الرسالة الكاملة لفعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب


كتب : وليد شفيق

تفدم فوكس ايجيبت  خدمة مميزة في رسالتها الثقافية السامية التاتي تبع من وجدانها الثقافي الخاصة بمعرض القاهرة للكتاب الذى يقام في الفترة من 27 يناير الي 10 فبراير في ارض المعارض بندنية حيث قامت بالعديد من الجولات الميدانية داخل المعرض في البداية .

1-"المريض العربي".. عندما تتلون الحياة بمآسينا السياسية

تجربة واقعية ترتبط تاريخيًّا بحكم الإخوان لمصر وما صاحبه من أعمال ثورية..،،،

صلاح السروى: معالجة امتازت بالمزاوجة والتوازي بين الشخصي والعام

فجَّر ضيوف المقهى الثقافي عدة قضايا شائكة، تتعلق بالرواية العربية والأدب العربي، وإلقاء السياسة ومجريات الأحداث بظلالهما على الأشكال كافة الروائية والإبداعية منذ ثورة يناير 2011، وذلك من خلال مناقشة رواية "المريض العربي" للكاتبة هدى توفيق.

 وطرح الحاضرون عدة تساؤلات من بينها: لماذا نحمِّل الأدب الأجناس الأدبية التي تناولت ثورة يناير، دون فرز للغث منها والثمين، وهل نعيش في زمن الأشكال الأدبية المتنوعة، أم هو العصر الذهبي للرواية، التي أصبح يخصص لها جوائز في أغلب الدول العربية؟

جاء ذلك ضمن فعاليات المقهى الثقافي، أمس الجمعة، الذي ناقش فيها فيها نص هدى توفيق الروائي، كل من الناقد ربيع مفتاح والناقد الدكتور صلاح السروي، وأدارت الندوة الشاعرة عزة رياض.


وقالت الكاتبة هدى توفيق مؤلفة الرواية: إن تجربة "المريض العربي" تعد استغلالًا لحادث تعرضت له في حياتها، لكنه ارتبط تاريخيًّا بحكم الإخوان في مصر، وما صاحب ذلك الحكم من أعمال ثورية، لتعكسه في الرواية، كما علقت على معالجتها لملحمة جلجامش، وتحويلها إلى نص سردي، بأن ذلك كان بمثابة مجازفة كبيرة لا تعرف مصيرها بالنسبة للمتلقي.

من جانبه علق الناقد الأدبي ربيع مفتاح على الرواية قائلًا: يتراوح فن الكتابة  "السرد" في هذه الرواية ما بين القصة القصيرة والرواية، وما لفت نظري أن الكاتبة تتحرك من منطلق تجربة حياتية خاصة بها، حيث رصدت الكاتبة تفاصيل دقيقة للغاية، يكاد يكون رصدًا فوتوغرافيًّا في تجسيد المعاناة المستمرة والألم الذي لا ينقطع، وهذه المأساوية والتراجيدية في العادة تجعلان المتفرج أو القارئ يحدث له نوع من التطهير، وهو ما يجعلنا نتساءل: هل هذه التفاصيل الدقيقة أدت وظيفتها في التطهير؟


وأشار مفتاح إلى أن الراوية اعتمدت في طريقة كتابتها على الذات الشاعرة، ونتساءل: هل القصائد الشعرية أو المقطوعات التي وردت في الرواية تم توظيفها لخدمة العمل، أم كانت استراحة المحارب بين الكتابة؟ موضحًا أن الكاتبة حققت بعض النجاحات في الرواية، حيث استطاعت أن تدخل الدلالات السياسية العميقة، واحتمل المتن رصد ما شهدته الساحة السياسية في عامي 2012 و2013، وحادثة حكم الإخوان المسلمين، وما تزامن معهما من أحداث، شهدتها بطلة الرواية على المستوى الشخصي، موضحًا أن العالم الافتراضي أصبح عنصرًا في الواقع الروائي، شئنا أم أبينا، وهو ما نراه في النص بعد أن أصبح نور المواطن العراقي على علاقة حوارية مع وردة المصرية، بعد أن فقد حبيبته الأولى لارا بالموت، كما علق مفتاح على الرواية من ناحية التقنيات قائلًا: إن البنية السردية للحوار سلسة ومتدفقة ومكتوبة بلغة فصحى بسيطة، ومعبرة في الوقت ذاته عن تطورات الحدث وتشابك الوعي بين السياسة والأدب، ويحسب للكاتبة إحساسها الواعي بالقضية العراقية وإحساسها بالوطنية والقومية.


أما الدكتور صلاح السروي، فأكد أن معالجة الرواية امتازت بالمزاوجة والتوازي بين الشخصي والعام، قائلًا: أصرت الكاتبة على أن تكتب بتواريخ وتثبت التفاصيل، وهذا ما يجعلنا نعرف أن هناك توجهًا متعمدًا وواضحًا بين دلالات الأحداث الشخصية والوطنية العامة، وكان ذلك جليًّا في موقف وقوف بطلة الرواية مرة أخرى على قدميها، وتوازيها مع رجوع مصر لأهلها يوم 3 يوليو 2013، مشيرًا إلى أن الرواية غلب عليها الطابع الذاتي في عكس مشاعر الكاتبة والنزوع التأريخي، وانعكس التأريخ الذاتي لحياة بطلة الرواية وتأويله مع أحداث الوطن بشكل عام، وهو ما يعرف أدبيًّا بـ"الأمثولة" أو الأليجوريا، أي تمثيل ما حدث للبطلة والوطن بالتبادل، فما حدث في حياة البطلة كان له هَمٌّ على الوطن، وما حدث للوطن كان له تأثير مباشر على البطلة.


وأكد السروي أن الرواية امتازت ببعض البراح والاتساع لأنواع أدبية أخرى؛ مثل الشعر والحلم والحوار، وتغنت توفيق بقصائد شعرية على لسان البطلة، وانتقد السروي السرد الطويل الذي أوردته الكاتبة لملحمة جلجامش، التي استغرقت الكاتبه في سرد تفاصيلها، التي كان ممكنًا الاستغناء عنها.

2-المسرح المكشوف يفسح المجال لموهوبين من الجمهور

تشهد ساحة المسرح المكشوف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب إقبالًا جماهيريًّا كبيرًا في ثالث أيام المعرض، الذي شهدت أروقته إقبالًا جماهيريًّا كبيرًا؛ لموافقته يوم الجمعة، يوم الإجازة الرسمية للمصريين.

واصطف الجمهور حول المسرح للاستمتاع بالفقرات الفنية المتعددة التي يقدمها على مدى اليوم، التي تعتبر من الجديد الذي يقدمة المعرض خلال هذا العام، كما تواصل المسرح مع الجمهور بالسماح للموهوبين منه بتقديم مواهبهم الغنائية والفنية لجمهور المعرض

أزمة مكتبات المدارس والجامعات على مائدة الحوار المستديرة
طالبت الكاتبة انتصار عبد المنعم بضرورة تفعيل البروتوكولات الموقَّعة بين وزارتي الثقافة والتربية والتعليم، مؤكدة أن حرمان الطلاب من قراءة الأدب يخرج شبابًا بينهم وبين المعارف الإنسانية جسور مقطوعة، جاء ذلك ضمن مائدة مستديرة بعنوان (تنمية الكتاب العربي ومكتبات المدارس والجامعات) شارك بها الكاتبة انتصار عبد المنعم، وكل من عزة سلطان وبهاء عبد المجيد د. عايدي جمعة والشاعر سمير الأمير.

وقالت عبد المنعم: إنه يتم أخذ جنيهين من الطلاب ضمن المصروفات، تحت بند المكتبات، على الرغم من أن الطالب لا يستفيد من الأنشطة المكتبية.

وتابعت الروائية عزة سلطان أنه توجد قواعد ولوائح خاصة، تجعل أمينة المكتبة تعتبر الكتب عهدة يجب الاحتفاظ بها لحين السؤال عنها، وعلى ذلك الوزارة والنيابة الإدراية لا تتهاونان في العهدة، ونبهت أننا شعب لديه عدم وعي بتنمية الثقافة، مشيرة إلى أن اهتمام الأهل ينصب على  المذاكرة والكتب الدراسية، وطالبت بتفعيل الأنشطة التعليمة، ومنها نشاط المكتبة، مشيرة إلى تقصير لجان المتابعة في القيام بدورها.



وأشار الشاعر سمير الأمير إلى أنه علينا خلق هذه الإرادة؛ ولأن هذه الطريقة الوحيدة للمرور في هذا المحتوي التربوي.

وأضافت أنه يجب أن تكون هناك إرداة لعودة المدرسة للمحتوي التربوي عام، ولابد من وجود قائمة من الموضوعات التي ينبغي معرفتها لدى الطلبة في المستوى التعليمي الذي وصل إليه، والتركيز على المستوى الموفي لهذا المقياس، وهناك رغبة لإطاعة العقل الجماعي في الأشياء غير الجيدة، وهيئات الحكومة لا تفرض على المدارس، ما تنتجه القائمة التي توزعها وزارة التربية والتعليم في المدارس لا علاقة لها بالسلاسل التي تكمل عليها وزراة الثقافة والإبداعات التي تنشرها، وهذا فساد مجتمعي.

وقال الروائي بهاء عبد المجيد: إن البحث الثقافي يساعد أي دولة على النهوض، مشيرًا إلى إشكالية الاعتماد على تعليم الذاكرة وليس الإبداع، موضحًا أن الطلاب في الجامعة أصبحوا يشبهون طلاب المدارس؛ لأن دراستهم لا تعتمد على البحث بقدر الاعتماد على المعلومات الجاهزة، بالإضافة إلى عدم اعتمادهم على المكتبة، أو اعتبارها عنصرًا من عناصر العملية التعليمية، مؤكدًا أن الدائرة تدور عندما يصبح هؤلاء الطلاب معلمين، فيتعاملون مع تلاميذهم بالطريقة ذاتها.

وتابع الدكتور عايدي جمعة أن فكرة الكتاب الوطني مهمة، مؤكدًا أن الكتاب وسيلة وليس غاية؛ لأن له القدرة على تمييز أفكارنا، موضحًا أننا نستورد كتبًا أجنبية لكي نحل واقعنا، مشيرًا إلى ضرورة الاهتمام بمحو الأمية الرقمية.

3-«حوليات مصر السياسية».. كتاب يدين له المؤرخون ويرسخ لثقافة علمانية

 يكشف تفاصيل الحياة النيابية الحياة النيابية وأزمة مياة النيل الممتدة حتى الآن

أكدت الكاتبة الصحفية والناقدة سناء صليحة أن التاريخ في مصر يُدرس بشكل متقطع، دون تقديم خلفية حقيقية عن  شخصياته بعيدًا عن التفصيل، وهو الأمر الذي يجعل المعلومات منقوصة لدرجة أحيانًا تجعلنا لا نستطيع تقييم الأحداث التاريخية والشخصيات التاريخية بشكل كبير، ومن هنا كانت أهمية كتاب "حوليات مصر السياسية" لأحمد شفيق باشا، رئيس الديوان الخديوي ومدير عموم الأوقاف، حيث قدم الكتاب خلفيات وصورة واقع مصر في الفترة التي يؤرخ عنها الكتاب في عشرينيات القرن الماضي.


 جاءت ذلك في بداية ندوة مناقشة الكتاب ضمن محور كاتب وكتاب، وأضافت صليحة أن الكتاب يوضح لنا تاريخ أشياء على مستوى كبير من الأهمية؛ مثل الحياة النيابية في مصر في فترة تاريخية سابقة، وأزمة مياة النيل الممتدة حتى الآن، والتي كانت مثارة أيضًا في ذلك التوقيت الذي يؤرخ له الكتاب، وهذا يساعدنا على فهم الأمور، وفهم تاريخ القضايا المحورية في حياتنا بشكل كبير، مشيرة إلى أن أحد أهم عيوب الكتاب تمثلت في عدم تطرقة للعديد من الأمور المتعلقة بالشأن الثقافي في ذلك التوقيت، حيث اهتم  الكاتب بالسياسة على حساب ما دونها.

من جانبة أكد الدكتور عبد الرحيم شهاب الدين، أستاذ التاريخ، أن كتاب "حوليات مصر السياسية" رصد تأسيس جماعة الإخوان، ورفع الستار عن تمثال نهضة مصر، وإنشاء جامعة القاهرة، وهى أهم ثلاثة أحداث في العام الذي يرصدة الكتاب حول عام 1928، لما لهذه الأحداث من دلالات رمزية لهذا العام.

وأضاف أن الكتاب يقدم دعم قويًّا للحرية والاستقلال ويرسخ لثقافة علمانية، لا تفرق بين أصحاب الأديان كافة، كما تحدث الكتاب عن حرية المرأة، وأن الأمة مصدر السلطات، وهذا يتوافق بشكل كبير مع المفهوم الحديث للنهضة، إلَّا أن هذه الحولية كان بها بعض السلبيات، منها ترسيخ بعض الأفكار الرجعية التي تناقض معاييرنا للنهضة.

وأشار الدكتور أحمد زكريا الشلق، أستاذ التاريخ المعاصر، إلى أن أحمد شفيق باشا له العديد من المؤلفات التاريخية، على رأسها الحوليات الثماني، كما أنه شارك في ثورة 1919 بعد أن عاد من رحلته في الخارج، وبعدها شرع في كتابة حولياته منذ عام 1923 وتوقف سنة 1930 عن كتابة الحوليات، التي كانت بمثابة جهد جبار يدين له العديد من المؤرخين بالثناء.


وأضاف أن الحوليات تكتسب أهميتها من كونها تأتي بالوقائع التاريخية من مصدرها، وهو أهم بكثير مما يقدمة أى مؤرخ آخر.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Fox Egypt News Magazine 2014 © جميع الحقوق محفوظة © تصميم الموقع : مجدي البروفسير