تمثال لزايد الخير والعطاء بمدينة الشيخ زايد

كتب / محمد عادل ...

انتهت محافظة الجيزة، من وضع واللماست الأخيرة  لتمثال الشيخ زايد بن سلطان آلِ نهيان،  ا طيَّب الله ثراه ، المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، بمدخل مدينة الشيخ زايد التابعة لمدينة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة ، وكان الإعلامى حمدى الكنيسى الأمين العام لمهرجان مدينة زايد الدولى للإبداع، قد أعلن عن تصميم تمثال كبير للشيخ زايد لوضعه فى مدخل مدينة زايد تقديرا لجهوده فى خدمة القضايا العربية والإسلامية.

وأكد الكنيسى أن التمثال إهداء من الفنان المثال محمود الشناوى، تقديرا لدور الشيخ زايد وجهوده فى خدمة القضايا العربية وخاصة وقفته مع مصر فى حرب أكتوبر وتقديرا لدولة الإمارات ودورها المساند لمصر فى الماضى والحاضر والمستقبل ، جدير بالذكر أن مدينة الشيخ زايد تم إنشاؤها عام 1995 عبر منحة من صندوق أبوظبي للتنمية.


























































مولده ونشأته:

ولد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في قصر الحصن بمدينة أبوظبي عام 1918. والده الشيخ سلطان بن زايد كان حاكماً لإمارة أبوظبي (1922 – 1926) وكان الشيخ زايد الابن الأصغر من بين أربعة أشقاء، وسُمِّي باسم جدِّه زايد بن خليفة المعروف بـ "زايد الأول" الذي حكم الإمارة ( 1885 - 1909).
























زايد ممثلاً للحاكم في المنطقة الشرقية:

عُين الشيخ زايد عام 1946 ممثلاً لشقيقه الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان حاكم إمارة أبوظبي في المنطقة الشرقية، وامتدت فترة ولايته فيها عشرين عاماً. واشتهر بشخصيته القيادية بين سكان المنطقة، وحظي بسمعة طيبة، وكان نموذجاً يُحتذى به في إدارة الحكم. وتمثَّلت مبادئ القيادة لديه في بناء الروابط القوية بينه وبين أفراد شعبه، والمحافظة على تلك الروابط. وكان يحرص على الإشراف بنفسه على تنفيذ الإصلاحات، وكان مجلسه مفتوحاً للجميع.

كان الشيخ زايد يتخذ قراراته بموافقة وإجماع القبائل المختلفة، ويسافر إلى جميع المناطق القريبة والنائية للاطمئنان على الناس، وتفقد أحوالهم، والسؤال عن حاجاتهم، ومشاورتهم، والاستماع إليهم قبل اتخاذ أي قرار، حتى ذاع صيته، وحظي بحب الشعب واحترامه، وكأنه فرد منه.

أظهر شغفاً متزايداً بكل ما يمتّ إلى العربي الأصيل، كالصيد بالصقور، وركوب الهجن العربية الأصيلة والخيل، وإتقان الرماية. وتشكَّلت شخصيته في فجر شبابه عندما كان في العين، واستمد الكثير من صفائها ورحابتها. واكتسب صفات الزعامة والقيادة السياسية التي اتسمت بها شخصيته الفذة.

سجل ولفرد ثيسجر الرحالة البريطاني الشهير  الذي قطع صحراء الربع الخالي، ووثق رحلته الشهيرة تلك في كتابه "الرمال العربية" بعض الانطباعات في كتابه عن لقائه الشيخ زايداً فقال: "إن زايداً رجل قوي البنية، لحيته بنية اللون، ووجهه ينمُّ عن ذكاء حاد، وعيناه ثاقبتان قويتا الملاحظة، وهو يتميز بسلوك هادئ وشخصية قوية"، ويضيف: "لقد كنت متشوقاً للقاء زايد؛ فله شهرة واسعة في أوساط البدو الذين أحبوه لسلاسة أسلوبه غير الرسمي في معاملته لهم، ولعلاقاته الودية معهم، واحترموا فيه نفاذ شخصيته وذكاءه وقوته البدنية، وكانوا يعبرون عن إعجابهم به فيقولون: زايد بدوي مثلنا؛ فهو يعرف الكثير عن الهجن، ويركبها مثلنا، وهو ماهر في الرماية، ويجيد القتال".






















وصف الرحالة أسلوب زايد في إدارة دفة الحكم فقال: "زايد رب أسرة كبيرة، يجلس دائماً للإنصات لمشاكل الناس ويحلها؛ فيخرج المتخاصمون من عنده بهدوء، وكلهم رضى عن أحكامه التي تتميز بالذكاء والحكمة والعدل".

أما النقيب البريطاني السابق في قوة ساحل عمان أنطوني شبرد فقد نشر كتاباً أسماه "مغامرة في الجزيرة العربية" سجل فيه انطباعاته بعد لقاء الشيخ زايد فقال: "كان زايد رجلاً يحظى بإعجاب وولاء البدو الذين  يعيشون في الصحراء المحيطة بواحة البريمي، وكان بلا شك أقوى شخصية في الإمارات المتصالحة".

وكتب الممثل السياسي البريطاني في أبوظبي العقيد هيو بوستيد بعد زيارة له إلى العين: " تدهشني الجموع التي تحتشد دوماً حوله في البريمي، وتحيطه باحترام واهتمام"، كان لطيف الكلام دائماً مع الجميع، وكان سخياً جداً بماله، ودهشت على الفور من كل ما عمله في بلدته العين وفي المنطقة لمنفعة الشعب؛ فقد شق الترع لزيادة المياه لري البساتين، وحفر الآبار، وعمر المباني الأسمنتية في الأفلاج. إن من يزور العين يلاحظ سعادة أهل المنطقة".

زار الباحث البريطاني كلارنس مان المنطقة الشرقية، وحضر مجالس الشيخ زايد، وألفّ كتاباً عن إمارة أبوظبي بعنوان "أبوظبي: ولادة مشيخة نفطية"، تنبأ فيه عام ١٩٦٤ بأن يكون الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان هو الحاكم القادم للإمارة؛ إذ قال: "إن الشيخ زايد بن سلطان هو الرجل القوي في منطقة العين وضواحيها، ومن هنا امتد نفوذه إلى بقاع الظفرة، وهو يلقى احترام رجال البدو، وقد كرَّس المال القليل الذي توافر لديه للقيام بإصلاحات في منطقة البريمي، ويرجع إليه فضل بسط نفوذ أبوظبي على البادية، ناهيك عن عدالته، وروحه الإصلاحية، وقدراته السياسية الفائقة، بأن يكون رجل البلاد المنتظر في إمارة أبوظبي .










زايد حاكماً لإمارة أبوظبي:

مع اكتشاف النفط في إمارة أبوظبي في أواخر خمسينيات القرن العشرين بدأ عصر جديد من التطور في منطقة الخليج العربي قلَبَ المشهد الاقتصادي برمته، وعندما صَدَّرت أبوظبي أول شحنة نفط عام 1962 باتت الأمور جليّة والتحديات واضحة للمرحلة الجديدة من تاريخ أبوظبي على جميع الصُعُد: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية. وكانت السياسية أبرزها، إذ كانت البلد في أمسِّ الحاجة إلى رؤية جديدة للحكم لتتصدى لتلك التحديات، وتخطط تخطيطاً ناجحاً لاستغلال أمثل لعوائد النفط، فجاء اختيار عائلة آل نهيان للشيخ زايد ليكون حاكماً لإمارة أبوظبي في 6 أغسطس 1966 مواكباً تلك المرحلة الجديدة من تاريخ أبوظبي.

بدأ الشيخ زايد بتحقيق إصلاحات واسعة في البلاد، فشرع يطور التعليم والصحة، ويخطط لتطوير المدن وقضايا الإسكان لأفراد الشعب، ووضع برنامجاً ضخماً لعملية الإنماء، وبدأ يدفع أبناء شعبه إلى المشاركة بكل طاقاتهم في هذه العملية، ودعا الكفاءات الأجنبية لدعم هذه المسيرة بالخبرات. ولم تمضِ أيام على تسلمه مقاليد الحكم حتى أعلن إقامة حكومة رسمية حديثة بالإدارات والدوائر، وأوكل عليها المهام اللازمة لتسيير أمور الدولة.

 كان من ضمن أولوياته شقّ الطرقات، وبناء جسر يربط جزيرة أبوظبي باليابسة، وإقامة المدارس والمساكن والخدمات الطبية، وإنشاء ميناء ومطار. وتغير وجه أبوظبي؛ فغدت ورشة عمل في كل اتجاه، وأصبح صوت الآلات في كل حدب وصوب، وانتقل آلاف السكان من سكن "العشيش" إلى المنازل الحديثة، وامتدت الطرق الحديثة فوق رمال الصحراء، ودخلت المياه العذبة والكهرباء إلى كل بيت، وانتقل التعليم من نظام "المطاوعة" إلى النظام الحديث في التعليم، وانتشرت المدارس على اختلاف مراحلها في كل بقعة من البلاد، وفتحت عشرات الفصول الجديدة لنظام محو أمية لمن فاتهم قطار التعليم، وبدأت العيادات تقديم خدماتها الطبية للبدو في الصحراء بعد أن حرموا الرعاية الصحية طويلاً، ونجحت المسيرة في تعويض قرون من التخلف والجمود.


زايد رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة:

أعلنت بريطانيا عام 1968 نيتها سحب قواعدها من شرق السويس، فأصبح لزاماً على الإمارات أن تخطو خطوة تغير بها وجه التاريخ بالمنطقة، ولا سيما أن منطقة الخليج العربي تعد لقمة سائغة للطامعين.

قام الشيخ زايد مع أخيه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي آنذاك ببادرة كان لها عظيم الأثر فيما جاء بعدها من أحداث؛ فكانت اتفاقية السميح التي وقّعا عليها في 18 فبراير 1968 والتي فتحت الباب لخطوات كبيرة تلتها؛ فَجَرتْ مباحثات الاتحاد التساعي بين الإمارات السبع وبين شقيقتيها: البحرين، وقطر، وآلت الأمور في النهاية إلى قيام اتحاد الإمارات باسم "دولة الإمارات العربية المتحدة" بعد أن أعلنت كل من البحرين وقطر استقلالهما.

قامت دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام 1971، وانتخب الشيخ زايد بإجماع حكام الإمارات أول رئيس للدولة الفتية لمدة خمس سنوات، وجَدَّد له المجلس الأعلى ثقته فيه بانتخابه عدة مرات، فكان هو الرئيس، وهو الباني، وهو الوالد الحاني على أبناء أمته، وانتخب الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم نائباً له.

أخذ الشيخ زايد يتابع شؤون دولته الوليدة الآخذة في النمو، ووزع عوائد الثروة النفطية على جميع القطاعات بالدولة، ولاسيما التي كانت بحاجة إلى التطوير. واهتم بالاقتصاد والتعليم، والتراث والثقافة، وحافظ على سمعة دولته بين أخواتها العربيات وبين دول العالم بفضل نظرته المستقبلية وأفقه الواسع، بل زادت سمعة الدولة بفضل الأمن والاستقرار اللذين حظيت بهما.

واتفق حكام الإمارات أعضاء المجلس الأعلى على وضع دستور اتحادي مؤقت من أجل حكم فعال ونظام تُحدد فيه سلطات المؤسسات الاتحادية في دولة تأخذ بأساليب الإدارة الحديثة، وتسعى في الوقت نفسه إلى المحافظة على الشكل التقليدي الذي يتصف بصفة الديمقراطية المباشرة.


















الشيخ زايد والتعليم:

كان من أهم مبادرات الشيخ زايد لتطوير دولته الحديثة النشأة إتاحةُ التعليم لجميع أبناء الدولة؛ فأوصى ببناء المدارس والمؤسسات التعليمية في جميع أرجاء الدولة، واستُقْدِم الكثير من المدرسين والمدرسات من الدول العربية للقيام بمهمة التدريس.

وتمكنت الدولة من تلبية متطلبات التعليم التي تحتاج إليها كل دولة حديثة ومعاصرة في سنوات قليلة. وتوّج الشيخ زايد جهوده في مجال التعليم بتأسيس جامعة الإمارات في مدينة العين. وتوالت مؤسسات التعليم العالي بفضل توجيهاته؛ فافتتحت كليات التقنية العليا للطلاب والطالبات في معظم إمارات الدولة، ثم جامعة زايد، وتأسست أكاديميات الشرطة لتدريس العلوم الشرطية، وجاء دور الجامعات في باقي مدن الدولة كجامعة الشارقة، والجامعة الأمريكية بالشارقة، وجامعة دبي، ثم جامعات القطاع الخاص، مثل شبكة جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، والجامعة الأمريكية في دبي، وجامعة أبوظبي وجامعة العين، والجامعة الأمريكية بالإمارات، وجامعة الاتحاد في رأس الخيمة.


مجلس التعاون الخليجي وطموح أكبر:

طالما تمثّلت رؤية الشيخ زايد في توحيد جميع دول الخليج، التي تجمعها عوامل مشتركة؛ كالتاريخ والعادات، والتقاليد والاقتصاد، والتقارب الأسري الذي يجمع بين شعوب المنطقة؛ إذ كانت لديه - رحمه الله - قناعة عميقة بفوائد الاتحاد الجمة للإمارات السبع، وجميع دول الخليج أيضاً، وأسفرت رؤيته ورؤية إخوانه في دول الخليج العربية الست عن تكوين تجمع إقليمي وسياسي رسمي؛ إذ وقّع رؤساء هذه الدول – البحرين والكويت، وعُمان وقطر، والسعودية والإمارات – وثيقة تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية بتاريخ 25 مايو1981 في قمتهم الأولى  بأبوظبي.

























الشيخ زايد وتطوير القطاع الصناعي والبنى التحتيـة:

أدرك الشيخ زايد – طيب الله ثراه-أن النفط مصدر محدود وناضب؛ فغدت لديه رؤية واضحة في تطوير القطاع الصناعي بدولة الإمارات، وتركّز اهتمامه في تطوير قطاع التصنيع، الذي شهد نهضة كبيرة في عهده، ولاسيما في سبعينيات القرن الماضي.

كان من أهم أولويات الشيخ زايد تطوير البنية التحتية للدولة؛ فأدرك منذ بدايات سني حكمه أهمية إنشاء الطرق الحديثة، ومدّ خطوط الهاتف، وتأسيس إعلام وطني لربط جميع الإمارات السبع، وبالفعل أثبتت الأيام بعد نظرته وسعة أفقه، فكانت الطرق الجديدة، والمطارات الدولية، والموانئ البحرية، وشبكات الخطوط الهاتفية المتطورة التي أبرزت دولة الإمارات ودورها المهم في العالم الصناعي الحديث، واحتلالها مكانة مرموقة بين أكثر دول العالم الصناعية تقدماً.

الشيخ زايد والبيئة:

عُرِف عن الشيخ زايد حبه العميق للطبيعة، وحرصه الشديد على حماية البيئة والحفاظ عليها، ومن ضمن أعماله الخالدة دعمه وتشجيعه للزراعة، والتوسّع في نشر الرقعة الخضراء للتصدي لظاهرة التصحر؛ فقد أمر بغرس ما يزيد على 140 مليون شجرة في جميع أنحاء الدولة، ولم يقتصر دوره على دعم زراعة المحاصيل فقط، بل أسس برنامجاً لحماية الحيوانات المحلية مثل الغزلان والمها العربية، وكان أول رئيس دولة يفوز بجائزة "الباندا الذهبية" من "الصندوق العالمي للحياة البرية" عام 1995 تقديراً لدعمه القوي لحماية البيئة، وبعد عام من رحيله، كرّمه "برنامج الأمم المتحدة للبيئة "عام 2005، بمنحه جائزة "بطل الأرض" بصفته قائداً مبدعاً ومبتكراً في هذا المجال.

الشيخ زايد والقضايا العربية والإسلامية:
























كان لدى الشيخ زايد إيمان راسخ بالتضامن العربي والإسلامي؛ فدعا إلى إيجاد تعاون بين جميع الدول، مبنيٍّ على مبادئ الصداقة والاحترام المتبادل، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وقد شعر بواجبه في استخدام ثقله الشخصي والسياسي في الأوساط العربية والدولية؛ لتحقيق السلام العادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط، الذي يقوم على انسحاب القوات الإسرائيلية من جميع الأراضي العربية المحتلة، واستعادة الفلسطينيين لحقوقهم، ولاسيما حقّهم في العودة إلى وطنهم، وإنشاء دولتهم المستقلة، واستعادة سيادتهم الشرعية في أراضيهم. وفي ضوء هذا الموقف ساند الشيخ زايد كلاً من مصر وسورية في حرب 1973 من أجل تحرير الأراضي العربية المحتلة في فلسطين، وقام بقطع إمدادات النفط بصفته سلاحاً فعالاً، وألقى ببيانه الشهير الذي قال فيه: "إن النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي".

في أكتوبر عام 1980 نادى الشيخ زايد بعقد قمة عربية لإنقاذ لبنان من الحرب الأهلية، التي كانت دائرة بين طوائفه المختلفة، وفي هذا الشأن صرح قائلاً: "على كل عربي ألاّ يتخلّف عن تأدية واجبه في لبنان أو فلسطين، أو في أي مكان آخر في العالم العربي."

كان اهتمامه الدائم بالحفاظ على التضامن العربي هو ما دفعه إلى المطالبة بعودة مصر إلى "جامعة الدول العربية" في قمة عَمّان، التي عُقدت في أكتوبر عام 1987، بعد قطع العلاقات مع مصر بسبب توقيعها معاهدة "كامب ديفيد" مع إسرائيل، وقد كشف تجديده للعلاقات الدبلوماسية مع مصر عن إيمانه الراسخ بأن المفاوضات هي السبيل الوحيد لتحقيق النتائج السياسية على المدى الطويل.

كان الشيخ زايد من أوائل القادة العرب الذين نادوا بالمصالحة بعد الغزو العراقي لدولة الكويت عام 1991، ورحّب أيضاً بلجوء العائلات الكويتية إلى دولته أثناء الغزو، وتجلّى أيضاً اهتمامه بحفظ السلام في مشاركة دولة الإمارات في عملية "استعادة الأمل" في الصومال، التي قادتها الأمم المتحدة عام 1992، وفي جهود الوساطة التي بذلها أيضاً عندما اندلعت حرب اليمن الأهلية في عام 1994.

وعلى الصعيد الدولي كانت مشاركة دولة الإمارات في مهمة حفظ السلام في كوسوفو بقيادة "حلف الناتو" عام 1998 من أبرز الأمثلة التي توضح إيمان الشيخ زايد بالتضامن العالمي؛ إذ كانت دولة الإمارات أول دولة إسلامية تنضم إلى هذه العملية، وكان حبّ الشيخ زايد لشعب كوسوفو هو الدافع إلى تنظيمه برنامجاً هائلاً للإغاثة الإنسانية بواسطة "جمعية الهلال الأحمر" الإماراتية، وهي الحملة التي ساعدت على حفظ السلام، وأعادت بناء البنية التحتية في كوسوفو أيضاً.

كان للدين الإسلامي بالغ الأثر في تعميق إيمان الشيخ زايد بالتضامن والتكافل؛ إذ دعم المسلمين في جميع أنحاء العالم بتوزيع نسخ من القرآن الكريم، وإنشاء المراكز ومعاهد الأبحاث الإسلامية، وتقديم الدعم المادي لحجاج بيت الله الحرام.

إن الفكر السياسي للشيخ زايد خلق لديه رؤىً إستراتيجية سليمة جعلته يبني دولة حديثة موحدة تقوم على قواعد ثابتة، وكان يرعى ويتابع كل أمر في دولته بصفة شخصية، ويزور كل الإمارات في موسم معين من السنة، يتفقد أحوال رعيته، ويسأل عن حاجاتهم، ويحرص على المشاركة مع أفراد شعبه في أغلب المناسبات التي تجمعهم، وقدم التضحيات الكبار في سبيل مصلحة الوطن.
































0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Fox Egypt News Magazine 2014 © جميع الحقوق محفوظة © تصميم الموقع : مجدي البروفسير