"تـرمـيم الأفـلام .. والحفـاظ عـلى التـراث السينمائي"

كتبت / هبة عبدالفتاح

"الحفاظ على التراث السينمائي وترميم الأفلام" هو عنوان الندوة العامة التي نظمها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في إطار دورته ال 37 (11 – 20 نوفمبر 2015) وحرص على حضورها : المخرج والباحث د.محمد كامل القليوبي،الذي تحدث عن "مشكلات الحفاظ على التراث السينمائي في مصر"،د.خالد عبد الجليل مستشار وزير الثقافة لشئون السينما،الذي أعاد الحديث عن "مشروع السينماتيك المصري والأرشيف"،د.أحمد عواض رئيس المركز القومي للسينما،الذي كشف "السياسة الإستراتيجية للمركز القومي للسينما"،باتريس ديباستر مسئول ترميم الأفلام في فرنسا،التي نوهت إلى العلاقة بين "الترميم الرقمي والقضايا الأخلاقية"،د.طارق جبلي مدير مشروع مكتبة الأفلام في روتانا،وتحدث عن "حفظ وترميم تراث الأفلام المصرية" ود.جيهان إبراهيم كبير الباحثين بدار الكتب والوثائق القومية،التي ركزت حديثها على "الحفظ الوقائي لتراثنا السينمائي" فيما أدارت الندوة د.مروة الصحن مدير مركز الأنشطة الفرانكفونية بمكتبة الاسكندرية.


طالب المخرج د. محمد كامل القليوبي بضرورة إصدار قانون مصري لحفظ النيجاتيف والتراث السينمائي المصري لضمان عد م ضياعه او إتلافه او التصرف فيه بطريقة تضر التراث الثقافي والسينمائي المصري،وعبر عن غضبه بقوله : "منذ 5 سنوات تناولت ندوة نظمها مهرجان القاهرة نفس القضية،وربما تحدث فيها نفس الضيوف،وكانت هناك بشائر لتخصيص قصر عمر طوسون لتدشين السينماتيك المصري، لكن الفكرة الرائعة تلاشت" ! وأضاف "وقتها أدرك الجميع أهمية سن قانون للحفاظ على النيجاتيف كتراث وعدم العبث به، وتم عرض مشروع القانون على مجلس الوزراء،الذي أحاله بدوره  إلى للبرلمان،وروجع بواسطة لجنة أعادته إلى مجلس الدولة،الذي أعاده إلى مجلس الشعب،واختفى داخل أروقته ! وعلمنا بعد ذلك أن ثمة أعضاء في المجلس ضد إصدار هذا القانون لأن لهم مصالح في عدم العمل به كونه سيحد من جرائم تهريب النيجاتيف وغيره،وكانت سبباً في تجريف للكثير من الأفلام المصرية وضياع النيجاتيف لدرجة أن ممثلاً أوصى عائبته بحرق أفلامه بعد وفاته،لإيمانه بأن السينما حرام، ومنتج آخر ابتاع أفلام زوجته ثم حرقها لكي لا يشاهدها أحد،وكان مبرره أنها ظهرت فيها بشكل غير لائق" !


 "القليوبي" أنهى بقوله :"فاروق حسني أعلن وقت توليه وزارة الثقافة عن تأسيس السينماتيك ومكتبة الافلام ، وبعد سنوات تم تخصيص مبنى لعمل السينماتيك لكن بمرور الوقت فان  تم تخصيص المبنى اامجلس الأعلى الترجمة .. وطوال 50 عاما لم تفعل الدولة شيئاً لتخرج فكرة الأرشيف إلى النور، وما يحدث هو مجرد تضييع للوقتبالإضافة إلى أن الفكرة صارت وهمية ولن تتحقق على ارض الواقع".


 هنا تدخل د.خالد عبد الجليل مستشار الوزير لشئون الانتاج الثقافي والسينمائي وعبر عن احساسه المختلف عما يشعر به د.القليوبي،الذي قال عنه : "رغم تشاؤمه إلا انني اعرف أنه واحد من أكثر المدافعين عن السينماتيك" وأستدرك :"لو أن الدنيا بأسرها وقفت ضد مشروع السينماتيك واعلنت كل أجهزة الدولة المصرية عدم الأخذ بالفكرة إلا أنني لن أتوقف عن السعي لتدشينه لانه يحمي هذا تراثنا وتاريخنا،لكن تخصيص قصر الأمير طوسون كمقر للسينماتيك ضاعت،بكل أسف،بعد انفصال وزارة الثقافة عن وزارة الآثار، وتم تخصيص ميزانية مشروع السينماتيك لاعادة ترميم الآثار الإسلامية" .. وأضاف :"نحن في مواجهة تراث سينمائي مصري كامل متفرق لدى شركات الإنتاج السينمائي الخاصة وغيرها ،وفي اتصال أجريته مع مسئول فرنسي عن السينماتيك المصري أبدى حماسة كبيرة مع علمه بأن لدينا افلاماً كثيرة وصلت إلى حالة سيئة،خصوصاً التابع منها لشركة مصر للصوت والضوء،وهو ما يستوجب التعجيل بتأسيس وحدة ترميم تقوم بتحويل الافلام المتهالكة إلى نسخ master digital وهذا حلم اتمنى تحقيقه،خصوصاً أن مسئولي الأرشيف في فرنسا وايطاليا  وغيرهما تحمسوا لفكرة  العضوية في اتحاد دولي يحفاظ على التراث السينمائي المصري،والسعي لايجاد سبل للدعم، والحلم بانشاء مشروع مدينة السينما" .


 من جهتها قالت باتريس ديباستر المتخصصة في ترميم وحفظ الأفلام السينمائية في فرنسا "في فرنسا لا يوجد قانون يقول انه ليس من الجائز بيع النيجاتيف، فالدولة لا تستطيع ضبط هذا السياق، ولا تستطيع ان تتدخل في تنظيم الممتلكات الخاصة" وفي ما يتعلق بالتراث السينمائي فقد شهد عام 1969 اهتماماً من المركز السينمائي في فرنسا بالمشكلة ،وباشر مسئولية الجمع والحفظ والترميم" وأستطردت تتحدث عن تقنيات وتفاصيل عملية الترميم ،مؤكدة أن "الترميم قد يكون مناهضا للانتاج لانه يدمر العمل والفيلم أحياناً،وتلك هي المشكلة،لذا يجب اتخاذ الحيطة أثناء التعامل مع المادة الفيلمية" واضافت : "الصعوبة التي تواجههنا في الترميم تتمثل في كيفية التدخل بالصور من دون إلحاق أي ضرر بها ، ففي بعض الاحيان قد تحدث تشوهات في الصور كما حدث عندما قمنا بترميم فيلم تم تصويره في اسطنبول لكن أدوات الترميم التي استخدمناها أثرت سلباً على صورة الفيلم،وبدلا من ترميمه صار  الوضع أكثر سوءا" ثم قامت بعرض  فيديو يوضح كيفية المحافظة على سلامة الفيلم،بالإضافة إلى مشاهد من فيلم "جحا" الذي شارك ببطولته عمر الشريف في مقتبل مسيرته الفنية،وتم ترميمه مؤخراً.وأنهت بقولها: "لا ينبغي للتكنولوجيا أن تضر الوضع الذي كان عليه الفيلم في الماضي،وإلا فقد هويته والملامح التي كان عليها".أما د. جيهان ابراهيم كبير الباحثين بدار الكتب والوثائق القومية فقالت : "مصر كانت من اوائل الدول التي عرفت السينما، بعد السينما العالمية بشهور،ورغم هذا إلا أن هناك مشكلة تتمثل في كوننا لا نحافظ على التراث السينمائي المصري بشكل مباشر او غير مباشر لأننا دولة لا تهتم بالحفظ" وتحدث عن ما يسمى "الصيانة الوقائية"  قائلة : "هي شئ مهم للغاية سواء فيما تم ترميمه او ما لم يتم ترميمه ، وقد بدء الاهتمام بالصيانة الوقائية منذ اوائل التسعينيات، وهي نوع من الحفظ يضمن عدم تلف الأفلام وحفظها بالشكل الذي يسهل تداولها واستعادتها بعد سنوات من عملية الترميم". وفي نهاية الندوة قام طارق جبلي مدير مكتبة الأفلام في روتانا،التي أكد أنها تمتلك ما يقرب من 1600 فيلماً،بعرض فيلما قصيرا يوضح جهود  القناة في سبيل حفظ وإعادة تطوير المادة الفيلمية للأفلام التي تمتلكها .



0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Fox Egypt News Magazine 2014 © جميع الحقوق محفوظة © تصميم الموقع : مجدي البروفسير