البعـــــد الآخــــــــــــــــــــر

جميلة وأحبها وإسمها "شـــــــــــــــــــــــام"

بقلم :  عمـــــرو هــــــــــلال


سوريا حصن الشام , فسطاط المسلمين , باب الكعبة  كما كان يطلق عليها قديما .. هى الان ألم السنين جرح من جروح العرب الكثيرة المتراكمة على مر السنين ..  أهنيت فيها الكرامة والأنسانية .. دمرت أرضها الطاهرة .. شردو ويتمو أطفالها .. هتكت أعراضها ورملت نسائها  ... حرقوا الورد ياشااااام...!  أربع سنوات .. كانت كفيلةً بِأخذ أغلى ما يملك السوريين في هذه الدنيا  كفيلةً بِأخذ كُلِ شَيء ، أحباؤهم .. أصدقائهم .. أهلهم .. منهم من اِفترقوا عن  بعضهم البعض بغير رجعة ،، ومنهم من أصبحوا لا يعرفون أخبار بعضهم البعض إلا من خلال الانترنت .

أربع سنوآت أخذت معها كُلَ أحلامهم التي لطالما حلموا بهآ يوماً ، أحلامهم التي كنا بصدد تحقيقها في تلك السنوات الأربع أصبحت رماداً كـمنازلهم الآن .

أربع سنوات أخذت أحباء كانوا يتشاركون فى تفاصيل الحياة ، فجأة وبدون إنذار ذهبوا كالصديق الذى سافر دون أن يودع صديقه الوداع الآخير . 

أربع سنوات شدرت الملايين وقتلت ملايينً أخرى !! أربع سنوات كُنَّ أفظعَ من أيام النسكة والنكبة والحروب العالمية أجمع تلك التي نقرأها في التاريخ !! في الأربع سنوات الخالية كبرت أعمار الأطفال  أكثر من أعمارهم بكثير من طفل كان لايفقه شيئاً إلا لعبته .. أصبح مُلماً بـِكل أنواع الدبابات والطائرات وأيها أكثر فتكاً !! أربع سنوات لايحسدون عليها ... سيذكرهآ التاريخ شاء من شآء وأبى من أبى .

أربع سنوات سيذكر فيها التاريخ صمود الشعب السورى الباحث عن الحرية والكرامة  الإنسانية ، سيذكر أنهم تحدوا أسداً معه كُلُ كِلاب الأرض شرقاً وغرباً عجماً وبعض ممن يطلق عليهم عُربا ، سيذكر التاريخ أيضاً آخرين من بعض ما يُسَمَونَ عُرباً أفعالهم لليهود أقرب من أن يسمَّو عَرَباً ! سيذكر التاريخ أن السوريين فقدوا الغالى والرخيص ،، سيذكر أنهم أكلوا كل شئ لا يمكن أكله لسد حاجتهم للطعام.


أربع سنوات لن تستطيع هوليود العالم تصوير أو تخيّلَ ما جرى فيهآ ، أربع سنوآت وتلك الحربُ لم تنتهي بَعد ! وهنا أذكر لكم سبب مقالى هذا  وهو لقاء بالصدفة لي منذ أيام قليلة بطفلة سورية برفقة والديها برئية وجميلة ولكن وجهها كان يقول شئ آخر غير الظاهر فطلبت من والدها أن أسألها سؤال واحد فقال لي لك ذلك فقلت لها : كيف أنتى الآن ؟ فأجابت بكل الأسي والحزن بأنشوده لم أسمع أجمل منها من قبل قالت : -

 قبل الحرب لم أكن أشبهني .. قبل الحرب كانت أحلامي الطفولية تافهه .. بدمية او نزهه و أرجوحة .. و اليوم على عكس ما مضى .. تتلخص أحلامي بأمي و أبي و منزلي .. لا أريد كعكة عيد ولا فستان جديد ..  كل ما أطلبه العودة لما مضى حيث لا أزال طفلة..  كبرت ألف عام خلال أربع أعوام .. الأن أعرف كيف لحرف ان يقلب الطاولة رأسا على عقب .. فبين الحب و الحرب أنسدال حرف توسطهما فغير حياتي .. أكتفيت من الشقاء ..أكتفيت نزعات وطن بات منفى شهداء .. ما الوطن الا امي و ابي ..و لِما الحرب على صخور محطمة ..و شعب نصفه أموات ..و نصف الأخر يتضور جوعاً و حزنً .. لا أريد وطن .. أريد الجنة حيث ذهب جميع من أحب .. ولكن لا تتركوني وتتركوا أطفال غيري  فلدينا قلوب" تحب الحياة  .. يا قارئ حروف وطني علل معانيها ..؟ وسلم على الشرف العربي وقل له سوريا  كل الشرف فيها.

ولم أجد ما أرد به على هذه الطفلة التى أبكتنى بكاء لم أبكيه طوال حياتى إلا هذه الكلمات فقلت لها يا طفلتى :
كم تخجلني ،تؤلمني ،،تبكيني عروبتيّ!؟

عندما نتجرع الواقع مراّّ!
عندما يرحل وينفى الوطن؟

تذبل أوراق الشجر’ فتصبح الضمائر كالحجر!
حينها تشق الصفوف وتنقض العهود، تستباح المحارم ودار العبادات، لتهان بعدها الكرامات!

ليحل الحقد’ الكراهية’ الثأر’ الطائفية’ ..لاشيْ اكثر من ارهاب؟!
عندما تقتل البسمة؟

عندما يموت الأمان؟
عندما يرحل السلام.. حينها يفتقد الوطن.

يا مصر يا وطن الأنين-  ياتونس الناي الحزين  .. يا ليبيا يا يُتمَ الجنين - يا سوريا يا ألم السنين .. يا يمن السعادة والحنين ...يا عرب الاسم والإثم المبين .... مالٍ للعروبة والمسلمين ....أو لم يهبوا مهللين ....بزعم ثورة لها مكبيرن ...قلنا هرمنا ...مما سئمنا ..ولقد عزمنا ..على أن نكون قوة كالجسد المتين ...يا شباب عرب أين المفر ... لحلم غربة في بلد أمّر ....ابقوا في وطني لا تتركوه ...ابقوا في قلبي لا تكسروه ...فبرغم المأسي لن تأسروه ..وسيبقى حرا أبد السنين .... رغم الأنين ..رغم الأعادي والكائدين قولوا معي للحق آمين.... يا مصر يا هبة الإله وخير النيل  .. ياتونس الخضراء والبلد الأمين - - يا ليبيا المختار يا شعب أصيل - يا سوريا ياشام صلاح الدين.. يا أيها اليمن السعيد . .يا عرب الاسم والصوت العالي الرنين -- قفوا معا نكتب تاريخ صفحات عزة نفخر بها طول السنين .



وهنا لحظة صمت منى فقالت لماذا توقفت فقلت لها :
اعذريني يا طفلتى ؟ أظن أنه لا جدوي!!

فالاْوطان نفيت’ والاعراب قد غربت’ .. وشعوبنا اليوم مشغولة للاقتتال فيما بينها .

يا سوريا لا ادري ماذا أقول لك سوي :

ويمرُّ بي طَيفُها وتَسكُن الأحلام .. جميلةٌ وأُحبّها واسمها #شــــــــــآم  .


0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Fox Egypt News Magazine 2014 © جميع الحقوق محفوظة © تصميم الموقع : مجدي البروفسير