خطاب البغدادى
هو نفســـة مضمــــون وأسلـــوب
خطاب مشايخ السلفية
والإخوان
بقلم فضيلة الشيخ
/ أحمد تركي
شاهدت فيديو علي
موقع اليوتيوب وهو خطبة وصلاة جمعة لزعيم الإرهاب في العراق أبي بكر البغدادي في الجامع الكبير بالموصل ، والذي
يعتبره أتباعه أميراً للمؤمنين وخليفة للمسلمين ، وهذا الرجل كما نعلم يقود عمليات
القتل والإرهاب والذبح في العراق وسوريا بإسم الله ورسوله!!
ومما شد انتباهي
في هذا الفيديو ما يلي:
1- يظهر هذا الإرهابي
وهو يصعد المنبر بثبات يتوشح الثياب السوداء تقليداً لخلفاء العباسيين الذين كانوا
يلبسون الأسود إبّان حكمهم فى بغداد، وهو بذلك
يغازل الشباب الواهم بالخلافة الاسلامية التى لا تطبق الشريعة إلا فيها ، ولا يُقام
الدين إلا تحت حكمها كما يزعمون .
كما ظهر فى احد الفيديوهات حراس مدحجون بالسلاح وفى حالة استنفار كأنهم في حرب يحرسون قائدهم.
2- أسلوب خطاب البغدادى هو نفسة مضمون وأسلوب خطاب مشايخ
السلفية والإخوان الذين ظهروا من سبعنيات القرن العشرين إلى اليوم " مجهولي النسب
العلمى " لانعرف طريقة تكوينهم وتربيتهم علمياً سوى سفرهم للخليج ورجوعهم بتعصبٍ
مذهبي ، وخطابٍ زاعق ناعق ، وتهويل فى التحريم، والتجريح فى خلق الله ، والتوسع فى
إنكار الفضل لأى أحد سواهم ومن تبعهم !!، وبالتوازى
جاؤا أيضاً بأموال لاحصر لها مجهولة الهوية والمصدر , زهدوا الناس فى الدنيا وهم رتعو
فيها كما يرتع البعير فى البريّة ،أسسوا فضائيات وصحف لنشر دعوة
هى أقرب ماتكون لمضمون خطاب البغدادى
.
لقد تحدث البغدادى
عن فضل الجهاد فى سبيل الله بإعتبار أن الأمة كلها كافرة والمجتمع مرتد والدخول فى
عقد الاسلام هو طبعا ً مبايعة الخليفة وهو نفس أسلوب الجماعات الاسلامية فى تفسير آيات
القرآن والسنة.
فما يخص الأمة
بعتبرونه يخص الجماعة فالأمة عندهم هى الجماعة وليست الأمة الاسلامية أو العربية أو
المجتمع ، والأخوة عندهم هي أخوة أفراد الجماعة وليست أخوة الإسلام ، والآيات التى
تأمر الأمة بالجهاد للذود عن عرضها وحدودها يوظفونها على أن المقصودمنها من لم يدخل فى عقد ومبايعة الجماعة !!.
راجعوا خطابات
مرشدى الاخوان المسلمين عبر تاريخهم وراجعوا مئات الخطب والدروس لمشايخ الجماعات!!
ستجدونه نفس الخطاب
ونفس النبرات ونفس المضمون.
وهذا الأسلوب حذرنا
منه – رسول الله صل الله عليه وسلم حينما قال :
" يحمل هذا
العلم من كل خلفٍ عدوله , ينفون عنه تحريف الغالين , وتأويل الجاهلين , وتحريف المبطلين
"
لقد حرفو وأولو
وجهلو وضلو.
3- لنا ان نتساءل
!! هل إقامة الخلافة الإسلامية كما يسمونها واجبة !!؟
والجواب ببساطة
شديدة أنه لا يوجد نص فى القرآن أو في السنة
يدل علي أن الإسلام يفرض طريقة للحكم وسياسة
البلادوالعباد !! خلافة أوجمهورية أو مملكة
، المهم أن يكون الحكم رشيداً .
وما ورد فى الصحيح
أن رسول الله صل الله عليه وسلم – قال :
"تكون النبوة
فيكم ماشاء الله ان تكون ثم يرفعها الله إذا شاء ان يرفعها , ثم يكون ملكاً عاضاً أو
عضوضاً فيكون فيكم ماشاء الله ان يكون ثم يرفعه الله إذا شاء أن يرفعه , ثم يكون حكماً
جبريا فيكون فيكم ماشاء الله ان يكون ثم يرفعه الله إذا شاء ان يرفعه ثم تكون خلافة
على منهاج النبوة "هذه نبوءة لرسول
الله – صل الله عليه وسلم – تبين ما سيحدث للأمة فى فترات تاريخية , ولكن لم يحدد رسول
الله – صل الله عليه وسلم – كيفية الخلافة ولاصورتها ولا صورة الحكم إنما تركها لظروف
كل جيل وعصر لقد تحدث النبى
– صل الله عليه وسلم – عن الإمام او الحاكم العادل الرحيم.
وعن القيم الحاكمة
للراعى والرعية ، وأقام صلي الله عليه وسلم مجتمعاً إسلامياً في المدينة المنورة بعد
الهجرة عام ١ ه يسوده العدل والرحمة وكل القيم الربانية التي ننشدها ، قبل أن يُشرع
الجهاد في سبيل الله من العام الثاني للهجرة ، وهذا يدحض كل مزاعم كهنة الإرهاب والتشدد
من أن الخلافة علي صورتها العباسية او العثمانية تخلق المجتمع الصالح وتقيم دين الله!!!
، بناء المجتمع الصالح يكون بالدعوة والرحمة والتسامح وبعد ذلك تتشكل الدولة بالطريقة
التي تناسب العصر والمصر وفق شئون الظروف والعصور.
إن رشد المجتمع
والناس كان قبل إقامة الخلافة الراشدة التي زكاها رسول الله صلي الله عليه وسلم في
الحديث ، فلا الخلافة دليل رشدٍ وصلاح !! ، ولا عدم وجود الخلافة دليل كفر وفجور ،
إنما المقياس الإسلامي هو إقامة العدل والأخلاق الفاضلة ، ووجود الحاكم العادل الصالح
والمسلم الذي يسلم العباد والبلاد من لسانه ويده .
ولقد صدق هذا الحديث
ماجاء فى واقع التاريخ ان المسلمين حكموا فى أكثر تاريخهم بالملك العضوص والملك الجبري
، ومع قيام دولة الخلافة فى عهد الأمويين وفى عهد العباسيين وفى عهد العثمانيين.
كثيراً ما ظلم
الناس وضاعت حقوقهم وانتهكت محارم الله!!
4- فارق كبير بين
علماء الاسلام وكهنة الدين !!
كهنة الدين يزهدون
الناس فى الدنيا ويرتعون هم فيها !!
يضيقون على الناس
فى دينهم ويشددون عليهم ولا يترخصون الا عندما يرون مصالحهم السياسية والايدلوجية
.
فى عام 98 سمعت
شريطا لبعض وعاظ السلفية يحرم فيه التصوير الفوتوغرافى وكذلك التليفزيون تحريما قاطعاً، وبعد ذلك بعده سنوات كان نجماً فضائياً لنشر ما يعتقد للوصول إلى الحكم ، والكثير من هؤلاء كان يعتبر الانتخابات من الشرك
، ثم غيرو موقفهم حتي أصبح الإحتكام إلى الصندوق
من شرع الله!!.
كهنة الدين عندما
يتراجعون عن فتاويهم وآرائهم لايتراجعون بالعلم أو عن علم !! ،إنما يتراجعون بالرخص
والضرورة ليس كما يريد الله وإنما وفق اتباع
أهوائهم.
وويل لمن عارضهم
!! سيطبقون عليه كل ما ورد فى القرآن والسنة فى الكافرين والفاسقين والأعداء !!.
لا انسى ابدا يوم
15/4/2011 وقت ان منعني بعض أفراد الجماعات من صعود منبر مسجد النور وقبلها حشدوا فى
مساجدهم للتواجد فى العباسية لاقامة شرع الله ، ولخصوا نصرة الإسلام يومها في التعدي
علي إمام مسجد ومنعه من أداء الخطبة !! وحُبست
فى مكتبى ساعتين كاملتين فصعد المنبر كاهن منهم يبشر بالخلافة ويقول إما النصر وإما
الشهادة ويتفاخر بإنتزاع المسجد من الأوقاف.
آخر فتاوى كهنة
الدين وجدي غنيم والقرضاوي وسلامة عبدالقوي تحريض الناس علي قتل الشرطة والجيش والاعلاميين
تحت شعار الجهاد والثورة !!! ، وصدق في مثل هؤلاء قول رسول الله صلي الله عليه وسلم
: "فعَن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم بِالْجِعْرَانَةِ مُنْصَرَفَهُ مِنْ حُنَيْنٍ وَفِي ثَوْبِ بِلاَلٍ
فِضَّةٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْبِضُ مِنْهَا يُعْطِي النَّاسَ فَقَالَ:
يَا مُحَمَّدُ اعْدِلْ . قَالَ: " وَيْلَكَ وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَكُنْ
أَعْدِلُ لَقَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ " . فَقَالَ عُمَرُ
بْنُ الْخَطَّابِ رضى الله عنه دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَقْتُلَ هَذَا الْمُنَافِقَ
. فَقَالَ " مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ يَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنِّي أَقْتُلُ أَصْحَابِي
إِنَّ هَذَا وَأَصْحَابَهُ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ
مِنْهُ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ " . متفق عليه
أما علماء الإسلام
فخطابهم هو المحجة البيضاء لا اعوجاج فيه ولا
مداهنة كما قال – صل الله عليه وسلم -
" الدين النصيحة قلنالمن ؟ قال :لله ولرسوله ولأئمةالمسلمين وعامتهم
".
فاحذروا ياقومي!!
: إذا كانت داعش والقاعدة وكل الجماعات الإرهابية تجند الشباب للإرهاب !! فيوجد
عشرات من كهنة الدين بأسماء مشايخ يؤهلونهم فكرياً لقبول هذا التجنيد، اللهم فاشهد
أني بلغت.
الشيخ / أحمد
تركي
مدير عام بحوث الدعوة بوزارة الأوقاف
0 التعليقات:
إرسال تعليق