بابا نويل والاطفال والقدس

بقلم ساره طالب السهيل
ليلة عيد ليلة عيد الليلة ليلة عيد
زينة و ناس صوت جراس عم بترن بعيد
ليلة عيد ليلة عيد الليلة ليلة عيد

صوت ولاد تياب جداد و بكرا الحب جديد
عم يتلاقوا الأصحاب
بهديي خلف الباب

في سجرة بالدار
و يدوروا ولاد صغار
و السجرة صارت عيد
و العيد اسوارة بأيد

كلمات تترنم بها فيروز بصوتها الملائكي تحوم في فضاء روحي مع كل اطلالة لعيد ميلاد السيد المسيح ، تترافق مع صورة بابا نويل او سانتا كلوز الرجل العجوز السمين الضحوك ببزته الحمراء ذات الاطراف البيضاء ولحية كنديف القطن الابيض ، حاملا كيسه القطني الذي لا ينفذ من الهدايا التي يوزعها للاطفال في العالم دون تمييز على اساس العرق او الدين او اللون او الجنس .

تلك الهدايا تمثل في رمزيتها رسالة محبة وسلام لاطفال العالم ينشرها بابا نويل مع الساعات الاولى لذكرى السيد المسيح رسول السلام والمحبة ومع اطلالة العام الميلادي الجديد .

لكم انتظرت بابا نويل او سانتا كلوز في طفولتي كي امازحه واشاركه جولاته على الاطفال ، وعندما غادرت الطفولة لم تغادرني رغبة مشاركة سانتا كلوز تسلله للاطفال من الفتحات والشقوق لنضفي عليهم بعضا من السعادة والبهجة ، وكثيرا ما تمثلته في لقاءاتي المتعددة مع الاطفال خاصة في ليلة الميلاد المجيد ، وربما حرصي على ارتداء ملابس بابا نويل كل عام في تلك الليلة المباركة يمثل بعضا من الحلم الذي كبر مع الايام في محاولة لادخال بعضا من السرور على قلوب الاطفال وخاصة اليتامى منهم و لا بأس من وجود ماما نويل او مس سانتا في ضل مساواة المرأة بالرجل في هذا العصر لا سيما العطاء والمسؤولية اتجاه الناس والمجتمع و الأقل حظا  .


حكاية بابا نويل:

الرجل الطيب ذو الوجه البشوش واللحية البيضاء كثلج الشتاء بثيايه وقبعته الحمر ذوي الاطراف البيضاء الذي يتسلل إلي البيوت القابعة تحت وطأة البرد ليترك هدايا للأطفال الذين سبق وادو صلواتهم طلبا لها، يطلق عليه الفرنسيون اسم 'بابا نويل' أي أب الميلاد بالفرنسية أما الإنجليز والأمريكان فيطلقون علي موزع الفرح الى ِقلوب الأطفال في ليلة الميلاد اسم 'سانتا كلوز' و الاسم يعني “ القديسة “ في الإيطالية ايضا . و'سانتا كلوز' يعود الى 'سانت نيكولاس' أي 'القديس نقولا’.

ان الأسطورة تقول إن 'بابا نويل' يسكن القطب الشمالي وتحديدا في’'جرين لاند' الجزيرة الأكبر في العالم التي يكسوها الجليد طوال العام .. وهناك وفي أعماق واد خفي شمال شرق الجزيرة يقف 'بابا نويل' بكل هيبته أمام 'كونجنس جاردن' مزرعة الملك مسكنه الذي يعيش فيه فيما يتدلي حول عنقه المفتاح الذهبي لمصنع الألعاب الذي يعمل فيه علي إعداد الهدايا ليؤكد بإصرار علي أنه 'الوحيد' الذي يصنع البهجة!..

بينما صفحات التاريخ تشي بإن 'بابا نويل'  هو  'القديس نيقولا'  'الأسقف' ذو اللحية البيضاء الذي عاش في القرن الرابع في آسيا الصغري في مدينة 'ميرا' في منطقة ليقية جنوب غرب تركيا، ويعتقد أنه البطريرك 'نيكولاس' الذي حضر مجمع نيقية سنة 325 ميلادية وقد نقل رفاته إلي مدينة 'باري' الإيطالية الجنوبية سنة 1087
وكان معروفا عن 'نيكولاس' أو 'مار نيقولا' كرمه حيال الأطفال ودفاعه عنهم وإحسانه إليهم ويقال في قصة شهيرة إنه منح ثلاث  فقيرات في ليلة عيد الميلاد أموالا مكنتهن من الزواج.. وقد جعلة تلك القصص عن حياته وكرمه رمزا للعطف والحنان على الأطفال.. وارتبط بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام القائل :'دعوا الأطفال يأتون إليٌ' في لفتته الإنسانية المؤثرة يوم أحد الشعانين.


والطفولة هي رمز آخر ارتبط به،  وفي أحد رموزها تعني تجدد الحياة وانتصارها علي الموت ،  ومن هنا اتخذ 'مارنيقولا' رمزا للحنان علي الأطفال خاصة في عيد الميلاد ،  وحرص فنانو الأيقونات علي رسمه وبصحبته ثلاثة أطفال وهو يرتدي ثوبه الأحمر ثوب البطاركة في عصره ،  وله رسوم فسيفساء تمثله في كنائس قديمة في القسطنطينية وكييف في أوكرانيا والبندقية وباليرمو بإيطاليا،  كذلك تظهر صورته في نوافذ كاتدرائيات أوكسيروبورج وفي جيل أتوس وفي الفاتيكان بل إن متحف اللوفر بباريس يحتوي علي بعض هذه الأيقونات لهذا القديس.

ان صورة بابا نويل وهداياه التي يحملها على عربته التي تجرها الغزلان على الثلج اكتملت واصبحت ظاهرة تتجدد مع مطلع كل عام في القرن التاسع عشر ، حينما صورها بريشته فنان الكاريكاتير 'توماس نيست'  ونشرتها إحدي المجلات ومنذ ذاك الحين  أصبحت هذه الصورة معتمدة لشخصية 'بابا نويل'.
وبقيت تلك الصورة متداولة عبر العصور في ليلة الميلاد كرمز يبعث بالبهجة للاطفال في العالم بينما اطفال فلسطين حيث مولد السيد المسيح مازلوا يعانوا من الهمجية والبطش  ، وفي هذا المقام يلح علي صوت فيروز الملائكي يصدح قائلا

الطفل في المغارة و أمه مريم وجهان يبكيان و أنني أصلي

الغضب الساطع آت و أنا كلي ايمان

الغضب الساطع آت سأمر على الأحزان


من كل طريق آت بجياد الرهبة آت

و كوجه الله الغامر آت آت آت

لن يقفل باب مدينتنا فأنا ذاهبة لأصلي


سأدق غلى الأبواب و سأفتحها الأبواب

و ستغسل يا نهر الأردن وجهي بمياه قدسية

و ستمحو يا نهر الأردن أثار القدم الهمجية


البيت لنا و القدس لنا

و بأيدينا سنعيد بهاء القدس

بايدينا للقدس سلام آت



0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Fox Egypt News Magazine 2014 © جميع الحقوق محفوظة © تصميم الموقع : مجدي البروفسير