلك المنطقة لعدة ساعات وانسحبت
منها وفي نفس الوقت سيطرت على اراضي جديدة.
وفي 19-5-2015
أعلن،هادي العامري،إن معركة الرمادي اقل تعقيدا من صلاح الدين وداعش سيكون صيدا سهلا،
مبيناً أن معركة الانبار هي معركة الفصل مع داعش ، وفي نفس اليوم اكد المتحدث باسم
مكتب رئيس الوزراء، سعد الحديثي، بان عملية تحرير الرمادي ستنطلق في اقرب وقت بعد استكمال
التحشيد للمعركة من مقاتلين واسلحة، مبيناً أن معركة الانبار ستشارك فيها العشائر وطيران
التحالف الدولي والمستشارون الامريكيون.
وبعدها اعلن هادي
العامري في بيان له: “اننا سنفاجأ الأمريكيين بخطة محكمة وسريعة لتحرير الأنبار”، عاداً
أن ذلك “لا يتطلب الاستئذان من أحد”.
ولقد تم اطلاق
اسم (لبيك يا حسين) على تلك العمليات وبعد اعتراض الامريكان على التسمية تم تغييرها
في 25-5-2015 تعهد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بتحرير مدينة الرمادي من سيطرة
تنظيم "داعش" الارهابي خلال أيام؟
في 29-5-2015 ،
هادي العامري، ان تقدم القوات الامنية والحشد الشعبي في معارك لبيك ياحسين، فاق التوقعات
وسنزف بشرى النصر قريبا..وأضاف العامري ان “العدو ينهزم فور وصولنا وقتلنا العشرات،
مشيرا الى ان العدو يترك العبوات الناسفة بأسلوب الخاسر، مؤكدا انه سيزف بشرى النصر
في القريب العاجل”. لافتا الى انه تم شمول الحويجة بعملية لبيك ياحسين.؟
في 13-6-201 وبعد
الخسائر الجسيمة التي مني بها الحشد الشعبي على الرغم من مشاركات طائرات التحالف معهم
في تلك العمليات وقوات الصحوة وقوات من الحرس الثوري الايراني وقاسم سليماني الذي كان
بنفسه يشرف على تلك العمليات.
قرروا هذه المرة
بالهجوم على الفلوجة الذي وعد قاسم سليماني المرجع الديني السيستاني في الصلاة فيها
في العيد كما وعد قبله قيس الخزعلي وهادي العامري وابو مهدي المهندس ، ولقد اعتبر احد
النواب في البرلمان العراقي الفلوجة بانها راس الافعى ووصفها هادي العامري بالغدة السرطانية
وكما اقسموا على ابادتها من الخريطة ، وفي 13-6-2015 أعلنت قيادة العمليات المشتركة
عن انطلاق عملية جديدة أمس، هذه المرة بدءا من الفلوجة (56 كلم غرب بغداد)، لتحرير
محافظة الأنبار من سيطرة تنظيم داعش.
وعلى الرغم من
قصف مدينة الفلوجة من قبل طائرات قوات التحالف والطائرات الايرانية والعراقي والقصف
المدفعي والصاروخي والذي استمر ليلا ونهرا فان الحشد الشعبي بلغ خسائره بالمئات وقتل
في تلك المعارك اربع من ابرز القياديين ومن المقربين من هادي العامري ولقد امتلات مستشفيات
السماوة مما اضطروا الاطباء الى معالجة الجرحى في الشوارع ونفس الحالة في باقي المحافظات.
وبعد فشلهم في
الفلوجة عادوا مرة اخرى للهجوم على الرمادي بدا من 13-7-2015 وخلال اسبوع واحد شنوا
5 هجمات وكلها باءت بالفشل وعلى الرغم من اعلانهم المستمر بان ساعة الصفر قد بدات لتحرير
محافظة الانبار الا انهم وبعد خسارتهم للمعركة يعودوا لينكروا بان ساعة الصفر لم تعلن
بعد ، وساعاتهم وايامهم تحول الى شهور وربما سيتحول الى سنوات ، وبدا من رئيس الوزراء
حيدر العبادي وانتهاءا بقادة الميلشيات فانهم عشرات المرات اعلنوا بانهم سيزفون بشرى
النصر قريبا.
ان تحرير الانبار
اصبح الحلم المستحيل تحقيقه لان المعركة اصبحت طائفية , فان ما تعرض ويتعرض له اهل
السنة في العراق دفع الكثير من شبابهم للانضمام الى داعش وغير داعش وهذا ما استغله
داعش.
فالسني وفي ظل
حكومة طائفية يكون مصيره اما الخطف والقتل او الاعتقال او اغتصاب او تهجير ففي ظل مثل
هذه الحالة سيضطر ان يكون ارهابيا من اجل حماية نفسه ، ومتى ما تم القضاء على الطائفية
في العراق سيعود الاستقرار الى هذا البلد ، وسيبقى حلم تحرير المناطق السنية مستحيلا
طالما كانت المعركة طائفية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق