القــــرآنُ بــــاقٍ ؟ !!  فمــصــرُ بـاقيــــــــة !!

بقلم فضيلة الشيخ / أحمد تركي


عنوانُ هذا المقال نتيجةٌ استخلصتها من القرآن الكريم ،وسنة رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) خلال بحث فيهما في  فترة زمنية ليست قصيرة ! ، حاولت جاهداً تجنيب مشاعري وعاطفتي نحو بلدي  حتي أتجنب التحيّز العلمي وهو أحد أخطاء البحث العلمي الشائعة ، وقد حثنا القرآن في أول تكليف إلهي للمسلم بقوله : ( إقرأ باسم ربك الذي خلق ) العلق : ١

فالقراءة هي أهم أدوات البحث العلمي ينبغي أن تكون باسم الله !! يعني لله قراءةً وتطبيقاً ، بعيداً عن أهواء الانسان وميوله وولائه !!

ووجدتني كلما أقرأ عن مصر في القرآن والسنة والتاريخ تزداد قناعتي أكثر وأكثر بالإجابة علي سؤال : لماذا مصر ياااارب ذكرتها في القرآن ؟ رغم أن القصص القرآني مليء بذكر حضارات سابقة !! ذكر الأقوام والشعوب ولم يذكر بلدانها ، ذكر أقوام عاد وثمود وصالح وشعيب .. الخ ، وذكر مملكة سبأ وأنزل سورة في القرآن باسمها ، غير أنه ذكرها في سياق تاريخي انتهي قبل نزول القرآن الكريم من باب العظة والعبرة فقط ، ( لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) سورة سبأ .

ذكرها باعتبار ما كان !! ، لأنها ما كانت موجودةً وقت نزول القرآن الكريم .

أما مكة ومصر ، فمذكورتان في القرآن الكريم مرتبطتان بعبادة المسلم وحياته .

ذكر الله تعالي مكة باعتبارها حرم الله الآمن وفيها بيته الحرام يحج الناس إليه كل عام .

قال تعالي : ( { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ{96} فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ{97}آل عمران.

وقال تعالي : ( لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ { 1 } وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ { 2 } وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ { 3 ).سورة البلد .

 ومصر ذكرها رب العزة سبحانه وتعالي في القرآن أربع مرات تصريحاً وأكثر من عشرين مرة تلميحاً بذكر مواطن فيها كطور سيناء ، والجانب الغربي .. الخ .


ويُلاحظ ما يلي :

١- ذكر مكة في القرآن مرتبط ٌ بالأمن والعبادة في الصلاة والحج

قال تعالي  ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ ) النحل :

٢- وذكر مصر في القرآن مرتبطٌ بالأمن والثروة والخيرات بأنواعها .

قال تعالي :

1.   وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا) يونس : ٨٧.

2.   وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ. يوسف : ٢١

3.   فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ. يوسف : ٩٩

4.  وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ. الزخرف : ٥١

5.   اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ..، سورة البقرة، جزء من الآية 60.
في الآية الأخيرة   قال بعض المفسرين  إنها مصر وقال البعض الاخر أن مصرا ممنوعة من الصرف والمقصود هنا مصر من الأمصار يقع في مساحة مصر الجغرافية وقتها .

وكأن الله تبارك وتعالي الذي قدّر فهدي ، اصطفي مكة ومصر ليؤديا دوراً أبد الدهر للدين !! وللحياة .

فمكة لابد أن تبقي لتبقي شعائر الدين ، وتبقي الكعبة قبلة للناس في الصلاة والحج . لأن بقاء مكة هو بقاء لشعائر الله .

أما مصر رغم أنه لم يدخلها الإسلام الا بعد انتقال الرسول ( صلي الله عليه وسلم )إلي الرفيق الأعلي ، ( فتحت عام ٢٠ ه) ، إلا أن مصر بقاؤها بموقعها الجغرافي وإيمان أهلها وجلدهم ورباطهم واخلاصهم لدين الله هو بقاء للأمة الاسلامية والعربية .

وهذا سر وصية رسول الله صلي الله عليه وسلم بأهل مصر وجيش مصر . وهو يستنبيء التاريخ الي يوم القيامة ، تقريراً لحقيقة ارادها الله رغم أنف كل حاقد او غادر.  حقيقة لأنهم في رباط إلي يوم القيامة .

والأحاديث الواردة فيها الصحيح وفيها الضعيف سنداً الصحيح متناً ، فضلاً عن العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال والمناقب .  

قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:

* ستفتح عليكم بعدي مصر فاستوصوا بقبطها خيراً فإن لكم منهم ذمة ورحما.

*إذا فتح الله عز وجل عليكم مصر فاتخذوا بها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد الأرض، فقال أبو بكر لم يا رسول الله؟ فقال: لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة.

*ستفتح عليكم مدينة يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيراً فإن لهم ذمة ورحما.

*وقوله صلى الله عليه وسلم وذكر مصر فقال: ما كادهم أحد إلا كفاهم الله مؤنته.

*أوصيكم بأهل البلدة السوداء، السحم الجعاد، فإن لهم ذمة ورحما.

*مصر أطيب الأرضين ترابا وعجمها أكرم العجم، فإن لهم ذمة ورحما.

*أهل مصر في رباط إلى يوم القيامة.

*الله الله في أهل المدرة السوداء، السحم الجعاد، فإن لهم نسبا وصهراً.

*من أتعبته المكاسب فعليه بمصر، وعليه بالجانب الغربي.

*قسمت البركة عشرة أجزاء فجعلت تسعة في مصر وجزء بالأمصار.

*اتقوا الله في القبط، لا تأكلوها أكل الخضر.

*وقد أوصى الرسول عليه الصلاة والسلام بقبط مصر فقال: إنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة.

*تكون فتنة اسم الناس فيها - أو خير الناس فيها - الجند الغربي، قال عمرو بن العاص فلذلك قدمت عليكم مصر. ( الجند الغربي يعني جند مصر باعتبار مصر غرب الجزيرة العربية ، ونص القران الكريم وهو سوق قصة موسي وهو بمصر ( وما كنت بجانب الغربي اذ قضينا الي موسي الامر وما كنت من الشاهدين ) .

*الاسكندرية إحدى العروسين.

*مصر خزائن الله في الأرض والجيزة غيضة من غياض الجنة.

*وحين أتى بعسل بنها دعا رسول الله فيه بالبركة.

*وقوله عليه الصلاة والسلام: وقد أتي بثوب من ثياب المعافر، فقال أبو سفيان: لعن الله هذا الثوب ولعن من عمله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تلعنهم فإنهم مني وأنا منهم: يعنى بقوله معافر مصر.

و قوله صلى الله عليه و سلم (إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا بها جندا كثيفا فذلك الجند خير اجناد الأرض ، قال أبو بكر لم يا رسول الله؟ قال لأنهم و أزواجهم فى رباط إلى يوم القيامة ). ( حديث صحيح راجع ماذكرته دار الافتاء بالأدلة ترجيحاً لتصحيحه)

 والمرابط هو المجاهد الواقف علي حدودها ، ومن وقف مرابطاً ومجاهداً علي حدود مصر فإنه مرابط علي حدود وحمي الاسلام والمسلمين لصد أي غارة  جديدة علي الدين أو الأرض أو الأمة  , فمصر هي حمي الإسلام بشهادة الرسول صلي الله عليه وسلم والتاريخ  يؤكد صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم  ، فالجندي المصري هو الذي صد هجوم التتار والصليبيين ، وانتصر عليهم ولولا ذلك لهلكت الأمة العربية والإسلامية وانحسر الاسلام !!

هذه المعاني فهمها صحابة رسول الله جيداً وسجلوها للتاريخ :

ففي كتاب سيدنا عمرو بن العاص الي الخليفة الفاروق رضي الله عنه ما يؤكد هذا المعني :

وكان سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه قد كتب إلى عمرو بن العاص قائلا : أما بعد فإنى قد فكرت فى بلدك و هى أرض واسعه عريضه رفيعه ، قد أعطى الله أهلها عددا و جلدا و قوة فى البر و البحر ، قد عالجتها الفراعنه و عملوا فيها عملا محكما ، مع شدة عتوهم  فعجبت من ذلك ، وأحب أن تكتب لى بصفة ارضك كانى انظر إليها ، و السلام.

فكتب إليه عمرو بن العاص  ، قد فهمت كلامك و ما فكرت فيه من صفه مصر ، مع أن كتابى سيكشف عنك عمى الخبر ، و يرمى على بابك منها بنافذ النظر ، وإن مصر تربه سوداء و شجرة خضراء ،بين جبل أغبر و رمل أعفر ، قد أكتنفها معدن رفقها (أى عملها ) و محط رزقها ، ما بين أسوان إلى منشأ البحر ، ف سح النهر(تدفقه) مسرة الراكب شهرا ، كأن ما بين جبلها و رملهابطن أقب (دقيق الخصر)و ظهر أجب ، يخط فيه مبارك الغدوات ،ميمون البركات نيسيل بالذهب ، و يجرى على الزياده و النقصان كمجارى الشمس و القمر ، له أيام تسيل له عيون الأرض و ينابيعها مامورة إليه بذلك ن حتى إذا ربا و طما و اصلخم لججه (أى اشتد) و اغلولب عبابه كانت القرى بما أحاط بها كالربا ، لا يتوصل من بعضها إلى بعض إلا فى السفائن و المراكب ، و لا يلبث غلا قليلا حتى يلم كأول ما بدا من جريه و أول ما طما فى درته حتى تستبين فنونها و متونها .

و قد رزق أهلها على ارضهم جلدا و قوة ،بلا حد ينال ذلك منهم ، فيسقون سها الأرض و خرابها و رواسيها ،ثم يلقوا فيها من  صنوف الحب ما يرجون التمام من الرب ، فلم يلبث إلا قليلا حتى أشرق ثم أسبل فتراه بمعصفر و مزعفر يسقيه من تحته الثرى و من فوقه الندى ،و سحاب منهم بالأرائك مستدر ، ثم فى هذا الزمان من زمنها يغنى ذبابها ( أى محصولها ) و يدر حلابها ( اللبن ) و يبدأ فى صرامها ( جنى الثمر ) ، فبينما هى مدرة سوداء إذا هى لجة بيضاء ، ثم غوطة خضراء ثم ديباجة رقشاء ، ثم فضه بيضاء  فتبارك الله الفعال لما يشاء ، و إن خير ما اعتمدت عليه فى ذلك يا أمير المؤمنين ، الشكر لله عز و جل على ما أنعم به عليك منها ، فادام الله لك النعمة و الكرامة فى جميع أمورك كلها و السلام .

ودخل مصر من الصَّحابة كثير منهم: الزَّبير بن العوام، والمقداد بن الأسود، وعبادة بن الصَّامت، وأبو الدَّرداء، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عمر بن الخطاب وعقبة بن عامر، وعمار بن ياسر، وعمرو بن العاص، وأبو هريرة وغيرهم.


وعاش في مصر من الفقهاء والعلماء الكثير منهم: اللَّيث بن سعد، والعزُّ بن عبد السلام والإمام الشافعي، وابن حجر العسقلاني، والإمام الشَّاطبي، ووُلِد فيها عمر بن عبد العزيز.



وجعفر المتوكل على الله من الخلفاء.

وقال أحمد بن صالح: قال لي سفيان بن عيينة: يا مصريُّ! أين تسكن؟. قلت: أسكن الفسطاط. قال: أتأتي الإسكندريَّة؟. قلت: نعم. قال لي: تلك كنانة الله، يحمل فيها خير سهامه.وقال يحيى بن سعيد: جُلْت البلاد، فما رأيت الورع ببلد من البلدان أعرفه، إلا بالمدينة وبمصر.

وقال خالد بن يزيد: كان كعب الأحبار يقول: لولا رغبتي في الشَّام لسكنت مصر؛ فقيل: ولم ذلك يا أبا إسحاق؟. قال: إني لأحبُّ مصر وأهلها؛ لأنَّها بلدة معافاة من الفتن، وأهلها أهل عافية، فهم بذلك يعافون، ومن أرادها بسوء أكبَّه الله على وجهه، وهو بلد مبارك لأهله فيه.

هذا قليلٌ من كثير في فضل مصر في القرآن والسنة والتراث الإسلامي .

يتضح لنا بيقين أن  مصر خلقها الله لتعيش أبد الدهر ، فلا يُتصور أن يقرأ الناس القرآن ومصر غير موجودة علي خريطة العالم!! وإلا سيكون هذا تكذيباً للقرآن!!  ، ولو أن مصر مثل البلاد الأخري الكثيرة التي جري عليها سنة التبديل الحضاري فعاشت ومُحيت وأُنشيء عليها بلاد أخري - وهذا حدث كثيراً في التاريخ - لما ذكرها الله في القرآن بهذه الصراحة والوضوح والتلميح بمهمتها في العالمين الي قيام الساعة !!.

والقرآن الكريم أنزله الله وحفظه من التحريف الي يوم القيامة فقال تعالي : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر.

وحفظ الله تعالي للقرآن يشمل كلّه وجزءه. ومصر كلمة تكررت في القرآن تعني مكاناً له حدود ووطن له سيادة . وحدود مصر الان هي حدود مصر وقت نزول القرآن وعبر التاريخ ، قد تمتد تاريخياً وتتسع لكنها لم تنحسر عن هذه المساحة ( راجعو خريطة العالم من الف عام حتي تاريخه) !!
وعلي هذا فمصر بحدودها من مقتضي حفظ الله تعالي كما ورد في القرآن الكريم . 

كل هذا يؤكد حقيقة ربانية تاريخية واقعية .

( مصر باقية ما دام القرآن باق ) .

ودورنا أن ندافع عنها ونضحي لأجلها ، فالدفاع عنها جهادٌ في سبيل الله ، والموت دونها شهادة ، ومن تأخر عن واجبه نحوها خسر خسراناً مبيناً ، لأن حاجتنا إلي جند الحق المرابط كما علمنا رسول الله أشد من حاجة مصر إلينا !!

وان تتولو يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونو أمثالكم .

وأخيراً 

**وأقول لأعدائها :

لن تستريحو في مصر !!! ، لانها بلد ٌ بقدر ما تُمتع أهل السلام ، بقدر ما تقصم أهل العدوان واسألو التاريخ !! اسألو التتار واسألو الفرنجة واسألو الفرنسيين ، واسألو الإنجليز ، واسألو اسرائيل !!
لن تستريحو ، ولن تتمكنو من تقسيمها ، أو محوها ، لا بأنفسكم وعتادكم ولا بعملائكم الجدد الذين يلتهمون ويذبحون باسم الله والله منهم برآء .

انكشفت اللعبة !! واسألو التاريخ عن التحدي فهو أقوي منكم مهما كانت قوتكم .
واسألو عن تحدي المصريين وآثاره إلي اليوم !!

**وأقول لعملاء الاستخراب العالمي من النخبة الفاسدة المبشرين بالخراب المستعجل :
قول جمال الدين الأفغاني : ( خائن الوطن من يكون سبباً في خطوة يخطوها العدو نحو الوطن ) .

أما أنت أيها المصري فجاهدهم بالتحدي !!

بالتحدي والصبر والإيمان والقوة والتماسك والوعي والالتفاف حول جيشك خير جنود الأرض ، وإذا استشهدت ففي جنة الخلد باْذن الله وسيكمل أولادنا الجهاد ضد تحالف الاستخراب والارهاب .

لأن مصر باقية بإذن الله. ( حي علي الرباط والجهاد).

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Fox Egypt News Magazine 2014 © جميع الحقوق محفوظة © تصميم الموقع : مجدي البروفسير