الصديق نموذج للرحمة الإنسانية والاقتداء بخير المرسلين

بقلم / سارة السهيل

أيام قلائل وتهل علينا الذكري العطرة لهجرة الحبيب نبينا المصطفي صل الله عليه وسلم، فارا بدينه من مكة إلى المدينة. وفي هذه المناسبة نستعيد ذكرى من صحب الرسول في رحلته الشريفة ونتعلم قيم الوفاء للصاحب والصدق مع الصديق وقيم الايثار وانكار الذات.

شخصية الصديق نموذج انساني فريد في اخلاقه من صدق وأمانة وشجاعة ورحمة وسبق إلى الخيرات، كما كان نموذجا فريدا في ايمانه ويقينه وخلافته، واعتقد انه اذا لم يكن فريدا، لما كان الله عز وجل قد شرفه بأن يكون ثاني اثنين في الغار، حيث اجتمعت فيه خصائل نادرا ما تجتمع في انسان تمنحه الشرف الدائم .

وقد انعكس شرف نسب سيدنا أبو بكر علي اخلاقه التي عايشها المسلمون من  لين ورقة وحنو، فاسمه  عبد الله بن عثمان، وعثمان والده هو: أبو قُحافة، وهو من قبيلة  التَيمْ.

صفات المودة والرحمة التي ملئت قلب الصديق جعلته طيبا يألف الناس ويألفونه، وقد تلازمت رحمة قلبه بالتواضع والزهد في متاع الدنيا وزينتها، فطبع علی الكرم والتصدق بكل ما يمتلك للمسلمين وجيشه، وعتق العبيد من ماله الخاص لوجه الله، أولهم بلال بن أبي رباح .

أطلق على أبي بكر لقبي  الصديق، وعتيق النار،  في الجاهلية وفي الإسلام، فقد كان يُلقَّب بالصديق، لأنه كان يحكم في أمر الديات التي كان القاتل يدفعها لأهل القتيل. حيث كانت قريش تنيبه في مسألة القتل أو المشاجرات التي يترتب عليها حدوث عاهة من قطع وبتر، وإذا تولى أمر الديات شخص آخر غير أبي بكر رفضوه ولم يصدقوه، ولذلك سُمِّي في الجاهلية بالصدِّيق؛ أي: شديد الصدق فيما يقضي ويحكم".

أمَّا في الإسلام فقد سُمِّي بالصديق، لإسراعه في تصديق النبي - صل الله عليه وسلم- في كل ما يقول، وبخاصة في حادث الإسراء والمعراج.

أما لقبه بعتيق في الجاهلية فقد كني به لجمال وجهه، أما في الإسلام فقد لقب بالعتيق  لأن النبي - صل الله عليه وسلم- بشَّره بالعتق من النار، كما لقب بالآواة لرأفته ورحمته وخشيته من الله .

ومن مظاهر انسانية الصديق، انه قبل توليه مسؤولية الخلافة كان يقدم خدمات انسانية لجيرانًه اليتامى الصغار، ولعجوز طاعنة في السن، فكان يحلب لهم الشياه في الليل، يؤم هذه البيوت فيحلب لهم الشياه، ويؤم بيوتًا أخر فيطهو لهم الطعام، ولما صار خليفة، تناهى إلى سمعه حسرة العجائز، لأنهن سيحرمن من هذه الخدمة، وذات يوم قرع دارًا مِن تلك الديار، فسارعت فتاة صغيرة لتفتح الباب وإذا بها تصيح: جاء حالب الشاة، من هو حالب الشاة ؟ سيدنا الصديق، خليفة الرسول الله عليه الصلاة والسلام، وخليفة المسلمين.

ولعل لين قلب ابو بكر الصديق وهو ما وصفه رسولنا الكريم بقوله : "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر" .، لم تتناف مع طبع عليه ابو بكر من شدة وحسم في مواقف تطلبت منه الحدة لنصرة الدين والحفاظ على سيرة  المصطفي، وهو ما تجلي  في بدء خلافتة في محنة ردة قبائل العرب عن الإسلام ومنع بعض القبائل زكاة أموالها، فجهز أبو بكر الجيش لمحاربتهم، ونجحت حدة وحسم ابو بكر في اطفاء نيران هذه الفتنة .

ورغم كل هذه الخصال في شخصية الصديق، الا انها لا تغني شيئا في نظري من محبته لرسول الله، فهذه المحبة ألزمته باب نور حبيب الله فشرب من كأسه حقيقة الايمان . وعندما يمتلئ القلب بحب الرسول ، فالقلب اذن يزداد نورا ورقة ولين وسبق وحسم في الحق وبصيرة وثبات علي سنة الحبيب والعمل بها حتي لو أفضي الي حروب المرتدين عن دفع الزكاة بعد وفاة المصطفي .


ويبقي سر الصديق كامنا في اقتدائه برسوله واتباع سنته في كل شؤون الدنيا والدين  فجاءت فترة خلافته نموذج على هدي السنة النبوية المحمدية في السلم والحرب، في الأمن والخوف. وسيبقي الخليفة ابو بكر الصديق خالدا  في التاريخ كأول خليفة عظيم تشرب الحكمة رافق النبي صل الله عليه وسلم في هجرته إلى المدينة وتشرب منه الحكمة وفن قيادة أمة و آل بيت رسول الله و خلفائنا الراشدين قدوتنا فيما وردنا عنهم من صادق الحديث و السير الصحيحه بعيدا عن ما يتم دسه مثل السم في العسل لهدف الفتن و لهدف تشويه صورة الدين بأحكام و قصص لم تحدث إنما دسها الأشرار كي يعتقد الناس أنه من الدين و هو ليس من الدين بشيء فلنقتدي دائما بخير الأخبار بما يليق بسماحة الرسول و أهله و صحبه .


0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Fox Egypt News Magazine 2014 © جميع الحقوق محفوظة © تصميم الموقع : مجدي البروفسير