الإرهــــــاب
والإرهـــابيـــــون
كتب المحامي /
سركوت كمال علي
كــــوردســــتان
العـــــــــــــــــــراق
تاريخ ونشـأة الارهاب:
ان أول من لفظ
واستخدم كلمة الإرهاب هم الفراعنة وذلك في سنة 1198 ق.م حيث دبرت مؤامرة لقتل الملك
رمسيس الثالث، وقد أطلق الملك على هذه المؤامرة (جريمة المرهبين). وفي عصر الرومان
كانت الجريمة السياسية مرادفة للإرهاب فلم يفرقوا بين الخطر الموجه داخلياً والخطر
الموجه خارجياً، الى ان فرّق بينهما في عهد الجمهورية الرومانية فسموا كل عمل يمس الملك
بإنه إرهاب, وسموا كل عمل فعل يضر بالمجتمع والأمة الرومانية بأنه جريمة سياسية.
وبقيام الثورة
الفرنسية عام 1789 وسقوط الملك لويس السادس عشر والقضاء على النظام الإقطاعي, مرت فرنسا
بمرحلة يلفها الإرهاب, وذلك إبّان عهد الجمهورية اليعقوبية حيث لجأ أفراد الثورة الى
الوسائل الإرهابية من أجل تحقيق أهداف الثورة والحفاظ عليها
والأنظمة الماركسية
هي أيضاً كان لها نصيب من الأعمال الإرهابية, وذلك في مختلف الأماكن التي وجدت فيها
الأحزاب والحركات الشيوعية الماركسية... فها هو لينين اعتبر الإرهاب صفة الصراع الطبقي
ضد البورجوازيين في أعقاب قيام الثورة البلشفية 1917 فقام باعتقال وإعدام أفراد الجيش
الأبيض وبدون أي محاكمة... مبررا عمله هذا بإن الأمن الداخلي لا يقوم إلا بنشر الذعر
والهلع بين أعداء الثورة... وفي عصرنا الحالي نرى الإرهاب وقد اتخذ صورا جديدة ففي الماضي
كان الإرهاب موجه ضد أفراد معينين, ومقتصراً أيضاً على أفراد معينين, لكن الآن
أصبح ظاهرة دولية يتضرر منها المجتمع الدولي بصورة عامة.
تعريف الارهاب:
الارهاب هو التخويف واستهداف المدنيين وقد ترتبط الأعمال الإرهابيّة
بتحقيق أو عدم تحقيق أهداف سياسيّة.
او الإرهاب هو
الاستعمال العمدي والمنتظم لوسائل من طبيعتها إثارة الرعب بقصد تحقيق أهداف معينة
.
فيما يعرف الإرهاب
دوليا بأنه (اعتداء يصل إلى حد العمل الإجرامي ولكن المستهدف بهذا الإرهاب وطبيعته
السياسية هو الذي يفرق في الطبيعة القانونية لهذا العمل بين الجريمة السياسية والجريمة
الإرهابية).
من جهة أخرى يعرف
علم الاجتماع السياسي الإرهاب بأنه (كل تصرف أو سلوك بشري ينزع إلى استخدام قدر من
القوة القسرية بما في ذلك الاكراه والاذى الجسدي والاستخدام غير المشروع للسلاح ولتقنيات
التعذيب التقليدية والحديثة المخالفة لحقوق الانسان الاساسية التي اقرتها الشرائع السماوية
والمواثيق الدولية في التعامل مع ادارة العلاقات الانسانية بما في ذلك الاختلافات في
المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية بهدف تحقيق غايات في تلك المجالات
تتراوح بين الاخضاع والضغط والتعديل والتهميش (الإقصاء) وقد يطال اخرين غير مستهدفين،
هذا السلوك البشري القسري غير السلمي يحدث بين الأفراد أو الجماعات أو السلطات بعضها
تجاه بعض داخل مجتمع معين أو بين مجتمعات معينة وعناصر معينة.. ويتولد اساسا من تقاطع
أو تداخل أو تظافر عناصر من بيئات مختلفة).
تعريف الارهاب
في القوانين الدولية:
1. تعريف الجمعية
العامة للأمم المتحدة المقترح عام ,1937 ((كافة الأفعال الإجرامية ضد دولة من الدول
التي من شأنها بحكم طبيعتها او هدفها اثارة الرعب في نفوس شخصيات معينة او جماعات من
الاشخاص او في نفوس العامة«. وقرار الجمعية العامة للامم المتحدة عام 1999 بشأن اجراءات
مكافحة الارهاب الدولي وتضمن التأكيد على ان الاعمال الاجرامية التي من شأنها اثارة
الرعب في نفوس العامة او مجموعة من الاشخاص لاغراض سياسية غير مبررة تحت اي ظروف ومهما
كانت طبيعة الاعتبارات السياسية او الفلسفية او الايدولوجية او الراديكالية او العرقية
او الدينية او اي اعبتارات اخرى تستغل لتبريرها)).
2. تعريف الاتحاد
الاوروبي في العراق وسوريا ((هو العمل الذي يؤدي لترويع المواطنين بشكل خطير, او يسعى الى زعزعة استقرار
او تقويض المؤسسات السياسية او الدستورية او الاقتصادية او الاجتماعية لاحدى الدول,
او المنظمات, مثل الهجمات ضد حياة الافراد او الهجمات ضد السلامة الجسدية للافراد او
اختطاف واحتجاز الرهائن, او احداث اضرار كبيرة بالمؤسسات الحكومية و او اختطاف الطائرات
والسفن ووسائل النقل الاخرى, او تصنيع او حيازة المواد او الاسلحة الكيماوية والبيولوجية,
او ادارة جماعة ارهابية او المشاركة في انشطة جماعة ارهابية:
تعريف وزارة الخارجية
الامريكية: العنف المتعمد الذي تقوم به جماعات غير حكومية او عملاء سريون بدافع سياسي
ضد اهداف غير مقاتلة ويهدف عادة للتأثير على الجمهور)).
3. تعريف وزارة
الدفاع الامريكية ((فهو الاستخدام المدروس للعنف او التهديد باستخدامه لاشاعة الخوف
بغرض اجبار او اكراه الحكومات او المجتمعات على تحقيق اهداف سياسية او دينية او ايدلوجية)).
4. الاتفاقية العربية
لمكافحة الارهاب القاهرة عام 1998 ((كل فعل من افعال العنف او التهديد به ايا كانت
بواعثه او اغراضه ويقع تنفيذا لمشروع اجرامي فردي او جماعي ويهدف الى القاء الرعب بين
الناس او ترويعهم بايذائهم او تعريض حياتهم او حريتهم او امنهم للخطر او الحاق الضرر
بالبيئة او بأحد المرافق او الاملاك العامة او الخاصة او احتلالها او الاستيلاء عليها
او تعريض احد الموارد الوطنية للخطر)).
5. وعرف المشرع
العراقي الارهاب في قانون مكافحة الارهاب رقم 13 لسنة 2005 بانه ((كل فعل إجرامي يقوم به فرد أو جماعة منظمة استهدف
فردا أو مجموعة أفراد او جماعات او مؤسسات رسمية او غير رسمية أوقع الأضرار بالممتلكات
العامة او الخاصة بغية الإخلال بالوضع الأمني او الاستقرار او الوحدة الوطنية او إدخال
الرعب والخوف والفزع بين الناس او إثارة الفوضى تحقيقا لغابات إرهابية )).
اهداف الارهاب:
1- ان اهداف الارهاب تكمن في عملية الربط ما بين الهدف
من الارهاب والقضية الدافعة له بغض النظر عن صحة هذا الدافع، وتتفاوت
اهداف الارهاب
ما بين الاهداف قريبة المدى والاهداف بعيدة المدى تبعا لمخططي الارهاب.
أ . الاهداف قريبة
المدى.
(1) الحصول على
الاعتراف سواء داخل الدولة او على المستوى العالمي من اجل قضية ما.
(2) اجبار الحكومة
على القيام باجراءات معينة تؤدي الى كراهية الشعب لها وربما تؤدي الى حدوث عدم استقرار
في البلد.
(3) احراج او اضعاف
او مضايقة السلطات و الاجهزة الامنية او العسكرية.
(4) غرس مفهوم
عدم قدرة الحكومة على حماية مواطنيها لدى الشعب.
(5) اثبات وجودهم
عن طريق اظهار قوتهم وحقيقة تهديدهم.
(6) تأجيل او تعطيل
القرارات السياسية او القوانين.
(7) التسبب في
الاضطرابات على اختلاف انواعها.
(8) اطلاق سراح
المعتقلين من السجون،سواء كانوا سياسيين أو أفراد المنظمة الذين القي القبض عليهم في
عمليات سابقة.
(9) الرغبة في
الانتقام.
(10) الحصول على
الأموال لتمويل نشاط المنظمة وتجنيد أفراد جدد للعمل فيها.
(11) تامين خروج
الأفراد القائمين بتنفيذ العملية الإرهابية بعد الانتهاء من التنفيذ وذلك لتحقيق أخر
المراحل التي تؤدي إلى نجاح العملية الإرهابية.
ب . الاهداف بعيدة
المدى.
(1) احداث تغيير
جذري في الدولة مثل الثورة او الحرب الاهلية، مما يؤدي الى تقييد نظام الحكم او خلق
حرب ما بين الامم.
(2) التأثير على
صنع القرار المحلي او القومي او العالمي.
(3) الحصول على
الهوية السياسية.
(4) تحويل ميزان
القوى لصالح قوات ثورية داخلية.
2- من خلال الاهداف
والدوافع والاسباب للإرهاب الدولي تتضح لنا انواع المنظمات الارهابية وهي كما يلي:
أ . منظمات ذات
ابعاد سياسية. وهذه تعتمد على دول اخرى في نجاح برامجها وتقوم على اساس تحقيق اهداف
ثورية باستخدام العنف والارهاب.
ب . منظمات وطنية
او عرقية.
جـ . منظمات دينية.
هي المنظمات التي تبحث عن العدالة الثورية او التغيير الاجتماعي عن طريق العنف والارهاب.
د . منظمات ايديولوجية.
تبحث عن الوصول الى نظام معين يتفق مع اراءها.
هـ . منظمات منفية.
وهي ذات طموحات تتعلق بالوطن الام.
تسلسل العملية
الارهابية:-
1 _ لا بد للعملية
الارهابية من المرور بالمراحل التالية:
أ . مرحلة ما قبل
الحادث. وتشتمل على ما يلي:
(1) التخطيط المفصل
لكل جوانب العملية.
(2) الاستطلاع
وجمع المعلومات الكاملة والحديثة عن الهدف.
(3) التدريب المفصل
على كيفية تنفيذ العمل طبقا للخطة الموضوعة.
ب . مرحلة البدء.
وتشتمل على الحركة الى الهدف بشكل سري حيث يتحرك المنفذون اما بشكل فردي او جماعات
صغيرة مع استخدام وثائق اثبات مزيفة، اما بالنسبة للاسلحة والذخائر فترسل قبلهم وتخبأ
في مكان قريب من مسرح العملية وقد تكون مصادر هذه الاسلحة والمعدات من قبل الدول التي
تتعاطف مع الارهاب.
جـ . مرحلة التنفيذ
أو ( السيطره على الهدف ). تتميز هذه المرحلة بتقديم الطلبات وما يصاحب ذلك من دعاية
كبيرة في وسائل الاعلام وخلال هذه المرحلة يلجأ الارهابيون لتقديم مطالب معينة والتي
غالبا ما تكون غير معقولة وتتطلب صلاحيات قد تكون مرتبطة مع اعلى سلطة في البلد واحيانا
تتطلب تلك الصلاحيات التشاور مع بلدان لها علاقة بالمطالب الارهابية. ثم بعدها يبدي
الارهابيون استعدادا للتنازل عن بعض المطالب تدريجيا وحسب تطورات الموقف واسلوب التفاوض.
د . مرحلة الاوج.
وتعني نهاية العملية سواء نجح الارهابيون في تحقيق اهدافهم ومطالبهم او لم تنجح العملية
بسبب القضاء على الارهابيين او استسلامهم.
هـ . مرحلة ما
بعد وقوع الحادث. في هذه المرحلة يتم تقييم العملية وآثارها، بغض النظر عن مدى نجاح
العملية او فشلها، حيث يعقد اجتماع لجميع اعضاء الجماعات التي شاركت في العملية لبيان
نقاط القوة والاستفادة منها ونقاط الضعف وتجنب تكرارها مستقبلا، وبالتالي استخلاص الدروس
المستفادة منها وتعميمها على بقية المنظمات الارهابية.
ارهاب دولة: يشير
مصطلح ارهاب الدولة إلى أعمال الإرهاب التي تقوم بها الدولة ضد دولة أجنبية أو الشعب.
تعرف الموسوعة
البريطانية على الإنترنت الإرهاب عموما على أنه "الاستخدام المنتظم للعنف لخلق
مناخ عام من الخوف في عدد السكان، ومن ثم تحقيق هدف سياسي معين"، وتنص على أنه
"الإرهاب غير معرف قانونيا في جميع الأزظمة القضائية." وتضيف الموسوعة أن
"إرهاب المؤسسات، وكثيراً ما يسمى إرهاب الدولة أو الإرهاب الذي ترعاه الدولة،
يشير إلى العمل من قبل الحكومات - أو أكثر غالباً من قبل الفصائل داخل الحكومات - ضد
مواطني تلك الحكومة ممن هم ضد هذه الفصائل داخل الحكومة، أو ضد مجموعات أو حكومات أجنبية" لإرهاب الدول تاريخ
طويل. على سبيل المثال، كتب أرسطو بأن الإرهاب استخدم من قبل الطاغية ضد رعاياه. ومن
النماذج الأحدث من إرهاب الدولة هي من مثل الدولة البوليسية التي كانت سائدة في بداية
الاتحاد السوفياتي في العشرينات من القرن الماضي، والنظام النازي في ألمانيا في الثلاثينات
والاربعينات.
ايران والعراق
وسوريا وكوريا الشمالية وغيرها من الدول.
ويقول مارتن غوس
في فهم الإرهاب: التحديات والآفاق، والمسائل، إن عمل المنظمات مثل منظمة العفو الدولية
ومرصد حقوق الإنسان هو من بين "النهج إلى تحليلات لإرهاب الدولة التي تعتبر مفيدة
لتقييم مختلف أنواع العنف الذي ترعاه الدولة". وحددت منظمة العفو الدولية الرئيسية
أشكال إرهاب الدولة بالاحتجاز التعسفي، والمحاكمات غير العادلة، والتعذيب، و القتل
السياسي أو الإعدام خارج نطاق القضاء. "
الحرب على الارهاب:
الحرب على الإرهاب
وتسمى أيضاً الحرب العالمية على الإرهاب ويطلق عليه البعض تسمية الحرب الطويلة هي عبارة
عن حملة عسكرية واقتصادية وإعلامية تقودها الولايات المتحدة وبمشاركة بعض الدول المتحالفة
معها وتهدف هذه الحملة حسب تصريحات رئيس الولايات المتحدة السابق جورج دبليو بوش إلى
القضاء على الإرهاب والدول التي تدعم الإرهاب. بدأت هذه الحملة عقب هجمات 11 سبتمبر
2001 التي كان لتنظيم القاعدة دور فيها وأصبحت محوراً مركزياً في سياسة الرئيس الأمريكي
السابق جورج و. بوش على الصعيدين الداخلي والعالمي وشكلت هذه الحرب انعطافة وصفها العديد
بالخطيرة وغير المسبوقة في التاريخ لكونها حرباً غير واضحة المعالم وتختلف عن الحروب
التقليدية بكونها متعددة الأبعاد والأهداف.
في مايو 2010 قررت
إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما التخلي عن مصطلح "الحرب على الإرهاب"
والتركيز على ما يوصف بـ"الإرهاب الداخلي"، وذلك في استراتيجيتها الجديدة
للأمن القومي. ونصت الوثيقة على أن الولايات المتحدة "ليست في حالة حرب عالمية
على "الإرهاب" أو على "الإسلام"، بل هي حرب على شبكة محددة هي
تنظيم القاعدة و"الإرهابيين" المرتبطين به.
الاهداف الرئيسية
للحرب على الارهاب:
استنادا على منشورات
معهد الدراسات الأستراتيجية وهو معهد بريطاني تأسس عام 1958 فان الأهداف الرئيسية للحرب
على الإرهاب يمكن تلخيصها بالنقاط التالية:
1- قطع الملاذ الآمن للإرهابيين للحيلولة دون إنشاء
معسكرات تدريب أو رص صفوف أعضاء ما يسمى بالمجموعات الإرهابية.
2- قطع تدفق الدعم المالى لما يسمى بالمنظمات الإرهابية.
3- إلقاء القبض على المشتبهين بانتماءهم إلى ما يعتبر
مجاميع إرهابية.
4- الحصول على المعلومات بطرق مختلفة مثل الاستجواب
والتنصت والمراقبة والتفتيش.
5- تحسين مستوى أداء أجهزة المخابرات الخارجية والأمن
الداخلي.
6- تقليل أو قطع الدعم من المواطنيين المتعاطفين لما
يسمى بالمجموعات الإرهابية عن طريق تحسين المستوى المعيشي وتوفير فرص العمل.
7- الاستعمال الكثيف لأجهزة التنصت لكي يكون اعتماد
ما يسمى بالمجاميع الإرهابية على الوسائل البدائية البطيئة في التواصل ونقل المعلومات.
8- إقامة علاقات دبلوماسية متينة مع حكومات الدول التي
تشكل جبهة للحرب ضد الإرهاب.
و هذه النقاط المذكورة
من قبل المعهد تظهر بوضوح مدى تشعب هذا النوع من الصراع حيث أن هناك جهود عسكرية واقتصادية
واستخباراتية وأمنية ودبلوماسية حكومية ودبلوماسية شعبية يجب التنسيق بينها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق