عروس الغربية تصمد وتستغيث من حصار الدواعش

بقلم / سارة السهيل

لم يرحم تتار العصر الحديث تنظيم داعش الارهابي عروس الغربية وهي مدينة "حديثة "من الحصار الذي دام أكثر من سنة وسط تجاهل حكومي ودولي لصمود تاريخها الآشوري والبابلي وصمود سكانها البالغ تعدادهم مائة الف نسمة في مواجهة الجوع ونقص الدواء .

فعروس الغربية " حديثة " الواقعة على ضفاف نهر الفرات على بعد260 كيلومتراً غرب العاصمة بغداد، يعود تاريخها الى العصر الآشوري القديم والعهد البابلي الحديث، وتزال تحافظ ببقايا قلعتها القديمة وورود إسمها في الرسائل الآشورية باسم (بيرات) وكذلك في العديد من نصوص العصر البابلي . و تضم المدينة (35) تلاً وموقعاً أثرياً، كما تضم العديد من مظاهر الطبيعة، فهناك مغارات وأنفاق تمتد إلى مئات الأمتار تحت الأرض.

وتزخر هذه البلدة التى كانت تعرف بحديثة الفرات أو حديثة النورة، بالمآذن والمساجد والقباب والأضرحة المزينة بأبدع وأجمل النقوش الهندسية والطرز المعمارية المزينة بالخزف القاشاني . وزادت قيمتها التاريخية بعد اكتشاف مدينة آثرية في بحيرة حديثة عام 2009م يعتقد ان هذه المدينة ترجع لـ3000 ق.م ، وان سكانها كانوا من العموريين .

وتحظي هذه العروس المحاصرة اليوم، بجمال طبيعة خلاب تغطيها الخضرة تلفحها روائح أكاليل الورد وأشجار النخيل المعمرة لأكثر من ثلاثة قرون وتزينها القلاع القديمة، وتداخل الصخور فوق سفوحها المستوية التي يقيم عليها سكان المدينة منازلهم .

وتمتاز مدينة حديثة بكثرة مبدعيها ومفكريها، وبعلاقات القرابة والمصاهرة بين عشائر المنطقة وهي مدينة واسعة الاطراف ولها طرق متشعبة ويربطها بمحافظة صلاح الدين طريق قضاء البيجي وطرق متصلة إلى كل من سوريا والأردن والسعودية .

فقد كانت " حديثة " معينا للأدب والثقافة والعلوم المختلفة في كل العصور، ولا تزال مكتباتها الزاخرة بأنواع مختلفة من كتب التأريخ والفقه والأدب والنحو وغيرها، وهي اليوم تعيش اوضاعًا سيئة ونقصًا في الغذاء، وأهلها يرفعون استغاثاتهم ويطالبون بفك الحصار عنها .

وشباب مدينة " حديثة " بمحافظة الانبار، يقاتلون ببسالة تنظيم داعش الارهابي منذ أكثرمن سنة ، ونجحوا حتي الآن في منع التنظيم المتطرف من دخولها، لكن أهلها يواجهون الجوع ويفتقدون للغاز ولحليب الاطفال وللدواء بسبب الحصار الداعشي لها بالصورايخ .

وبحسب حديث أهل البلد لوسائل الاعلام، فان المدينة تواجه تجاهل حكومي ولا تشعر بآلام الناس فيها منذ محاصرتها من جانب تنظيم داعش، حيث ان الطريق الغربي الذي يربطها بسوريا مغلق، وطريق الجزيرة الذي يربط حديثة ببيجي .. مغلق أيضًا، وكذلك طريق حديثة - هيت المؤدي إلى الرمادي مغلق .

يعاني سكانها نتيجة هذا الحصار الداعشي والطرق المغلقة من الارتفاع الحاد في اسعار السلع الغذائية الذي يأتي فقط عن طريق بيجي وحدها التي تسمح بمرورها داعش . ومن اللافت ان سكان هذه المدينة يتعرضون لمجاعة وفقدت الكثير من ابنائها ودمرت بساتينها، ورغم هذه المجاعة يقف رجالها ببسالة يمنعون تنظيم داعش من دخولها .


وأمام الوضع المآسوي لسكان حديثة الابطال، فانني اناشد سكان المناطق المجاورة لها ان يسارعوا بتقديم المساعدة لاهلها الصامدين من غذاء ودواء، كما أناشد المجتمع الدولي عبر قوات التحالف الدولي ان يسارعوا لانقاذ اهل حديثة كما نجحوا في انقاذ الناس في جبل سنجار.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Fox Egypt News Magazine 2014 © جميع الحقوق محفوظة © تصميم الموقع : مجدي البروفسير