حلــــــم حيـــاتي ...
طيـــــــارة ورق !!!!!
بقلم : ياســـر عـــامــــــر
ايام زمان وانا
عيل صغير سنا فقط وليس عقلا عندما كنا نلعب معا ونحن نــــــــــــكاد
نتخطي مرحلة الطفولة
بجمالها وعدم مسئوليتها
وإدراكها، إلى مرحــــــــــلة الصبـــــــا
ومراهقتها المتعبه
، وكانت تستهويني لعبة جميلة جدا وهي لعبة الطيارة الورق حيث كنا نشاهد من يكبرنا ببضع
سنوات وهو يحمل طائرته الورقيه التي صممها على هواه ووفقا لإختياراته وذوقه وشخصيته
، حيث كان كل شخص يصمم طائرته الورقيه بنفسه ، ويتباروا ويتنافسوا في شكل الطائرات
من حيث الحجم والألوان والقدرة على بقائها مدة أطول في الجو ، بل وقدرته هو على التحكم
في الطائرة وهي تقاوم الرياح دون أن تتمزق وتسقط أجزاء ، وكم كنت أحس بالسعادة البالغة
وأنا أشاهد تلك الطائرات الورقيه ترفرف في عنان السماء وترتفع رويدا رويدا عاليا وأري
ذيلها الطويل الجميل ، واشعر كأنها حيوانا منويا يبحث عن البويضه ليقوم بتلقيحها منتجا
حياة جديدة ، وكم كنت اقدر شخصا معينا وأنا أشاهد طائرته من فوق سطح منزلي وقد أحبه
من طائرته رغم انني لا أراه .
وحاولت مرارا وتكرار أن أصنع طائرة لي لأدخل بها سباق
الطائرات حيث كنا نجتمع في مساحة واسعه من الأرض الفضاء ، وكأنه يوم العيد لنتباري
كلا بطائرته ، ولكنني فشلت مرة ومرة وتكرر الفشل عدة مرات ، ورغم أن خامات صنع تلك
الطائرة كانت رخيصة جدا وقتها وكنت أوفر ثمنها من مصروفي اليومي الذي كان يبلغ عدة
قروش لا أكثر إلا أن هناك نقاط فنية بها حيث
كان ما يعرف بميزان الطائرة والذي يساعدها على الإرتفاع قبل أن يحملها الهواء عاليا
، وكم كنت أستعين بذوي الخبرة مما يكبروننا سنا ، إلا أن في كل مرة يتكرر مشهد إرتفاع
الطائرة قليلا ثم تسقط بقوة ناحية الأرض لتتحطم ، وكنت أبكي بكاءا شديدا ، وأسمع أن
طائرتي صغيره لا تقوي على الطيران ومجابهة دفع الهواء لها ، وغير متزنه لأني لم استطع
أن أشتري نوع معين من الورق المقوي وأيضا نوع معين من خشب البامبو أو الغاب حيث هو
الوحيد الذي يسمح للطائرة بالطيران لخفة وزنه ولانه مجوف ، وكم بت ليال طويله أحلم
بطائرتي وكأنها تحلق ثم اشعر بالحسرة عندما أري طائرات أصدقائي عاليه وأحس كأنهم يحلقون مع طائراتهم
والآن بعد أن مر على تلك الأحداث أكثر من ثلاثون عاما ، واصبحت أقف بجانب الطائرات
الحقيقية بكل اشكالها وألوانها وجنسياتها وأحجامها المختلفه ، كم أتذكر طائرتي الورقية
التي لم أسطتع التحليق بها ، وكم من ليال تمر علي وأنا أنام وأحلم وكأني ممسكا حبل
الطائرة في يدي اتحدي بها الهواء حاملة أحلامي معها لعنان السماء ، ولكني أستيقظ وأجد
نفسي ويدي خالية الوفاض ليست ممسكة بحبل الطائرة الورقيه ، بالرغم من إمتلاكي حاليا ثمن
مكونات الطائرة الورقيه إلا أنني أيضا لا أستطيع أن أمتلك واحدة ، فلا يوجد حبل دوبار
، ولم يعد هناك أراضي ومساحات شاسعه لطيران الطائرة الورقيه ، ولم يعد هناك وقت فراغ
، حتى الصبر في إتمام عملها ذهب هباءا ، ونسيت
كيف أصنع ميزان الطائرة ، وإستيقظت فوجدت أحلامي وقفت عند ذلك الحد متمنيا طيارة ورق.
0 التعليقات:
إرسال تعليق