( الانهيار الاقتصادي في العراق )


بقلم/ المحامي سركوت كمال علي - العـراق

الانهيار الاقتصادي : ولقد شمل الانهيار الاقتصادي كافة القطاعات وبدون استثناء وسأتناول كل قطاع على حدة:

1-      القطاع الصناعي:

كان العراق قبل عام 2003 يملك 178000 مصنعا تابع لوزارة الصناعة والمعادن والتصنيع العسكري والقطاعين المختلط والخاص. وكانت نسبة مساهمته في دعم الناتج الوطني 23%.

وبسبب تفشي الفساد الاداري وسوء التخطيط وانهيار منظومة الكهرباء تراجع هذا القطاع في دعمه للناتج الوطني الى اقل من 1%. وعلما بان مئات الالاف من الاشخاص كانوا يعملون في هذه المصانع وكان من اهم اسباب انهيار القطاع الصناعي في العراق ومن نتائجها السيئة على الاقتصاد الوطني هو :


       ا- اعتماد العراق على استيراداته الخارجية على ايران بالدرجة الاولى وذلك للمساهمة في تخفيف الحصار الاقتصادي المفروض على ايران اضافة الى قيام الاحزاب الشيعية بتفكيك المصانع الضخمة والتابعة للعراق وبيعها او اهدائها الى ايران فحدث هنا نوعين من التخريب للاقتصاد الوطني هو تفكيك المصانع وارسالها الى ايران للقضاء على اي انتاج وطني وبالتالي الاعتماد كليا على ايران فقبل 2003 كان العراق قد وصل الى مرحلة الاكتفاء الذاتي في العديد من الصناعات والتي اشتهرت بجودتها العالية ومنها الاجهزة الكهربائية مثل المبردات والمراوح والمكاوي واجهزة التلفاز والفيديو وغيره عشرات الصناعات الراقية التي اشتهر العراق بها.
بينما الان كل شيء يتم استيرادها من ايران من المبردات الهوائية والمراوح والثلاجات وغيرها.

اي المؤامرة كانت تتمثل في القضاء على الصناعة الوطنية من اجل تشجيع الصناعة الايرانية كما ان العراق كان يمتلك المئات ان لم يكن الالاف من مصانع التصنيع العسكري الذي كان ينتج حتى الاسلحة الثقيلة رغم الحصار المفروض عليه ,  بينما اصبح الان حتى اطلاقة الرصاصة يستجديها من ايران وغيرها من الدول.
ومختصر الكلام فان العراق كان قد حقق اكتفاءا ذاتيا في صناعاته , قبل 2003بينما بعد حكم المافيات اصبح العراق حتى ابرة الخياطة يستوردها من ايران .

ب- بسبب الفساد الاداري والذي اقصده بالفساد الاداري انشغال المافيات الجديدة بالسرقة تم القضاء على معظم المصانع مقابل بضعة الاف من الدولارات يحصلون عليها من ايران.

ج- سوء التخطيط او انعدامها لان من شغلوا ويشغلون المناصب العليا يفتقرون الى الخبرة واحيانا حتى لا يملكون شهادة دراسية او يملكون شهادات مزورة تم الحصول عليها من لبنان او سوريا.
ء- انهيار منظومة الكهرباء وهذا الموضوع سأتناوله بالتفصيل لاحقا لأهميتها.

وكان من اهم نتائج انهيار القطاع الصناعي هو :-

ا- مئات الالاف من العمال والمهندسين اصبحوا عاطلين عن العمل ومعظمهم اصحاب عوائل وهذا الشيء كان متعمدا لإجبار هؤلاء للتطوع في جيش المالكي والقوات الامنية واستخدامهم لمحاربة وقتل كل من يعارضهم بتهمة الارهاب...اضافة لاستخدامهم كوقود لحروبهم المستمرة ...

ب- بلغ حجم التبادل التجاري مع ايران عام 2008 اربعمائة مليون دولار بينما وصل حجم التبادل التجاري مع ايران عام 2009 اربعة مليار دولار اي ارتفع نحو عشرة اضعاف خلال عام واحد.
كان الميزانية المخصصة للعراق في عام 2009 , 115 مليار دولار بينما كانت لإيران 102 مليار دولار مع العلم مساحة العراق يبلغ نصف مساحة ايران.

وفي 2010 بلغ حجم الاستيراد من ايران 6 مليار و100 مليون دولار وحجم التصدير 121مليون دولار.
بينما حجم التبادل التجاري مع ايران بلغ (10)مليار دولار خلال عام 2011.

بينما بلغ حجم التبادل التجاري بين العراق وايران خلال عام 2012 10 مليارات و267 مليون دولار ، في الوقت الذي وصلت قيمة الصادرات العراقية الى ايران 83 مليون دولار.

بينما بلغ حجم التبادل التجاري بين العراق وايران في عام 2013 الى  15 مليار دولار.

ومن المهم جدا ان نذكر ان الولاء الاعمى للحكومة العراقية لإيران جعلت ايران تستغل هذه الفقرة لصالحها لتزج بضائعها الرديئة الى الاسواق العراقية , في نفس الوقت التي قضت فيه على الصناعة العراقية.


ولقد اصبح العراق بفضل ايران يستورد جميع السلع والبضائع ويصدر سلعة واحدة هي النفط.


0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Fox Egypt News Magazine 2014 © جميع الحقوق محفوظة © تصميم الموقع : مجدي البروفسير