لا أعلــــــــــم

( لا أعلــــــــــم )

للكاتب : خالد مخلد العتيبي

سلكت طريقا" زراعيا" ذات مرة على أقدامي ،،، كنت وقتها أتمعن في جمال الطبيعة الخلابه ، توقفت قليلا" لاخذ قسط من الراحة ، فإذا بصوت أنين ؟!!!

التفت يمين وشمال حتى أدركت بانه قريب مني فعرفت بان الصوت قادم خلف هذة شجرة ، فاقتربت منها ، وعندما اقتربت أكثر ، شاهدت رجل مسن قد سقط وساقه مصابه ,

فأمسكت بساقه وقلت له سوف أطلب لك الإسعاف ، فالتفت لي مبتسما" وقال أين  وكيف تتصل وليس هنالك شبكة تلتقط اتصالك ، فاخرجت الهاتف مباشرة ورأيت بانني خارج نطاق التغطيه فعلا" ،

فتعجبت !!!!

كيف لاتوجد شبكة وانا قريب من منزلي ولم أقطع مسافة طويلة !!!

فقال بعبارة أنت انقطع هاتفك من الشبكة ولكن كيف حال من انقطع قلبه عن ذكر الله عز وجل !!!

تأملت بكلامه فدمعت عيني !

وقلت سأخرج لاجل ان اطلب المساعدة من الماره ،

فقال لي أنتظر وأسمع مني يابني ؟!

فجلست بجواره لكي أسمع مايقوله ,

قال إن رضاء الله من رضى الوالدين

قلت أعلم ،

قال لاتهجر القران فانه انيسك في قبرك

قلت : أعلم

قال من توكل على الله فهو حسبه

قلت : أعلم

قال لاحزن مع ذكر الله

قلت : أعلم

قال رزقك لن يأخذه غيرك

قلت : أعلم

قال هنالك أمرا لا تعلمه ؟!!!

قلت : ماهو

قال لي من الأبناء ٧ ولم أشاهدهم من سنين طويله ، تركوني في منزلي الريفي الصغير الذي عاشوا به وتعلموا ومن ثم تزوجوا وغابوا عن ناظري ،،،

قلت : وأين هم الأن

قال إنهم  مشغولين  بدنياهم ويبعثون لي مالا كل شهر ولا يعلمون بان اموال الدنيا لا تساوي نظرة واحدة لمشاهدتهم ولحظني لهم ،،،

فدمعت عيني من حديثه ،،،

فقال يابني لاتحزن على دنيا زائله ولا تغرك الدنيا بمتاعها ،،، فانني كنت رجل  ثري جدا" ولكن عندما خسرت ثروتي هجرني الاصدقاء والاحباب والأولاد ،،،،

هنا توقف وسألته وهل هذا الأمر جعلك تتألم ؟!

قال نعم أكثر من كسر ساقي الأن ،

عجبت لأمر رجل أحب الجميع فهجروه ؟!!!!

أيقنت بان نجعل حياتنا لله ابتغاء مرضاته وطمعا" بالجنةً

بعدها أخذته للطريق فوجدنا أحد العابرين بالمركبه وذهبنا به للمستشفى وتماثل للشفاء ،،، وعدت للمنزل وحديثه في مسامعي ،،، رجل عاش طويلا وكسب ألما كبيرا ولكن كان مؤمنا" بالله ، جعل القرأن انيسه بالدنيا وذكر الله سعادة له ،،،