القنوات الفضائية
تحذف وتعرض ما تريد من العمل وكأنه ملكا لها!!!
كتب / جمـــــال عبــد
القـــــادر
مع بدء الموسم
الدرامي الحالي تعاملت كل قناة على ان المسلسل ملكا خاص بها، تحذف منه ما تشاء وما
تراه غير مناسبا من وجهة نظر القائمين عليها، كما فعلت قناة النيل للدراما التي قامت
بحذف عدد من المشاهد والجمل من معظم الاعمال التي تُعرض على شاشتها،وقنوات اخرى قررت
عدم إذاعة تتر العمل حتى تعرض اكبر قدر من الاعلانات التي اصبحت محرك الدراما والفن
في السنوات الاخيرة وبات صُناع العمل في حيرة من امرهم واصبحوا في موقف المتفرج الذي
يُشاهد العمل ويُفاجأ به تماما، البعض رآي ما فعلته النيل للدراما هو نتاج توجه الدولة
التي تبحث عن لفن الموجه البعيد عن الواقع غير الناقد للسلبيات بينما رآي البعض ان
ما قامت به بعض القنوات من زيادة الاعلانات وحذف تتر العمل هو سيطرة رأس المال على
الفن وكلاهما اتفقا على ان ما يحدث ليس في صالح الفن والجمهور، عن هذه القضية كانت
لنا هذه المتابعة.
فوجئت الفنانة
نجلاء بدر بحذف عدد من المشاهد من مسلسلها "بين السرايات".
حيث اكدت انها
حزنت بشدة لما حدث للعمل ليس لحرصها على مشاهدة الجمهور للعمل كاملا لان الجمهور سوف
يشاهد العمل على قنوات اخرى، ولكن حزنها على ما وصل له تفكير مسئولي قنوات الدولة الرسمية
الذين ما زالوا يفرضوا وصاية على الجمهور ويُقرروا ما يشاهده وما لا يجب ان يشاهده،
واضافت نجلاء ان هؤلاء المسئولن تجاهلوا انتشار القنوات الفضائية و الانترنت الذي سمح
للجهمور ان يشاهد كل مايريد في اي وقت، واضافت ايضا ان ما حدث ذكرني بأيام الثورة عندما
اكنر التليفزيون الرسمي اي مظاهرات متجاهلا باقي القنوات العربية والاجنبية التي نقلت
الاحداث لحظة بلحظة، وعن حذف تترات الاعمال وزيادة الاعلانات على حاسب العمل الدرامي
اكدت نجلاء ان صُناع الدراما والقنوات الفضائية تحت سيطرة الاعلانات وشركات الاعلان
الذي اصبح يُدير الدراما التليفزيونية لتحقيق اكبر عائد ممكن دون النظر لمتعة المشاهدة
واظهار مجهود صُناع العمل.
يؤكد المخرج سامح
عبد العزيز: انه فوجيء بحذف اكثر من مشهد في احدى حلقات مسلسل "بين السرايات"
وتكرر هذا الأمر في أكثر من حلقة مما يؤثر على السياق الدرامي وتسلسل الأحداث، واضاف
عبد العزيز ان من قام بهذا الفعل الامر لا علاقة له بالفن لانه حتى لا يعرف كيف يحذف
مشهد او جملة دون الاخلال بالاحداث،كما انه لا مبرر لهذا الحذف لان العمل يخلو من اي
لفظ او ايحاء جنسي او ما يخدش حياء المشاهد حتى وان كان هناك كان يجب عليه الجوه لمنتج
العمل ومخرجه قبل الحذف لان كل جملة وكل مشهد في العمل لها اهميتها واضاف ايضا ان ما حدث يدل على ما تريده الدولة
من فن بعيدا عن الواقع، فن يكذب على المشاهد وان ما حدث لا ينفصل عن البيان الذي اصدره
اشرف زكي وما سبقه من المدافعين عن حقوق المرآه و نوادي السيدات الاتي اصبحن يتحدثن
في الفن وينتقدوا ويطالبوا وللا سف يجدوا من يسمعهم وينفذ مطالبهم، واضاف ايضا اننا
نتجه لطريق سيء لا يتحرم فن ولا إبداع وعلى كل فنان او مُبدع ان ينتبه لما هو قادم،وعن
عرض المسلسل على بعض القنوات دون عرض التترـ كد سامح انه وفرق عمله انتهى من عمل التتر
قبل رمضان بيوم واحد واخذ منه وقت ومجهود كبير ولكنه فوجيء بحذف التتر في سبيل عرض
اعلان وكأن هذا التتر شيء لا قيمه له،واضاع فرحة العرض على كل العاملين الذي كان منهم
من ينتظر ان يرى نتيجة مجهوده وعمله.
طالب المخرج أحمد
مدحت، مخرج مسلسل "ظرف إسود"، جمهوره بعدم متابعة مسلسل ظرف إسود علي قناة النيل للدراما،
حيث أنها لا تحترم حق المؤلف، والمخرج وجميع العاملين بالمسلسل.. حيث تم حذف وبتر بعض
الجمل والمشاهد التي تؤثر على سير العمل ودوافع الشخصيات، واضاف آسف على وجود شخصيات
بهذه العقلية تعيش وسطنا هذه الأيام،والتي جعلت من نفسها اوصياء على الجمهور وحماة
الأخلاق والتقاليد، حتى وان خالفوا لقانون والدستور الذي يكفل حرية الابداع،وطالب ايضا
منتجين االدراما بإتخاذ موقف حازم تجاه هذا التصرف حتى لا يتكرر مرة ثانية، اما عن الاعلانات وحذف تتر المسلسل بسببه اكد مدحت
ان الاعلانات افسدت الدراما وافسدت متعة المشاهدة،واضاف ايضا ان تتر العمل جزء هام
من المسلسل وليس منفصلا عنه كما يعتقد البعض، كما ان التتر هو ابداع ومجهود خاص للمخرج
و وباقي قريق التصوير والمونتاج قبل ان يبدأ العمل وابداع الممثل، و في كثير من الاحيان
يكون للتتر علاقة بما يدور داخل المسلسل وبالتالي حذفه اهدار لحقوق وابداع العاملين
به كما انه اخللال بأحداث المسلسل وكل هذا من اجل الاعلانات وعائدها.
بدوره يرى المنتج
محمد العدل: ان ماحدث يدل على ضيق افق القائمين على هذه القناة لان هناك قنوات اخرى
تعرض هذه الاعمال دون حذف اي مشهد او جملة وهو يعني اولا ان هذه الاعمال ليست بها ما يستحق الحذف وثانيا
يعني انصراف الجمهور عن هذه القناة، وقلل العدل من تأثير هذا الامر على حرية الابداع
او الفن لان المجال مفتوح للجميع وليس كما كان سابقا قناة واحدة نعرض عليها ومضطرين
للخضوع لها، وعن امكانية لجوء الشركة للقضاء بسبب الحذف دون الرجوع لهم، اكد العدل
ان الشركة والعمل وكل من شارك به لم يقع عليهم اي ضرر لان العمل يُذاع على اكثر من
قناة ولكن الضر وقع على النيل للدراما فقط
وعليهم ان يبحثوا عن نسبة المشاهدة ليعرفوا نتيجة هذا التصرف الخاطيء كان ضدهم
وليس ضدنا نحن، واضاف العدل ان سيطرة الاعلانات هي من افسدت متعة المشاهدة والقنوات
الفضائية والازمة بدأت عندما قررت بعض القنوات الفضائية ان تدخل مجال الانتاج الدرامي
طمعا في عائد اكبر وبالتالي تحاول الحصول على اكبر عائد من هذا الموسم الدرامي الوحيد،
حتى الاعمال التي ليست من انتاجها وتعرضها تحاول الحصول على اكبر عائد ممكن دون النظر
لاي اعتبار ولان كل شيء يسير بعشوائية اصبح من الصعب تنظيم هذه الامور، وان كنت ارى
ان الدراما التليفزيونية بهذا الاسلوب في طريقها لازمة كبيرة كما حدث في السينما.
في نفس السياق
يرى الناقد طارق الشناوي: ان ما حدث هو اسلوب متبع في التليفزيون الرسمي للدولة مع
كل الاعمال سواء كان هناك ما يستحق الحذف ام لا، وارجع الشناوي هذا الامر إلى توجه
عام للدولة تجاه الفن حيث تريد الدولة فن يتحدث عن الايجابيات ويعطي صورة وردية للمجتمع
تخالف الواقع، وكأن عدم الحديث عن السلبيات يعني عدم وجودها، وهو ما يعطي للمواطن احساس
بالامل وتحسن الاحوال حتى وان كان احساس غير حقيقي، واضاف الشناوي ان الازمة دائما
في المبدعين ومن يطلقوا على انفسهم نخبه، لانهم دائما مُنفذين لطلبات الدولة بحثا عن
مقابل لهذا الدور، وتجد ان اكثر الناس حرصا على حرية الفن هم نفسهم المطالبين بمزيد
من القيود حفاظا على المجتمع وتقاليده!! وارتضوا ان يكونوا في ركاب الدولة ومنفذين
لما تريده مهما كانت النتيجة، بالطبع هناك بعض الحريصين على حرية الفن و الابداع ولكن
يواجههوا حربا شرسة.
الناقد نادر عدلي
اكد ان ازمة حذف تترات الاعمال الدرامية لصالح الاعلانات معقدة سببها اولا المزايدة
التي حدثت بين القنوات الفضائية عند شراء الاعمال مما تسبب في رفع سعر المسلسل وكان
لابد للقناة ان تستعيد هذه الاموال الكبيرة عن طريق الاعلانات ايضا تقلص مدة الحلقة
من 45 دقيقة إلى 35 دقيقة مع زيادة مدة الفقرة الاعلانية جعل المشاهد لا يشعر بمتعة
المشاهدة، وكان طبيعي جدا ان تلجأ القنوات إلى حذف التتر بإعتبار انه ليس ذو اهمية
حتى تحصل على اكبر قدر من الاعلانات، هذه الامور لابد وان يحدث بها تنظيم خاصة بعد
ان سيطرت وكالتين للاعلانات على الموسم الدرامي كله وهو ما جعل الفواصل الاعلانية وحذف
التتر موجود في كل القنوات حتى ترتيب الاعلانات وتتابعها متشابه، واضاف عدلي ان ما
فعلته النيل للدراما امر سيء جدا يسيء لها كـ قناة ويجعل المشاهد ينصرف عنها وهو ما
حدث بالفعل، ايضا يُدير جهاز الرقابة داخلها مجموعة من الموظفين لا علاقة لهم بالفن
وكل ما يشغلهم هو ارضاء كبار المسئولين فقط دون اي اعتبار اخرـ واضاف ايضا ان هذه الازمة
لابد و ان تخضع للتنظيم وذلك من خلال القانون الجديد للملكية الفكرية المزمع تشريعه
وهي العلاقة بين القناة الفضائية وصنُاع العمل والتي تكفل احترام حقوق الملكية الفكرية
لصُناع العمل وعدم التعدي عليه لان امر الحذف هذا منتشر حتى في الافلام السينمائية
ولا قانون يعطي منتج الحق في مقاضاة القناة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق