عمــر الشريف ... نهايــــة رحلـــــة القــــدر وغــــــدر البشــــر

بقلم / رشـــــا لاشـــــين

ليس لها أمان حينما نتخيل نحن أن الدنيا تطير علي جناح يمامه ..فجأة مهما علونا وهبطنا مستمتعين ضاحكين تغمرنا السعاده مغترين بأن الحياه ستبتسم لنا طول الوقت لكن الصدمة حينما يتساقط كل من حولنا من فوق هذا الجناح ولا يبقي إلا نحن والوحدة .. نعود ننظر الي خلف جدران الماضي لنرى كيف كان الحب .. الذي كان فاتحا للشهيه على الحياة والطموح والأحلام .. إذا وجد الحب .. وجدت الاحلام ..


 وإذا مات الحب .. ماتت الحياة واذا مات من نحب .. عشنا نحن كالموتي رافضين أنفاس تخرج بشهقات حارة حزينه أكثر قسوة من الموت ومرارته .. كان عمر يري هكذا نفسه بعد وفاة رفيقة حبه وعمره فاتن حمامه .. لم يلبث الفتي الوسيم ذو المجال المغناطيسي البشري الذي يتمركز في عينيه أن يسحر نجمة الشاشه التي اتعبتها أضواء الكاميرات واشاعات المغرضين أن تنسي نفسها وكيانها وحالها أمام عيون هذا الشاب الذي احضرة يوسف شاهين للقيام بدور البطوله أمامها .. 

فاتن كانت عزة نفس تسير علي الأرض .. مهرة صعبة المراس لم يكن يرضيها أي فارس ..جموح الطموح جعلها كالريح تسابق نفسها حتي استوقفها نظراته التي خدرتها تماما ووافقت علي تقبيله لها .. وبها ولد الحب المخيف في قلبيهما والذي أتي علي حين غره لامرأة متزوجه وشاب حديث العهد بالمجال الفني .. لم تستطع فاتن أن تنسي هذه اللحظه وخاصة أن جفاء مشاعر الزوج تعارضت مع وجود هذا الحب الجديد في حياتها فطلبت الطلاق .. ومن هنا نبع نهر الحب وتحققت أسطورة ايزيس واوزوريس .. الوفاء حينما يكون روحا تسكن الأجساد ..حينما تري أن كل العالم تجسد في شخص لا تريد حياتك إلا هو .. الحب كالحظ فرصه لا تأتي إلا مرة واحده .. وإذا جاءت وذهبت لن تعود لصاحبها ثانيه ..


















 ومشكلة ابن آدم انه طماع يريد كل شيء من الدنيا الحب والحياة والطموح في سله واحده يذهب بها أينما رحل لكن عمر كان يريد حب فاتن والشهرة العالميه .. لكنه خسر حب فاتن .. خسر كل شيء ..وكسب جمهورا عريضا ونفاقا اعرض ظهر وتفشي يوم وداعه للدنيا وأهلها .. لو كنت حيا يا استاذ عمر لاخبرتك أن حب فاتن لك أهم وأعمق وأصدق من كل هؤلاء وان هذا الزيف كذب وغرور .. فزمن الحب كان أيام الفن الصادق الجميل الذي يملأ الأرواح سموا والقلوب عشقا .. ولما ماتت فاتن ..



ماتت الذاكرة ..لم يعد يذكر أي شيء حتي نفسه .. حتي في الصور تشير إلي نفسك وتجهلها .. النفس تموت قبل خروج الروح من الجسد .. تخرج بألم أشد واقسي ..لم يعد يتذكر ماذا أكل ؟؟ .. ماذا شرب؟؟ لم يعد يتذكر اسم صديق عمره دكتور زاهي حواس .. بدايه مغادرة الدنيا محتاج لتاشيرة دخول للآخره .. تذكرتها النسيان  ..رفض الدنيا وزهدها ..إصراره علي أن يدفن بجوار حفيدته في مقابر صغيره ضيقه بالسيده نفيسه ..

 عدد قليل من الفنانين المخلصين له شيعوه عند مشهده الأخير .. ياسادة ولدت المصلحه في بيت بعض الفنانين ومات عمر الشريف الذي كان تشهق الانفاس وتزفر حينما كان اسمه يزين شاشات العرض السينمائي .. لعنه الله علي الدنيا ومن يجري خلفها .. ومات عمر وحيداً .. الله يرحمك يااستاذ عمر .


0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Fox Egypt News Magazine 2014 © جميع الحقوق محفوظة © تصميم الموقع : مجدي البروفسير