لا دين في السياحه ولا سياحه في الدين

لا ديـــن في السياحــه ولا سياحـــه في الديـــن !!!

كتب - ياسر عامر

الذين يطلقون شعار" لا دين في السياسة.... ولا سياسة في الدين" يطلق عليهم  الملتحون والمتعاطفون معهم على اقل تقدير علمانين بما يقصدوه من معني البعد عن الدين وقد يتطور الحوار او النقاش ويصفهم الأغلب منهم بوصف الكفرة الزنادقه وحيث ان هذه مقدمه لزم التنويه عنها فلا أنوي الدخول في حوارات عقيمه لا تنتج ولدا أو أنثي، ولكني هنا اتحمل مسئولية وجهة نظري وافكاري بعد مدة طويلة من العمل والإحتكاك بالعاملين بقطاع السياحه سواء من خلال الأخبارالصحفية  التي أنشرها، أو اللقاءات الصحفية  التي اقوم بها، او وجودي باشهر المناطق السياحيه عالميا واقليميا ومحليا  وهي شرم الشيخ .

فانا اتحمل تماما ما اكتبه وما نتج عن تزاوج مجريات الواقع ببنات الأفكارحيث اعترف ان كل مشكلة او كارثه اولي حلولها هي الصراحه والمكاشفه والشفافية وليس اقصد بهذه الكلمات الشفافية الحكومية التي تشبه تماما علاج التأمين الصحي حاشا وكلا، ولكن اقصدها بمعني الكلمة، فليس التعرية خطيئة اذا كانت ضرورة للعلاج وانا انجرف دائما نحو العاريه الصريحه أكثر من التي تتدعي الحجاب المزيف، وما اراه من حكومتنا في مجال السياحه خاصة انها مثل بنت تغطي شعرها وتظهر عورتها،  فلا هي محجبه متدينه متمسكه بظاهر دينها ولا هي متبرجه تتحمل افكارها المتحرره، فهي ترقص على السلم كما يقولون بدون موسيقي فلا يسمعها احد ولكن يراها من يصعد السلم فقط، فانا اؤمن ان السياحه لا دخل لها بالدين ولا نحتاج فتوي من اصحاب العمامات ليقولوا لنا حرام هي ام حرام، او نص نص ، مثلها مثل العمل بالبنوك الذي ظللنا سنوات نبحث عن حلالها او حرامها واغلب الذين يفتون كل تعاملاتهم مع البنوك، ومنهم من أفتي انها نص نص اه والله! بمعني حلال الا القروض ربا، والعياذ بالله تمام كما يقولون ان السياحه حلال الا اذا خلت من التعري والخمور، السياحه  مهنة يعمل بها الملايين وتعتمد عليها الدول كدخل قومي ولا بد للدولة ان ترفع يدها عنها وتتركها للعاملين والمتشغلين بها، فاما ان نكون دولة سياحه او لا نكون دولة سياحه، فماذا نفعل في الذين ياتون ليتعروا تحت حرارة الشمس؟ والذين يشربون الخمر بدل الماء؟

هل نأتي بالسياح لنعلمهم الدين؟ او ناتي بهم وناخذ نقودهم ونستحلها لنعلمهم الإلتزام؟ ماذا نفعل مع شباب أتي لقضاء اوقات متعه يتقاسمون الاكل والمال والفراش؟ او الذين يعتقدون ان الأهرام لها سحر وطاقه ويأتون اليها من انحاء العالم؟ وماذا نفعل مع عباد البقر هل نمنعهم عن السياحه ببلادنا لانهم مشركون كفرة؟ اذا كنا نحتاج الي السياحه فيجب ان نترك كل سائح لهواه فالذين يعبدون البقر ننشأ لهم معابدهم ، والذين يؤمنون بالهرم كإله نجمل لهم الههم، والذين يشربون الخمور نتيحها لهم، والذين اتوا للاستمتعاع والحريه لابد ان نترك لهم مساحات من الحرية، وقد اضحك كثيرا من الأخبار التي تقول مثلا: تم سحب ترخيص محل لانه يبيع الخمور المغشوشة، وقد اتخيل شكل ضابط المباحث ملتحيا وهو يردد عبارة " من غشنا فليس منا" يعني الخمور المغشوشة هي اللي مخالفه؟  انما الاصليه البيور حلال؟

او ضابط آداب سعيد بقضية دعارة عندما ضبط شبكة من الفتيات يمارسن الرزيلة داخل نادي للمساج مثلا ، او ضبط قضية دعارة مع راقصه والبودي جارد، وبعتبر ان ده خلل امني وليس انضباطا امنيا وما يجري داخل المناطق السياحيه لابد ان يحكمه قانون مختلف وشرطة السياحه تحمي من بداخل المنشأة ولا تقتحمها عنوة، ومن الطبيعي جدا انا يكون لها تعامل خاص خصوصا طالما سمح للمنشأة بمزاولة العمل، واما شرطة الأداب فلها ان تحاسب من يفعل اعمالا مخلة في الطريق العام او من يتحرش خارج نطاق المنشأة فلا معني لضبط متحرشين داخل ملهي ليلي مثلا ، او القبض على شخص سكران داخل خمارة أو فندق، ولكن احاسبه اذا كان في الطريق العام وهكذا  بمعني اذا اردنا السياحه نمارسها صريحه ولا نجل منها  ولا نخجل من ذلك واذا رفضناها فلا بد ان نرفضها ككل ونتفرغ للاعمال الاخري او نعتمد على السياحه الدينية وزيارة العتبات المقدسه فلا سياحه في الدين ولا دين في السياحه وارحمونا رحمكم الله ودمتم بخير.