المالكي والوصاية الدولية على السعودية
بقلم
/ المحامي سركوت كمال علي
اتهم
نوري المالكي في الجلسة الإفتتاحية لمؤتمر
الجمعية العمومية للمجمع العالمي لأهل البيت الذي يعقد في طهران من 15-19/اب
كلا من
السعودية واسرائيل بانهما" الراعيان الرسميان للإرهاب: المملكة السعودية،
وقاعدتها العقيدية: (الوهابية)، والكيان الإسرائيلي وقاعدته العقيدية: (الصهيونية( واضاف"وهنا أؤكد ضرورة
تسمية الأسماء بمسمياتها، وطرح الأمور كما هي؛ دون مجاملات سياسية؛ طالما نحن نعيش
أجواء البحث عن حلول لأزماتنا, وبخلافه ؛ سنبقى نناقش الأمور خارج السياقات
الواقعية. وعليه ؛ لابد من إعادة التأكيد على أن أكبر مشكلتين تواجهان مدرسة أهل
البيت ( عليهم السلام ) في كل مكان ؛ بل المسلمين جميعا؛ هما العقيدتان اللتان
زرعتهما وزارة المستعمرات البريطانية في قلب العالم الإسلامي؛ وهما:
الأولى:
العقيدة الوهابية؛ التي تستثمر كل الوسائل والتقنيات وفي كل المجالات؛ لضرب أتباع
مدرسة أهل البيت وكياناتهم الدينية والثقافية والمجتمعية والسياسية في الصميم.
فهذه
العقيدة لاتختلف معنا سياسياً؛ بل وجودياً؛ إذ تعدّ إجتثاثنا ثابتاً ايديولوجياً
لديها، ويدخل في صلب أمنها العقيدي والقومي.
ومن
هنا فإن أية محاولات عسكرية أو سياسية أو إعلامية للقضاء على الجماعات التكفيرية
الإرهابية لن تكون ذات جدوى؛ لأن القاعدة وطالبان والشباب وبوكو حرام والنصرة
وداعش وانصار الاسلام وأنصار الشريعة وجيش الصحابة وغيرها؛ هي أفراخٌ شرعيةٌ
للعقيدة الوهابية؛ تم إنتاجُها عقيدياً ومالياً ومخابراتياً في المملكة السعودية.
ومن
أراد القضاء على هذه الجماعات؛ فليقم بإزالة مصانع تفريخها وإنتاجها وتمويلها
وتوجيهها.
وهكذا
فإن أي محاولة للتقارب مع هذه العقيدة أو تخفيف غلوائها وإستمالتها؛ هو نوع من
الوهم والعبث وضياع الوقت.
ونرى
إن الحل الوحيد الذي من شأنه كبح جماحها وتخفيف إنتشار شرورها؛ هو العمل بكل جد
وجهد لمقاطعتها وفرض الوصاية الدولية عليها؛ بالوسائل القانونية والسياسية
والإقتصادية والإعلامية.
الثانية:
العقيدة الصهيونية؛ وهي العقيدة الإرهابية الرديفة للعقيدة الوهابية ؛ ولاسيما بعد
أن تكاملا وتحالفا خلال العقد الثالث من القرن العشرين الميلادي ؛ لتحقيق هدف
بريطانيا في زرع كيانين دخيلين في المنطقة الإسلامية ؛ ليكونا الخندقين الأماميين
لحرب الإستكبار الغربي ضد أمتنا الإسلامية.
فإسرائيل
هي الأخرى تستهدف المسلمين عموماً وأتباع مدرسة أهل البيت خصوصاً في كل مكان وبكل
السبل؛ لأنها تعدّهم المعارضة الوجودية لها أيضاً.
ولاتقتصر
جرائمها على الحروب العسكرية والقتل والإستيطان والإحتلال؛ بل تتسع لكل تفاصيل
وضعنا الفكري والثقافي والإعلامي والسياسي والإقتصادي.
ومن
هنا؛ يخطيء خطأ فادحاً من يعتقد بإمكانية التعايش مع الكيان الإسرائيلي؛ لأن هذا
الكيان لديه مشروع إجتثاثي؛ فهو يستهدفنا حتى لو صمتنا عنه وأدرنا أظهرنا اليه؛
حالُه حالَ أيِّ وباءٍ ينتشر ويفتـك دون إستئذان ودون سابـق إنذار.
وبالتالي؛ ينبغي معالجة الخطر
الوجودي الصهيوني بنفس صيغ معالجة الخطر الوجودي الوهابي.
وليس
غريباً أن يحوِّل الإستكبار الغربي الحاضنتين الواقعيتين للوهابية والصهيونية؛ الى
قاعدتين متقدمتين لحربها الشاملة ضد مقدرات الأمة وتنفيذ مشاريعها الإقليمية.
وليس
غريباً أيضاً أن نتلمس اليوم الإعلان التدريجي عن التحالف السعودي الإسرائيلي ضد
جبهة الممانعة ؛ برعاية غربية مباشر.
واضاف
المالكي ب"إن تحدي الغزو الطائفي الوهابي والغزو العنصري الصهيوني ؛ ليس
تحدياً خارجياً؛ لأنه ليس غزواً من الخارج وحسب؛ بل غزو من الداخل والخارج؛ فهو
يوظف عناصر محلية من مختلف الإختصاصات والمهن والمناصب والإنتماءات القومية
والمذهبية والفكرية والسياسية؛ لتقوم بتنفيذ أهداف الغزو؛ وفي مقدمها أمننا المجتمعي وأمننا الثقافي وعقول أبنائنا
وأساليب عيشنا ومقدراتنا الإقتصادية وكياناتنا السياسية ونمونا العلمي.
ومن
أجل إحباط هذا الغزو؛ ينبغي أن نعد له كل ما نستطيع من تحرك دولي وعمل قانوني
وحراك سياسي وفعل إقتصادي وتركيز إعلامي".
ومن
المقتطفات السابقة لكلمة نوري المالكي فانه يتهم علنا المملكة العربية السعودية
بالارهاب ويطالب بفرض الوصاية الدولية عليها بالوسائل القانونية والسياسية
والاقتصادية والإعلامية, وهي ليست المرة الاولى الذي يتهم فيه نوري المالكي
المملكة العربية السعودية بدعم الارهاب والمطالبة بوضعها تحت الوصاية الدولية.
ففي
مقابلة تلفزيونية أجرتها معه إحدى الفضائيات العراقية المحسوبة على حزبه في
22-7-2015: قال نوري المالكي بان "جذر الإرهاب وجذر التطرف وجذر التكفير هو
من المذهب الوهابي في السعودية"، معتبرا أن "الحكومة السعودية غير قادرة
على ضبط هذا التوجه الوهابي التكفيري".. "وبسبب عجزها فأنا أدعو أن تكون
السعودية تحت الوصاية الدولية وإلا سيبقى الإرهاب يتغذى من أموال السعودية"
وينمو على حساب السعودية وبيت الله الحرام".. "العالم يحتاج لعلاج مشكلة
الإرهاب في السعودية كما يسعى لحلها في العالم".
0 التعليقات:
إرسال تعليق