فــن تشــكيــكي !!!
بقلم  : ياسر عامر
              
اعشق الفن بجميع انواعه، والغريب ان كثير من الناس حتى المثقفين منهم عندما يسمعون كلمة فن أو فنان لا يتبادر الي ذهنهم الا ممثل او مطرب، ويقتصر فكرهم وظنهم على هذا القصور وقد يتبادر الي ذهنهم على احسن تعبير رسام مثلا، والحقيقه ان هذا فكر قاصر وجهل من يعتقد ان كلمة فنان تطلق على طبقة او مهنة معينة، بل الفن اجادة اي عمل والابتكار والتجديد فيه، وتعتبر الاجادة لاي عمل مهما كان بسيطا فنا، ومن يبتكر او يجيد عمل يطلق عليه لقب فنان، وفي عصور النهضة الفنية في اوربا وايطاليا بالذات التي قادت حركة فنيه عالميه في مجال الرسم والنحت والموسيقي، مما افرز للعالم فنانون كانوا وما زالوا وسيظلوا من مشاهير ورواد الفن على مدار التاريخ البشري، مثل ليوناردو دافنشي، ومايكل انجلو، وبيت هوفن، وموتزارت، وباخ وغيرهم كثيرون.


وفي البلاد الشرقيه بات الفن فيها على المستوي الجماهيري والعام، سيئ السمعه للاسف، نظرا لطبيعة المجتمعات المنغلقه واقحام الدين وتعاليمه في الفن، وظلوا يفسرون الايات والأحاديث حتى اتخذ الدين الإسلامي على مدار عصور متتالية نزعه عنيف نحو الفن، والفنانين، واقتصر الفن من وجهة نظرهم على الراقصات المبتذلات واصحاب النحت العاري، والموسيقي المشوهة، وبات الفنان هو اشد الناس كفرا وزندقه، وساهم التليفزيون بافلامه ومسلسلاته، في تغذية هذه الروح والنزعة، باظهار الفنان بشكل متخلف وبدون ترتيب في ملابسه، او شعره وظهر الفنانون كسخرية الشاشات الصغيرة والكبيرة، واصبح هو الشخص الذي يخرج على تقاليد المجتمع ويحتسي الغمر ويمارس الشهوات بدون تقيد.


وفي طبيعة الحال اذا كان الفن محرما والفنان يرتكب الخطيئة ولا بد من عقابه وحرقه مثل الساحرات، ولكن المجتمع يلتمس العذر للساحرات والدجالين، والقتلة الذين يقتلون باسم الدين، ولا اقتنع باي قتل فس سبيل اي دين مهما كانـ فلم يخلقنا الخالق لنقتل بعضنا ببعض، فتصبح الحياة عبثا.

فالفنان مهما كان لا يستطيع ان يقتل لانه يعتمد على حس مرهف والفن هو النجاح وإتقان اي عمل وهو ما نصح وحث عليه الدين من اتقان الأعمال والإبتكار واعمال العقل.

ولكني قد الوم ايضا على بعض من يطلق عليهم عليهم فنانين من الذين يقترفون من التصرفات والسلوك ما لا يليق بالجنس البشري فما بالك بفنان، وهناك بعض الأعمال التي يطلق عليها اصحابها فنا، ورغم انها ابتكار الا انها لا تعتبر فنا بل تشويها وابتكار في التشوية ومبالغة في اظهار القبح، فما زلت اعتقد ان الفن هو الجمال او ما ينفع الأنسان فمجدي يعقوب من اكبر فنانين عصره ، وهناك نوع من الفن اسمه الفن التشكيلي وهو عادة ما يحتاج الي من رسم الوحة لشرحها فتجد لوحة بها نقطتنان كبيرة سوداء وصغيرة جدا لا تري الا بالمجهر، فمهما بلغ بك العبقرية وحلق بيك خيالك، فلن تسطتيع قراءة اللوحة، الا في وجود مبدعها كما يقول والذي يعبر لك ان النقطة الكبيرة السوداء هي اعمال الشر، والنقطة المجهرية البيضاء هي الضمير الحي، فحينها تشك في كل النقاط والخطوط ويصبح الفن التشكيلي بفكرك ما هو الا فنا تشكيكيا يحتاج الي تأكيد.واتذكر حينها اني رسمت دائرتين على ورقة بيضاء وسالني البعيد اللي بيسموه فنان فقلت أن احد الدوائر احمس البطل الفرعوني والأخري مينا موحد القطرين فاظهر الأبعد شكه وهدأت حالتي وتحول الفن من تشكيلي لتشكيكي.

1 التعليقات:

 
Fox Egypt News Magazine 2014 © جميع الحقوق محفوظة © تصميم الموقع : مجدي البروفسير