سيــــادة الرئيـــس..
أعقلهـــــا وتـــوكـــــل
بقـلم / هبــــه عبـــد
العــــزيــــــز
فى حياة الأوطان
أحداث ومواقف عالقة بالذاكرة, تشعر مع بعضها أن الوفاء للوطن صار بضاعة راكدة عند البعض,
الا أنه عند البعض الاخر لايزال يمنح الطاقة على الإستمرار فى الحياة, وذكريات آخرى تجبرك على أن تتذكرها وأنت خاشعا لها
متطهرا, إحتراما للتضحيات وللألم الإنسانى الذى علق على جدار الوطن. لذلك فالتدوين
فى دفتر الذكريات يحفظ للأحداث حيويتها, حتى لا تفقد الأسئلة مضمونها, وثم تفقد الإجابات
معانيها.
فبقدر ما كانت
ثورة ال٢٥من يناير مطلب للشرفاء من أبناء الوطن, وللخلاص من نظام شاخ على كرسى السلطة,
بينما الدنيا من حولنا تنطلق نحو المستقبل. وبقدر من أنها حلم لشباب أراد أن تستيقظ
بلاده لتحتل مكانتها التى تستحقها بين الدول, بقدر ما كانت فرصة غير مسبوقة لجماعات
إتسمت بالإسلام وهو منها براء, فرصة لهؤلاء الخورارج لهدم دول مركزية وتقيطع أواصلها, ليسهل فيما بعد رسم
خرئطها لتحقيق مصالح مشتركة مع أعداء الوطن.
فأحداث الأربعاء قبل الماضى نزعت الأقنعة عن قلة
كانت تتخفى خلفها قلة أقل منها وربما أكثر, خائنة من الطابور الخامس فى وسائل الإعلام,
والتى ما باتت تضرب الدفوف للأحداث التى وقعت فى ذلك اليوم, والتى نسبت تقاريرها الإخبارية
لجماعات الشر. وهنا فإن هذه القلة لا تعنينا فى شيء, وإن ما يعنينا هنا هو هؤلاء الإعلاميون
الدين أرتجفت آواصلهم وهم يتناولون تلك الأحداث, دون أن يتحروا الدقة من مصادرها الرسمية,
فما باتو إلا وأمنوا بها, غير عابئين بكذب هذه الأخبار, وما يمكن أن تسببه للدولة على
الصعيدين الخارجى والداخلى من اضطراب, لتنال من الروح المعنوية للشعب. هؤلاء القوم
هم من أصحاب الأعراف. فالننقذ أنفسنا من الحيرة فى أوقات الريبة, ولابد من الإعتصام
بوحدة الصف فى خندق الوطن, أو أن نكون فى خندق أعداءه, فالمواطن المصرى فطن كثيرا لأصحاب المواقف التى لا
تسمن من جوع.
مطلوب منا الأن
ألا نخون قناعتنا ولا نبيع مصالح الوطن, من أجل الظهور فوق خشبة المسرح بمثالية خائبة تهدر مصالح الوطن, من أجل تصفيق أجوف, نخون
به أرضنا بأيديوجيات كانت بشير عصر قادم, فأصبحت مخدر عصر مضى. إن دهشتنا كانت كبيرة
لكبر الحدث والتنسيق غير المسبق لهذا النوع من الحروب الجديدة "الجيل الخامس"
من الحروب, نظرا لهذا التنسيق ما بين القائمين على العمليات الإرهابية ومنفذيها, وما
بين القنوات الإخبارية والمواقع على شبكات التواصل الإجتماعى, فالإعلام المتواطئ كان
مهيئا لهذه الأحداث تماما, والعديد من أجهزة
المخابرات على علم مسبق بها.
إن الهجوم المتزامن
على ١٩موقع أمنى فى وقت واحد, و بهذا الإتساع الجغرافى, و هذا العدد من المهاجمين, وهذه الأعداد للسيارات المفخخة والمجهزة ببعض الأسلحة
المثبتة, إنما يجعل تساؤلتنا مشروعة, ليس عن نجاح قواتنا المسلحة فى دحرهذا الهجوم, ولكن تقاس النجاحات الأمنية بمقدراتها على التوقع
والوقاية واجهاض الحوادث الارهابية قبل حدوثها.
إن هذا التناقض
الهائل ما بين بطولات جيش وتضحيات شعب, وما بين هذا الفشل الإعلامى و الثقافى والخطاب
الدينى يجب الوقف أمامه, لوضع الحلول الحاسمة, للقضاء على هذا المرض, فالدولة فى أمس
الحاجة لجراحة عاجلة لإزالة هذه الأمراض العالقة على جسد الوطن.
فالأحداث السابقة
تثبت يقينا على وجود تربة خصبة ومصانع قادرة على إنتاج أجيال جديدة من الإرهابيين,
وإن أول الطرق للقضاء على الإرهاب, هو القضاء على أصله, والذى يتمثل فى فكرته, فإن أستطعنا القضاء على هذه الفكرة الشيطانية, سنستطيع حينها القضاء كل التنظيمات التى تمارس الإرهاب,
فإن أستطعنا القضاء على الفكرة إختفت الظاهرة. كما إن إقامة العدل والعدالة الإجتماعية
بين أطياف المجتمع تجرف هذة البيئة الخصبة
التى ينمو و يزدهر فيها الإرهاب والتطرف الدينى.
إن الأحداث التى
تشهدها مصر الإن بمثابة أعلان حرب على الدولة المصرية, من تنظيمات أسآت إستخدام الدين
وطيعته لخدمة أهدافها, التى تزاوجت مع أهداف وأطماع دولية وإقليمية, وما الحرب إن لم
يكن ما يحدث فى مصر الأن!!! إن بناء الدولة
وحتى هدمها مسألة مليئة بالدماء والضحايا و الخسائر التى يسعى العقلاء لمنعها أو التقليل
من أثارها المدمرة للمجتمع.
والأن سيادة الرئيس
قد آن آوان (حكومة الحرب) لمواجهة التحديات التى تواجهها مصر, حرب على مصانع إنتاج
الإرهاب, حرب على الخطاب الدينى المهترىء, حرب على تحالف المماليك والبيروقراطية ,
حرب على الثقافة الفاسدة, حرب على سوء الأخلاق التى أبتلى بها المجتمع.
سيادة الرئيس إن
العام المنصرم على توليك رئاسة الدولة أظهر للكافة مدى وطنيتك وحرصك الشديد على العبور
بالوطن الى مستقبل مستقر ومزدهر, يحيى فيه المصريين حياة كريمة.
وحيث انك سيادة
الرئيس الشخص الذى بإمكانه تنفيذ تطلعات الشعب نحو بناء الدولة المصرية واللحاق بركب
التقدم الحضارى,لدا فأن توليك رئاسة الوزراء بالإضافة لرئاسة الدولة هو الضمانة للإحتفاظ بظهيرك الشعبى الذى يعد رصيدك الوحيد ضد
قوى الشر التى تحيك المؤامرات بالدولة .
سيـــادة الرئيـــس أعقلهـــــا
وتـــــوكـــــل
0 التعليقات:
إرسال تعليق