كتب / محمد عادل .......

قال الكاتب تشارلز أورتيل

في مقال لصحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية

إنه ينبغي على الولايات المتحدة التعلُّم من مصر كيفية محاربة ما اعتبرته

"الجهاد الإسلامي المتطرف"

واعتبر أورتيل أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يخاطر بحياته من أجل معالجة التطرف الذي تسبب في صراع بين المتشددين والعلمانيين، بينما ينمق الرئيس الأمريكي باراك أوباما فقط كلامه في الخطابات الرسمية أمام الحشود الودية، على حد تعبيره.



وإلى نص المقال:

أكبر قصة لم تغطيها وسائل الإعلام الرئيسية بشكل مناسب تدور الآن في مصر، حيث يهاجم الرئيس عبدالفتاح السيسي الأسباب الجذرية للصراع المستمر بين فصائل إسلامية معينة والعلمانيين المحبين للحرية، في تحد للرئيس الأمريكي باراك أوباما والمنتقدين الشرسين.
يدرك الرئيس السيسي – الذي يعيش في دولة يبلغ تعداد سكانها 87 مليون نسمة، 90% منهم مسلمين – جيدا أن جماعة الإخوان المسلمين ليست منظمة علمانية، أو قوة تعمل للصالح العام، ولهذا تحتجز حكومته المئات من أعضاء تلك المنظمة في السجن - يواجه معظمهم أحكاما بالإعدام - بما في ذلك الرئيس الأسبق محمد مرسي.


لنرى ما يواجهه السيسي الآن، علينا الاطلاع على النسخة الإنجليزية لموقع الإخوان المسلمين الذي لا يزال يعمل حتى الآن.

السيسي يغامر بحياته ضد المعارضة الداخلية والخارجية، بينما يتجمل الرئيس الأمريكي باراك أوباما فقط أمام الحشود الحزبية الودية.

ومؤخرا خلال هذا العام، بدأ الزعيم المصري حملة لإصلاح الإسلام من داخله، فقد جاء خطابه للسلطات الدينية في جامعة الأزهر بالقاهرة يوم 1 يناير الجاري بمثابة تطورا مذهلا "يجب قراءته" و"لابد من مشاركته ونشره"، والذي لم يحصل على الاهتمام الشديد الذي يستحقه إلا الآن.


ففي يوم الأربعاء 06-01-2015 ، ظهر السيسي علنيا في قداس عيد الميلاد في القاهرة، في زيارة تاريخية هي الأولي من نوعها في تاريخ مصر الحديث.

وبالعمل مع حلفائه بما في ذلك السعودية والإمارات، يوجه السيسي رأس المال الأجنبي إلى مجموعة من برامج التنمية التي قد تشعل شرارة التقدم الاقتصادي في نهاية المطاف داخل مصر، في الوقت الذي انقطع فيه التمويل الخارجي من دول مثل قطر، التي ظلت حتى وقت قريب تدعم الإخوان المسلمين في جميع أنحاء العالم.




وفي غضون ذلك، لا يستطيع رئيسنا (أوباما) وفريق سياسته الخارجية الفاسد أن يفهموا أن الجهاد الإسلامي المتطرف هو ممارسة يجب رفضها بالكامل، ومن ثم حذفها من المعجم الحديث، وذلك إن أردنا حقا أن نظل مجموعة مترابطة من الأسواق العالمية.


شئنا أم أبينا، إن أمريكا وحلفاءها الذين يعتزون بالحرية وبالحداثة هــم بالفعل في حـالـة حرب.
رئيسنا (أوباما) لا يجرؤ على الاعتراف بأن عددا كبيرا من "الناس" سيواصلون السعي من أجل إلحاق الضرر بكل من يرفضون الخضوع لإرادة الله، أينما وجدوا.

نظرا للتدخل بلا هوادة خارج حدودنا التي ليس لدينا سلطان قضائي أو رسمي عليها، لا يستطيع أوباما أن يجادل بنجاح أن الذين نصبوا أنفسهم مطبقين للتعاليم الإسلامية المتطرفة لا حق لهم في فرض "نموذجهم للعدالة" داخل الأراضي الأمريكية والأراضي المتحالفة معها.

وبعد رفضنا أن نكون مخلصين إلا لزمرة صغيرة من المقربين الحزبيين، يستعد رئيس الأركان لدورة كاملة من الصراع العالمي، فهو يعتقد أن بإمكانه الهروب من واقع نعيشه، وسوف يثبت التاريخ أنه خطأ.

إذا كانت أمريكا والحلفاء المتبقين جادون في تحقيق تقدم في مستنقع "الحرب على الإرهاب"، يجب علينا أن نفهم ما يدور في عقل أعدائنا، ومن ثم العمل مع الأصدقاء الأوفياء لهزيمة الأعداء المفزعين.

 المنطق المستنير:

في صميم الصراع المستمر، هناك فارق كبير بين هؤلاء الذين يرون فائدة صافية في الحرية في ظل القانون العلماني، وهؤلاء الذين يطالبون الآخرين بالتخلي عن الإرادة الحرة والخضوع لمجموعة من التعاليم الدينية المتشددة.
على مدى سنوات، حذر المحللون ذوو الخبرة من المخاطر المفروضة على الدول العلمانية المحبة للحرية من قِبل المتشددين وغير المتسامحين الذين يدعون أنهم يتبعون فقط تعليمات جاءت من السماء.

اتضح الآن في فرنسا مدى خطورة أن نكون ساذجين، فهناك أعداء أقوياء للحداثة سيضربون بشكل جدي لإحداث أضرارا جسيمة، حتى عندما تسيء إليهم وتثير اهتمامهم عبر الرسوم، علاوة على ذلك، سيعمل المتطرفون المتشددون على إظهار التعصب العنيد.
إن المدافعين عن أحدث مجموعة من الاعتداءات التي نفذها هؤلاء البلطجية الجاهلون الوضعاء يبررون موقفهم باللوم على رسامي الكاريكاتير، زاعمين أن الدخل وعدم المساواة المادية كان سببا رئيسيا للعنف، أو لاتهام الغرب الخاضع للإسلاموفوبيا، لكن بالتأكيد الغضب ليس عذرا للقتل.
بوضوح، لا يمكن لأمة محبة للحرية أن تسمح بإنشاء دويلات صغيرة بداخلها، ومن ثم الدعوة إلى الكراهية وتدمير مضيفهم، لن تتم أبدا تسوية الخلافات في الرأي حتى فيما يتعلق بالمسائل الدينية باستخدام العنف.
يدور في أذهاننا الآن أن الشعوب الحرة لا يمكنها التوفيق بين وجهات النظر المختلفة أو التسامح معها، فلا يجوز لأي شخص قتل آخر لعدم خضوعه لتعاليم أي دين.

على عكس أوباما، اقتنص رئيس مصر فرصة لتحقيق العظمة، ونحن بحاجة إلى الانضمام إليه، والوقوف من أجل الحرية، ورفض الهمجية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Fox Egypt News Magazine 2014 © جميع الحقوق محفوظة © تصميم الموقع : مجدي البروفسير