حق
الشهيد والجيل الثالث للارهاب
بقلم
: هبــه عبـد العـزيــز
الوطنية هى عين
الايمان, وهى معنى للوحدة والتكامل والتكافل والاخلاص, فحين سمع رسولنا الكريم محمد(ص)
وصف مكة من رجل يدعى"أصيل"فجرى دمعه حنينا اليها وقال: (يا أصيل دع القلوب
تقر) فدكر بلده الحبيب أثار حنينه وشجنه.
هكدا تعلمنا من نبينا العظيم معنى الوطن والوطنية.
فالوطن ليس حفنه تراب كما قال "سيد قطب"مفكر جماعة الاخوان الارهابية, تلك
الجماعة التى خرج من تحت عباءتها الارهاب الاسود, والدى نعانى ويلاته, وقد قسم المحللون التنظيمات التى تمارس الارهاب
الى:
الجيل الاول:
(التنظيمات المركزية الكبرى) وتضم الجماعة الاسلامية وتنظيم الجهاد, وقد بدأ نشاطه فى أوائل السبعينات, وأنتهى باعلان
مبادرة وقف العنف, ثم وثيقة ترشيد العمل الجهادى, مرورا بالمراجعات الفكرية, ووصولا
الى الانخراط فى العمل السياسى بعد ثورة 25 , وأخيرا الاصطفاف حول جماعة الاخوان بعد
عزل المعزول محمد مرسى.
الجيل الثانى:
(الجبهة الأسلامية العالمية لمحاربة اليهود والصليبيين) أو ما عرف ب "تنظيم القاعدة"
والتى تزعمها "أسامة بن لادن"عام 1998م, ويقصد بالجيل الثانى للارهاب (عولمة
الجهاد), حيث اشتراك عدة تنظيمات على مستوى العالم الاسلامى مثل الجهاد المصرى, وبعض
القيادات الهاربة من الجماعة الاسلامية الى الخارج, وقام هدا الجيل بعدة عمليات أرهابية
فى الداخل المصرى, واتخدت وقتها الحكومة الاجراءات للقبض على بعض من قياداته وعناصره
بالخارج, فيما عرف بعمليات العائدون من ألبانيا وأفغانستان.
وأما الجيل الثالث:
(العنف العشوائى) وضم عدد من التنظيمات الصغيرة العشوائية مثل "التوحيد و الجهاد",
ومعظم التعاملات بين أفراده تتم من خلال الانترنت, وتعتمد على عنصر المفاجئة فى القيام
بعملياتها, ومن العمليات التى قام بها تفجيرات الازهر والحسين وشرم الشيخ ودهب و......
وبالرغم من وجود
الأختلافات مابين تلك الأجيال الثلاثة للارهاب,الا أنه يربط فيما بينهم سمات أساسية,
فكل تلك التنظيمات تشترك فى حمل دوافع أنتقامية, فقد كانوا يروا فى البداية أن التيار
الاسلامى يتم العمل على أقصاؤه, وأن هناك رفض وكراهية للمشروع الاسلامى أو نظام الحكم
الاسلامى من قبل أجهزة الدولة والمعارضة ودلك قبل 25 يناير, وزاد من هده الدوافع الانتقامية
أكثر, الترويج لتعرضهم لمدبحة أثر فض أعتصامى رابعة والنهضة. فقد رأيناهم يسعون للوصول
الى السلطة من أجل "اقامة الدولة الاسلامية",وبوصولهم للسلطة بالفعل سرعان ما تسرب الحلم من بين أيديهم, كما حدث فى مصر وتونس مع جماعة الاخوان
الارهابية وقريبا فى تركيا بأدن الله .أيضا قد كان فى السابق موقفهم من العملية الديموقراطية
والانتخابية غيرواضح ومضطرب, ودهب البعض الى
تحريم المشاركة فى الانتخابات, وحتى من أجاز المشاركة, فكان يتخوف من عدم نزاهة العملية
الانتخابية, ووصل الحد من التطرف الى أنهم يصرحون الان بأنهم يستخدمون العنف للدفاع
عن أصوات الناخبين الدين أدلوا بأصواتهم للمعزول" محمد مرسى". ونجد أيضا
أن هده التنظيمات تحاول ربط نشاطها بحركة "الجهاد العالمى". كما وتستند تلك
التنظيمات حاليا أيضا الى ما يعرف بخطاب" المظلومية الكبرى"والدى أخدوا فى
الترويج له بعد عزل مرسى وفض اعتصامهم المسلح. ويمكننا القول فى النهاية بأن تلك التنظيمات
الارهابية تمارس العنف فى أطار مرجعية دينية, للوصول الى أهدافها فى السلطة والحكم,
ودلك بمساعدة قوى عظمى تشعل وتستغل كل ما يحدث على الارض, لتحقيق أهدافا لها فى المنطقة.
وكما دكرنا سالفا
ونكررها مرارا, أننا فى حالة حرب ضروس مع الارهاب , وأن تلك الموجة التى نواجهها من
الارهاب "الجيل الثالث للارهاب"هى أخطر وأشد مما تعرضنا له فى السابق, وفى
هدا السياق لابد لنا من أن ندعم و نتوجه بالشكر لقواتنا المسلحة لقيامها بتنفيد عملية
"حق الشهيد" الان, تلك الخطة المحكمة
الأستباقية, لمواجهة الارهاب الغاشم على أرضنا, تلك العملية الوطنية التى وصفها المحلل
الأسرائيلى للشئون العربية "آفى يسسخروف" كما جاء فى تحليله بأنها
"أجراء عسكريا", وأنها تعد تغييرا نوعيا فى أتجاه الجيش المصرى لتطهير منطقة
شمال شرق سيناء من العناصر التكفيرية, فقد كان التركيز الامنى أكثر على قطاع ساحل البحر الاحمر.وقد تمكن الجيش
بالتعاون مع قبائل "الاحيوات" فى جنوب سيناء بفرض نوع من الامن و الهدوء,
الا أن قبائل آخرى فى الشمال مازال التعامل معها مستمر مثل الترابيين والسواركة والرميلات
حيث تعتبر مورد رئيسى للرجال و الاسلحة لجماعات العنف المنتشرة هناك, وقد قامت قواتنا
فى هده العملية بتصفية عدد كبير من الارهابيين , وركزت جهودها فى تضييق الخناق على
هؤلاء الارهابيين, وعدم تمكينهم من الفرار أو الهرب الى النقاط الساحلية على البحر
المتوسط, أو الى مناطق وسط وجنوب سيناء, كما وتقوم القوات بالتحرى عن قيادات هده المنظمات
والمتعاطفين معها, والقطع والتضييق على مصادر التمويل, ومتابعة مصادر التسليح والتزويد
بالدخائر والمتفجرات, و أيضا تتنبى عمليات مكافحة التجسس والاختراق الامنى والارهابى
, كما تعمل على تأمين الشبكات المعلوماتية, فقواتنا ترد بكل حزم وقوة على الارهاب مستوعبة
فى دلك كافة العوامل البشرية المحركة للعناصر الارهابية, وتقوم بالمسح والتفتيش الامنى
عن الدخائر والمتفجرات, وقطع سبل الدعم الفنى واللوجيستى التى تمتلكها العناصر المسلحة.
وتـحيــــــــا
مصـــــــــــر ....
0 التعليقات:
إرسال تعليق